نقد

إبادة ثروة البشرية وكنوزها الثقافية وذاكرتها الحضارية

ما من شيء ثمين إلا و كان الكتاب أثمن منه، وما من جليس كريم إلا وكان الكتاب أكرم منه، وما من أمة ناهضة إلا وكانت تحمل في أحد أيديها عقلاً راجحًا، وفي اليد الأخرى كتابًا نافعًا، ما من أمة انحطت وتخلفت إلا وأسقطت من أيديها الكتاب والعقل، وربما عوضتهما بالسيف والخرافة. فإن الكتاب شهادة على الحياة البشرية، فبانعدامه تسقط بشرية الإنسان.


ولم تنج الكتب يومًا من الأخطار والأفكار التعسفية، إما من خلال قتل أصحابها جسديًا، وإما عبر منعها، وأحيانًا كثيرة إعدامها أو حرقها. يأتي هذا تبعًا للسياسات والأنظمة والأديان والإيديولوجيات، والأحداث كثيرة في هذا المجال. بدءًا من العصر اليوناني فالمسيحي فالإسلامي، مرورًا بالزمن النازي الهتلري والشيوعي والديكتاتوري في أكثر من بلد، من تشيلي إلى العراق.

يقول “وول ديورنت” أن أول المكتبات في التاريخ تأسست في الشرق الأدنى أي في سومر وبابل ، أما العرب فلم يهتموا بالثقافة في تاريخهم القديم، كما أنهم كانوا يعتمدون على الحفظ وليس التدوين، غير أنه ما إن انصرم قرن ونصف على بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما إن آل الحكم إلى العباسيين حتى بدأت أولى بوادر الاهتمام بالفكر والتدوين، وفي هذه الفترة تم تأسيس “بيت الحكمة” و”خزانة المنصور” … فضلاً عن المكتبات التي أنشأها المسلمون في الأندلس، غير أن ذلك لم يأتي إلا متأخرًا، أي بعد نضج المسلمين في التعامل مع ثقافة الآخر، أي ثقافة البلدان التي فتحوها.

ترتبط معظم المحارق والمجازر التي ارتكبت ضد الكتاب بالحرب، ورغم أن فارق حرف يكمن بين لفظتي “حرق” و”حرب” إلا أن الحاصل بالتأكيد ليس فارق حرف، بل ثروة البشرية وكنوزها الثقافية وذاكرتها الحضارية. لقد التهمت المحارق التي أقيمت للكتب والمكتبات على مرّ التاريخ أعدادًا لا تحصى من الكتب واللفائف ورقاع الجلد والآجر والطين التي كانت سبيل البشر الى تدوين حياتهم قبل أن يكتشفوا الكتابة والطباعة ومن ثم الكتب الورقية، هذه المفقودات أو المحترقات من الكتب لم يفلح المثل الشعبي في أن يمنع عنها النيران كما فعل مع المال، عندما قال عن الأموال الكثيرة “لا تأكلها النيران”، فالنار على ما يبدو تعرف جيدًا ماذا تأكل وما الذي يوقدها ويذكي أوارها.


تدعو أخبار حرائق الكتب المنتشرة على جسد التاريخ المرء لأن يشفق على حال البشرية، ولأن يشك مطولاً في ادعاءاتها الكبرى لا بخصوص تحضرها ومدنيتها فقط وإنما بخصوص إنسانيتها التي يبدو أنها لم تكن بصحة جيدة على مر الزمان.

وتبرز أخبار المحارق المتواترة، التي لم تتوقف للأسف عبر فصول التاريخ، أن التاريخ البشري شهد مطاردة مريعة، ودائمة ومستمرة، لنوعيات مختلفة من الكتب، يجمعها خيط ناظم هو أنها كانت مختلفة مع/ عن زمانها. ما يؤشر على أن الإنسان كان دائمًا وعبر تاريخه يعاني من ضيق الأفق الفكري الذي سبب له بالتالي ضائقة إنسانية، لم يجد حلاً للتخلص من الألم الذي تسببه سوى النار.

