أدب وفنون

بـراعـم الرّمـل

 

يَهيمونَ على بقايا الرَّمل،

يتقاسَمُونَ بقايا لَحْمٍ ضئيلٍ،

يُضَاجِعونَ الطُّرقات

بأحلامِهم المَوبُوءَة

ويغسلونَ خَطاياهُم بالرَّماد،

جاؤوا من شقُوقِ المَاء

 يَحملُونَ خواءَ الصَّحْراءِ بِأَنْفاسِهم

وانْثَالُوا كالبراكين على عَتبةِ الرِّيح

ربَّما ورثُوا عن الأَسمَاكِ خياشيمَها

لكي يُسَايِرُوا نصفَ القَتل

والنصفَ الآخر

 يرمِّمُونَ به العظامَ المشتهاة لسفنِهم المنخورة بوهمِ الظلال،

أو ورثُوا عن الضَّفَادِعِ جِلْدَهَا

يبتزِّونَ به العدوَّ كلّما ضاقَ بهم الوَحْلُ.

هم كالحرباءِ أو أكْثرُ تبدُّلا

يتكيَّفُونَ مع كلِّ جَرْحٍ لنا.

بَنُوا مَذابِحَ للوقت

وعدُّوا شطائرَ الموتِ كأساً لنا

قالوا هذه دماؤنا سنرِثُ بها الأرضَ

ونكتبُ على مُستقبلِ الأيَّامِ

حلمَ مَن ماتوا مغرورقينِ في الظَّلَام

وانتهوا في سديم النصِّ

يَنتحِبُونَ السَّماءَ

ويشيِّدونَ سلالِمَهم على جسدي.

علي سرمد

شاعر عـراقي، حاصل على ماجستير في الأدب الحديث ونقدِه. طالب دكتوراه في الأدب العربي ونقده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى