سيد قطب .. مُنطلَقاً للسلفية الجهادية
اعتبر بعض الباحثين؛ سيد قطب من أوائل منظري فكر السلفية الجهادية، كون جماعات السلفية الجهادية تستخدم كتبه.
بينما يرفض الإخوان المسلمون؛ اتهام سيد قطب بأنه يدعو لإقامة النظام الإسلامي بقوة السلاح، أو قلب نظام الحكم بالقوة، وإنما يتكلم عن رد اعتداء الأنظمة علي الحركة الإسلامية ويستدلون بقوله:
«كما تقدم ،كنا قد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم، وفرض النظام الإسلامى من أعلى، واتفقنا في الوقت ذاته على مبدأ رد الاعتداء على الحركة الإسلامية التى هى منهجها إذا وقع الاعتداء عليها بالقوة. وكان أمامنا المبدأ الذى يقرره الله سبحانه: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».
وكان الاعتداء قد وقع علينا بالفعل في سنة 1954 وفى سنة 1957 بالاعتقال والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل وتخريب البيوت وتشريد الأطفال والنساء.
ولكننا كنا قررنا أن هذا الماضى قد انتهى أمره فلا تفكر في رد الاعتداء الذى وقع علينا فيه، إنما المسألة هى مسألة الاعتداء علينا الآن. وهذا هو الذى تقرر الرد عليه إذا وقع .. وفى الوقت نفسه لم نكن نملك أن نرد بالمثل لأن الإسلام ذاته لا يبيح لمسلم أن يعذب أحداً، ولا أن يهدر كرامة الآدمية ولا أن يترك أطفاله ونساءه بالجوع.
وحتى الذين تقام عليهم الحدود في الإسلام ويموتون تتكفل الدولة بنسائهم وأطفالهم، فلم يكن في أيدينا من وسائل رد الاعتداء التى يبيحها لنا ديننا إلا القتال والقتل: أولاً لرد الاعتداء حتى لا يصبح الاعتداء على الحركة الإسلامية وأهلها سهلاً يزاوله المعتدون في كل وقت.
وثانياً لمحاولة إنقاذ وإفلات أكبر عدد ممكن من الشباب المسلم النظيف المتماسك الأخلاق في جيل كله إباحية وكله انحلال وكله انحراف في التعامل والسلوك كما هو دائر على ألسنة الناس وشائع لا يحتاج إلى كلام.
لهذه الأسباب مجتمعة فكرنا في خطة ووسيلة ترد الاعتداء .. والذى قلته لهم ليفكروا في الخطة والوسيلة باعتبار أنهم هم الذين سيقومون بها بما في أيديهم من إمكانيات لا أملك أنا معرفتها بالضبط ولا تحديدها..
الذى قلته لهم: إننا إذا قمنا برد الاعتداء عند وقوعه فيجب أن يكون ذلك في ضربة راجعة توفق الاعتداء وتكفل سلامة أكبر عدد من الشباب المسلم. ووفقاً لهذا جاءوا في اللقاء التالى ومع أحمد عبد المجيد قائمة باقتراحات تتناول الأعمال التى تكفى لشل الجهاز الحكومى عن متابعة الإخوان في حالة ما إذا وقع الاعتداء عليهم كما وقع في المرات السابقة».
«الحركة الإسلامية لا تريد أن تعتدي، ولا أن تستخدم القوة في فرض النظام الذي تؤمن بضرورة قيامه»
«وعدم فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم ، قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي، لأنها عرفته على حقيقته، وتريد أن تحكم به»
«إن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد ولا تجئ عن طريق إحداث انقلاب».
«الوصول إلى تطبيق النظام الإسلامي والحكم بشريعة الله ، ليس هدفا عاجلا، لأنه لا يمكن تحقيقه إلا بعد نقل المجتمعات ذاتها».
«ليست المطالبة بإقامة النظام الإسلامي ، وتحكيم الشريعة الإسلامية، هي نقطة البدء، ولكن نقطة البدء هي نقل المجتمعات ذاتها-حكاما ومحكومين-عن الطريق السالف إلى المفهومات الإسلامية الصحيحة».
وحين يتحدث عن شباب الحركة الإسلامية، يرى ضرورة «ضبط حركاتهم بحيث لا يقع اندفاع في غير محله ،فعقلية البدء بإقامة النظام الإسلامي من قمة الحكم قد تغلب على عقلية البدء بإقامة العقيدة والخلق، والاتجاه في قاعدة المجتمع».