إذن… لقد سيطرت النار على الجهاز العصبي للبشرية، ولم تبتلع في أحشائها تلك الكميات الكبرى من الكتب والمخطوطات واللفائف بل ابتلعت أيضًا كمية لا بأس بها من إنسانية الكائن البشري نفسه. وكانت في كل مرة تلتهم الكتب تصل إلى مكان أبعد في ذلك الهيكل العظمي الذي يدعى الإنسان.


  • تاريخ الحروب

ولكي لا نبدو من الذين يرتدون نظارة سوداء أسارع إلى القول إن بعض الحضارات عاشت مراحل من الهدنة والسلام. وربما اعترفت واحدة بالأخرى بهذا الشكل أو ذاك، لكنها فترات قليلة كانت كل حضارة خلالها تحاول أن تبني روحها أو تصنع هويتها.

ثم سرعان ما تتضارب الهويات وتتخاصم المصالح فتبدأ الحرب. لم تكن حروب البشرية قليلة إطلاقًا، بل إن الإنصاف يمكن أن يوصل المرء إلى قناعة مفادها أن تاريخ الإنسان هو تاريخ الحروب. في تلك الحروب لم يكن الضحايا من البشر فقط بل من الكتب والمكتبات والمنجزات الفكرية والعلمية التي باحتراقها أو ضياعها كانت تنهار حضارة لتسود أخرى. وما في ذلك أي غرابة، فالحرب ذلك الوحش الغريب الذي ما يزال قابعًا في اللاوعي الفردي والجمعي لا تنفتح، حين تنفتح، إلا على الجحيم… والجحيم يتسع لكل شيء.

أما الجزئية الخاصة بمحارق الكتب فهي لا تمثل فقط مخازي للبشرية في سيرتها بل هي أيضًا تجعيدة الحزن الكبرى التي بقيت ماثلة تحت أجفانها. وفي المطاف الأخير تأخذنا محارق الكتب إلى قصة مرعبة فيها من الدويّ ما يكفي ليملأ صفحات وصفحات من تاريخنا المجهول، ذلك المجهول الذي يبدو ساخنًا، كما لو أنه آت من نيران ميثولوجية تقلب بين كفيها الزمن.


إن رواية النار هي الرواية القاسية، والمزلزلة في أروقة التاريخ البشري، وهي رواية لا تنتهي فصولها إلا بانتهاء الأبطال أنفسهم/البشر. ولهذه الرواية حيثياتها ومنطلقاتها ومبرراتها التي تختلف قليلاً في التفاصيل، لكنها في القمع وإلغاء الآخر والفتك بالمخالفين تظل واحدة. وربما يكون من السذاجة الاعتقاد بأن الديكتاتوريين والشوفينيين والفاشيين الذين وجدت الكتب على أيديهم محارق استثنائية، يظهرون هكذا عشوائيًا، وبمنأى عن تلك الجدلية الفلسفية والاجتماعية والثقافية التي تصنعهم.

هؤلاء ليسوا إلا التجسد العياني للفكرة التي تفترض أن هناك دائمًا نصفًا آخر وينبغي القضاء عليه. هذا يعني أن نصنع “قايين” بأيدينا ومن ثم نحرقه!. وهذه النظرة التي تؤسس للحرب ضد الآخر هي الكلمة المفتاحية في كل الحروب التي شنت على الكتاب لـ … حرقه. ولا يقلل من هذه الحرب أن يكون الآخر متوهمًا أو متخيلاً أو مصنوعًا بفعل الأيديولوجيا، فالخطأ نفسه يحدث دائمًا: كل حضارة تنتج أشباحها لتحاربهم.


جمع فرناندو بياز (كاتب ومدير المكتبة الوطنية الفنزويلية، وباحث في تاريخ تدمير الكتب) عبر 12 سنة من البحث عن حجم المرض الذي ينخر في عظام الإنسانية يكشف بالحقائق والوقائع التي جمعها، وكتب كتابه “التاريخ العالمي لتدمير الكتب من سومر القديمة إلى العراق الحديث” إنه «سِفر عابقٌ بالنار والحيف»، كما تقول الكاتبة لطيفة الدليمي، وهي، ترى أن «هذا العمل يثأر لكل كتاب أُحرق وكل رقيم دُمِّرَ على امتداد التاريخ البشري المجبول بالدم والرماد».

