تعتبر الأفعال اللفظية من إنّ أوائل أعمال ودراسات (سيرل) والتي كانت لها الأهميّة الكبرى في بناء سمعته، (speech acts)، وحاول (سيرل) تجميع الأفكار من العديد من الزملاء – بما في ذلك (جون لانغشو أوستن) في كتاباته عن «الفعل التصادمي»، من كتاب كيف نفعل الأشياء مع الكلمات (How To Do Things with Words))، و (لادوينغ ويتجينستاين) (Ludwig Wittgenstein) وأفكار (جيفري ميدغلي) (G.C.J. Midgley) حول (التمييز بين القواعد التنظيمية والقواعد التأسيسية) مع أطروحته الخاصة التي تفيد بأنّ هذه الأفعال تشكّلها قواعد اللغة.
كما اعتمد على عمل (بول غرايس) (Paul Grice) في (تحليل المعنى في محاولة لفهمه)، وهاري وستينيوس (التمييز -مع أخذ المعنى بعين الاعتبار- بين القوّة اللاذعة والمحتوى المقترح) و (فريديريك ستراوسن) PF Strawson)) و (جون راولز) (John Rawls) و (ويليام ألستون) (William Alston) الذي أبقى على أنّ الجملة عبارة عن مجموعاتٍ من القواعدِ التنظيميّة التي تتطلّب من المتحدّث القيام بتصرّفات ذات معنى تعبّر عن الجملة وأنّ هذه التصرّفات تنطوي على نطق الجملة التي تشير (أوّلاً) إلى أن الشخص الذي يؤدي الفعل، (ثانياً) إلى ما يعنيه الشخص بقوله، و (ثالثاً) يخاطب الجمهور في المنطقة المجاورة.
في كتابه الصادر عام 1969 بعنوان «الافعال اللفظيّة»، عرض (سيرل) الجمع بين كل هذه العناصر ليحكي وجهة نظره حول التصرفات ذات المعنى التي ترافق الكلام. وهنا يقدّم (سيرل) تحليلاً لما يعتبره تصرّف وهميّ نموذجيّ واعد ويقدّم مجموعة من القواعد اللغويّة بهدف تمثيل المعنى اللغويّ للحِيل التي تشيرُ إلى أنواعٍ أخرى من التصرّفاتِ ذات المعنى.
من بين المفاهيم الواردة في هذا الكتاب هو مفهوم التمييز بين «القوة اللاذعة» و «المضمون المقترح» لكلمة ما. لا يحدّد (سيرل) بدقّة المفهوم السابق على هذا النحو، ولكن بدلا من ذلك يقدّم العديد من القوى ذات المعنى فعلى سبيل المثال. وفقا لسيرل، الجمل:
- يدخن سام عادة.
- هل يدخن سام عادة؟
- سام يدخّن عادة!
- هل كان سام ذاك يدخّن بشكل معتاد؟
كلٌّ منها يشير إلى نفسِ المحتوى الافتراضي (تدخينُ سام بشكل معتاد) ولكنّه يختلف في القوّة الاحترازية المشار إليها (على التوالي: بيان، سؤال، أمر، وتعبير عن الرغبة).
وفقاً لتقريرٍ لاحق قدّمه (سيرل) في مقالته نوايا (Intentionality) (1983) والتي تختلف بطرق هامة عن تلك المقترحة في «الأفعال اللفظيّة»، فتتميز فيه أعمال التخويف من خلال وجود «شروط الرضا» (وهي فكرة اعتمدت من ورقة ستراكسون في عام 1971 «المعنى والحقيقة») و«الاتجاه الملائم» (فكرة اعتمدت من (إليزابيث أنسكومب) ((Elizabeth Anscombe) فعلى سبيل المثال عبارة «اشترى جون قطعتي حلوى» هي عبارة راضية إذا وفقط إذا كانت صحيحة، أي عندما يكون (جون) قد اشترى بالفعل قطعتي حلوى.
على النقيض من ذلك، فإنّ الأمر «جون اشترِ قطعتي حلوى!» يُعتبر راضٍ إذا وفقط إذا نفذ (جون) عمليّة شراء اثنتين من قطع الحلوى. يشير (سيرل) إلى أنّ الاتّجاه الملائم للجملة الأولى هو «من الكلمة إلى العالم» حيث من المفترض أن تتغيّر الكلمات لتمثّل العالم بدقة، والاتجاه الملائم للجملة الثانية هو «من العالم إلى الكلمة» فمن المفترض في هذه الجملة أن يتغيّر العالم ليطابق الكلمات.
(هناكَ أيضًا اتجاهٌ مزدوج للملاءمة، حيث تسير العلاقة في كلا الاتجاهين، والاتجاه الصفري للملاءمة هو الاتجاه التي لا تسير فيها الطريقة بأيّ اتّجاه لأن المحتوى الافتراضي مُفترضٌ مسبقًا، كما في «أنا آسف لأنّي أكلت قطع الحلوى الخاصّة بجون.»)
في كتاب (أسس المنطق اللاإرادي) (1985، مع دانيال فاندرفين)، يستخدم (سيرل) بشكل بارز مفهوم «النقطة الحرجة».
تم تحدّي نظرية أفعال الكلام الخاصّة بـ (سيرل) من قبل العديد من المفكرين بطرقٍ متنوعة. تتواجد مجموعات من المقالات التي كتبها (سيرل) في منشورات (أرمين بورخاردت) 1990 وليبور / فان غوليك 1991.