المكتبة الوطنية الجزائرية
كان هدف الفرنسيين من تأسيسهم لـ”المكتبة الوطنية الجزائرية” سنة 1835 إبّان احتلالهم الجزائر، هو جمع كلّ ما كُتب وطُبع عن الجزائر والجزائريين في هذه المكتبة، كمحاولة جادّة منهم لفهم الجزائر والشعب الجزائريّ عن كثب.
اتّخذت المكتبة في بداية تأسيسها من ثكنة الإنكشارية في باب عزون في العاصمة الجزائر مقرًّا مؤقّتًا لها، إذ نقلت محتوياتها سنة 1863 إلى مقرّ الداي مصطفى باشا، قبل أن تنتقل للمرّة الأخيرة بعد الاستقلال للمرّة الأخيرة إلى مبناها الحالي في منطقة الحامة في الجزائر العاصمة.
كان استقلال الجزائر نقطة تحوّل مهمّة في تاريخ المكتبة وطبيعة عملها وأهدافها، إذ أنّ السلطات الجزائرية بعد الاستقلال أصدرت قرارات عدّة تُفيد بوجوب حفظ المكتبة للتراث والثقافة الوطنية الجزائرية.
والعمل أيضًا على نقل كلّ ما كُتب وطُبع عن الجزائر في الخارج إلى المكتبة. وبعد أن كان هدف المكتبة التي أسسها وزير الاحتلال الفرنسيّ آدريان باربروغر (Adrian Berbrugger) مساعدة الفرنسيين على فهم الجزائريين والتعرّف إلى عاداتهم وطبيعة حيواتهم، بات هدفها بعد الاستقلال إتاحة ما يُساعد المواطن الجزائريّ على فهم نفسه والتعرّف إلى بلده وحركة تحرره الوطنية عن كثب.
المكتبة التي تواتر على إدارتها قبل الاستقلال عدد من العلماء الفرنسيين، أعادت بعد نهاية عهد الاحتلال الفرنسيّ الاهتمام باللغة العربية التي حظيت بإهمال كبير في عهد الاحتلال. ليبلغ عدد ما تحتويه من مجلدات باللغات العربية والأجنبية ما يٌقارب 900 ألف مجلّد.