زار فرناندو بياز العراق بعد سقوط بغداد قال: «إن ما شهدته في بغداد كان أفظع من أن يستوعبه عقل إنسان أو تعبّر عنه بلاغة اللغات». وهو يستهل الكتاب ويختمه بتصوير عمليات نهب الكتب والمخطوطات والأعمال الفنية وحرقها في المكتبة الوطنية العراقية والمتحف العراقي ومكتبة الأوقاف في 2003، ويعلن أن الدمار الكبير والحرائق التي حصلت «كانت بعون من لامبالاة القيادة ألأمريكية، فقد تمركزت قواتها أمام المتحف العراقي، وعلى مرأى منها تم نهب متحف الحضارات وتدميره، وكان النهّابون يحملون غنائمهم من التماثيل والقطع الأثرية في سيارات تقف قرب الدبابات والمصفحات الأمريكية».


  • البداية من العراق:

عرفت سومر مهد أول كتابة في التاريخ وأول كتب مصنوعة من الطين ومرسومة برموز صورية، لكنها عرفت أيضًا أول حرائق الكتب. وهي مفارقة عجيبة ليست غريبة على العراق الذي لطالما عاش مفارقات مفجعة على أكثر من صعيد. ويعود تاريخ الكتب المحروقة إلى 4400 قبل الميلاد، وقد عثر عليها المنقبون في حفريات الطبقة الرابعة لمعبد الإلهة إينانا في مدينة أوروك.

كما أظهرت كشوفات الآثاري الإيطالي ساباتينو موسكاتي، الذي اكتشف مكتبة مدينة إيبلا جنوب حلب، أن المكتبة احترقت مع القصر الملكي حين هاجمها الملك الأكدي نرام سن في نحو 2230 قبل الميلاد. في العراق أيضًا، وفي (680) قبل الميلاد، كانت هناك مكتبة كبرى أسسها الملك الآشوري آشور بانيبال، وكانت مكتبة قصره في نينوى تضم نحو 20.000 كتاب، ولكن تحالف بابل على عهد الملك الكلداني نبوبلاصر، والد نبوخذ نصر، مع مملكة ميديا وغزوها مملكة اشور وتدميرها نينوى وحرقها، أدى إلى تدمير هذه المكتبة التي تعد أعظم مكتبات التاريخ القديم.

وفي مصر القديمة جمع الفرعون الشاعر اخناتون المؤمن بالتوحيد كل الكتب الدينية التي سبقته ليفرض ما كتبه عن عبادة الإله أتون. وفي القرن الخامس قبل الميلاد قاضى الاثينيون الديموقراطيون المتصوف بروتوغوراس بتهمة العقوق وأحرقوا كتابه “عن الآلهة” في محرقة عامة.


ومن أشهر المكتبات القديمة التي أحرقت مكتبة برسيبوليس الفارسية، ومكتبات الصين العظمى التي أحرقت بيد أباطرتها لمحو أخبار سابقيهم، ومكتبات روما، ومكتبة الإسكندرية.

ولعل من أشهر حوادث إحراق الكتب والمكتبات إحراق مكتبة الحكمة في بغداد التي أسسها هارون الرشيد ورعاها ابنه المأمون لتكون مركزًا للفكر العربي الإسلامي. وضمت المكتبة كتب التراث الإسلامي والسير والتراجم، وكتب الكيمياء والطب والرياضيات والفلسفة والأدب، وحوت مرصدًا فلكيًّا للتحقيق في كشوف بطليموس، وأقامت فيها مجموعة من المترجمين لنقل العلوم.

وتم تدمير المكتبة على أيدي المغول عند اجتياحهم بغداد، إذ ألقوا بجميع محتوياتها وأكثر من 300 ألف كتاب في نهر دجلة، حتى حوّله مداد الكتب إلى اللون الأسود، هذا إلى جانب ستة وثلاثين مكتبة عامة أخرى ببغداد تم إغراقها.


وفي مصر، أنشأ الإسكندر الأكبر المكتبة العظمى الأولى التي عرفت في التاريخ، وضم فيها كتب العالم القديم التي وصل عددها إلى 700 ألف مجلد، منها أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو، لكن في عام 48 ق.م قام يوليوس قيصر بحرق 100 سفينة على شاطئ الإسكندرية بجوار المكتبة التي امتدت النيران إليها، ليتم تدميرها بالكامل. فيما قيل أن حرقها كان مقصودًا، وشهدت المكتبة حادثًا آخر في عام 640 ميلادي عند فتح مصر.

وكانت في القاهرة أحد أهم المكتبات الموجودة آنذاك، وهي مكتبة “القصر الكبير” التي أسسها “الحاكم بأمر الله الفاطمي”، حيث كانت تظم 1.600.000 مجلد وكان الدخول إليها والاستنساخ و الترجمة مجانًا، غير أنها تعرضت إلى النهب والتلف إثر الخلاف الذي نشب بين المسلمين من الجنود السودانيين والأتراك، إذ أُحرق الكثير من محتوياتها، وهناك من يذكر أن بعضهم قد “جعل من جلودها نعالاً له”، وبسبب انتشار القحط والمجاعة في مصر في عامي 1348-1349م، راح بعضهم يعرض مجلدًا كاملاً للمقايضة على رغيف خبز. هكذا انضافت مكتبة القصر الكبير الفاطمية إلى جانب مكتبة الإسكندرية في قائمة المكتبات النفيسة التي دُمرت.

أما في المغرب، فقد ثم حرق “مكتبة الغزالي” سنة 500هـ لاحتوائها على مصنفات علم الكلام وخصوصًا كتابه “إحياء علوم الدين”، وفي عهد أمير دولة الموحدين المنصور أحرقت كتب القاضي ابن رشد، وتحولت ظاهرة حرق كتبه مجرد كليشيه عن حرية الفكر والرأي. وفي زمن الموحدين جرى اضطهاد المؤلفين ممن كتبوا في علم المذهب والفقه وأحرقت كتبهم، ويذكر أحمد أمين في كتابه “ظهر الاسلام” حوادث حرق كتب الفقهاء في عصر مؤسس دولة الموحدين حيث يروي صاحب “المعجب” باعتباره شاهد عيان على حرق الكتب بقوله: “وفي أيامه – أي أيام محمد بن تومرت – انقطع علم الفروع وخافه الفقهاء، وأمر بإحراق كتب المذهب، فأحرق منها جملة في سائر البلاد، وقد شهدت ذلك وأنا بمدينة فاس يؤتي منها بالأحمال فتوضع ويطلق فيها النار”.

وغداة انهيار الدولة الاندلسية لم تنج الكتب من المحارق، فأمر الكاردينال سيسنيروس عام 1501 بحرق مكتبة “مدينة الزهراء” التي كان بها ما ينوف على 600000 مخطوط في مكان يسمّى “باب الرملة” في غرناطة، فاختفت العديد من المخطوطات وأمّهات الكتب النفيسة. تكثر الروايات والأشعار التي تتحدث عن تلك المرحلة، وما كان يحصل للكتب في ظل محاكم التفتيش.

وفي سنة 384هـ أحرق السلطان محمود بن سبكتكين مكتبة مدينة الري، ثم أحرقت مرتين مكتبة الطوسي في بغداد التي أسسها “سابور ابن أردشير” ، نظرًا لاحتوائها على كتب المبتدعة.

ومن حوداث إحراق الكتب في سورية، إحراق المكتبة السورية التي حوت ثلاثة ملايين كتاب على أيدي الصليبيين في القرن العاشر الميلادي، معتقدين أن جميع محتوياتها هي نسخ من القرآن الكريم، وهذا بعدما زار القسيس برترام سان جيل قاعة القرآن الكريم فأعطى أمرًا بحرقها، وكان للمكتبة أكثر من مئة وثمانين ناسخًا يتناوبون على العمل فيها ليلاً ونهارًا.

وفي القرن 18 هبط الكاهن سيكار إلى مصر، وراح يجوب البلاد ويشتري المخطوطات النادرة من الأهالي ثمّ يحرقها، بقصد القضاء على كل العلوم المعادية للدين.

وفي سنة 1790م قامت محاكم التفتيش بإحراق جميع أعمال المخترع البرتغالي جيسماو، الذي توصل لصناعة أول طائرة فيما نقل التاريخ المكتوب، بالإضافة إلى ما وصل به في الكيمياء.


  • حرق المكتبات في العصر الحديث:

دمرت قوات الرايخ الهتلرية المكتبة الشعبية في صربيا وحدها خلال الحرب العالمية الثانية عام 1941 التي قصفها الجيش بالقنابل الحارقة التي نالت من نحو 350 ألف كتاب، إلى جانب مدونات من القرون الوسطى، ومجموعة من المخطوطات التركية مع ما يزيد عن 200 كتاب قديم مطبوع من القرن الخامس عشر حتى القرن السابع عشر، وخرائط قديمة، ولوحات فنية، وصحف، وكل الكتب المطبوعة في صربيا والبلدان المجاورة منذ عام 1832، لتقدر محتوياتها بأكثر من 2,6 مليون كتاب.

في البلقان، أحرق الصرب رمز سراييفو القديم و «جبل المعرفة» عند دخول الجيش الصربي مدينة سراييفو وإحراقها عام 1992، ثم منع المياه من الوصول إلى المكتبة لإخماد الحريق، وكانت المكتبة تضم نحو مليوني كتاب، و155.000 نص نادر، و400.078 مخطوطة عالمية وكتب غرب البلقان القديمة وآلاف الروايات والكتب التاريخية والرسائل الجامعية.

وفي أفغانستان التي كانت من حواضر العلم في الحضارة العربية الإسلامية، تم إحراق مكتبة “ناصر خسرو” التي كانت أكبر المكتبات العامة وأفضلها، إذ حوت 55 ألف مطبوعة بين كتب ووثائق ومخطوطات نادرة تم حرقها كاملة على يد جماعة طالبان في أغسطس 1998، بعدما انسحب الروس ودخل المجاهدون الأفغان إلى كابول، لتفقد المكتبة 367 ألف كتاب قديم.

ولا ننسى حريق المكتبة الوطنية في بغداد، بعد الغزو الأمريكي عام 2003، يُرى من مسافة ثلاثة أميال؛ تفرج عليه الجنود “المحرّرون” كأنه قيامة هوليوودية أخرى، ولم يحرك أحد ساكنًا.

وفي عام 2013، أحرق فرع «القاعدة» في مالي مكتبة أحمد بابا في تمبكتو التي كانت تضم 700 ألف مخطوطة غالبيتها باللغة العربية ولغات محلية، وقد عانت المكتبة من التجاهل لسنوات لجهل الماليين باللغة العربية، وظلت الكتب في وضع سيئ ومهدد حتى حادث الحريق الأول في 1913، عند قيام بعض المجموعات بحرق 30 ألف مخطوطة، وقيام السكان المحليين بحماية غالبية محتويات المكتبة، ليتم القضاء عليها بالكامل لاحقاً.

عمليات متكررة تجاه الكتب قادها ما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق بقصد القضاء على المكتبات العامة، كان آخرها إحراق المكتبة المركزية في الموصل، ومكتبة جامعة الموصل، والمكتبة المركزية شمال شرقي بعقوبة، وقضاء المقدادية في محافظة ديالى الشرقية، وبقية المكتبات العامة والخاصة، ومصادرة المكتبات الصغيرة في المنازل.

وأقدم التنظيم على جمع كل الكتب الأدبية والتاريخية والعلمية من المكتبات، ما عدا الكتب الإسلامية، ووضعها في أكياس إلى منطقة المجموعة الثقافية وحرقها أمام أنظار الأهالي وسط الشوارع والحاويات الحديد.


خاص لمجلة فكر الثقافية

فكر الثقافية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى