السر وراء تفوق المانيا العلمي
إذا ما سألتَ أيّ باحث ألماني الجنسية عن سر ازدهار الأساس العلمي في بلاده، فسيذكر لك حتمًا اسم المستشارة أنجيلا ميركل. فهذه المرأة الأقوى في العالم – كما يقولون عنها – لم تَنْس أصلها كفيزيائية من ألمانيا الشرقية.
خلال عقد زمني، اجتاحت فيه الاضطرابات المالية العالَم كله، زادت حكومةُ ميركل حجمَ الميزانية السنوية المخصصة للبحث العلمي بمعدل ثابت، وبشكل متوقع ومثالي، كما هو معهود من ألمانيا؛ فَبَثَّ ذلك روحَ المنافسة بين الجامعات، وعزز التعاون مع المؤسسات البحثية الفريدة في ألمانيا، التي تحصل على تمويلها من المال العام.
تحت قيادة ميركل، حافظت ألمانيا على مكانتها كأحد رواد العالم في مجالات معينة، مثل الطاقة المتجددة، والمناخ؛ كما تنامَى تأثيرها في قطاعات أخرى، في ظل تأكيدها على عدم التنصل من تقديم دعم قوي للبحوث الأساسية.
وألمانيا هي وجهة الباحثين الأجانب بشكل متزايد كموطن لمسارهم المهني، حيث يؤثرونها على الوجهات التقليدية الجاذبة للعقول، مثل الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة. تبدو ألمانيا – بما تشتهر به من أمان ورتابة – بطيئة كالسلحفاة في قصة السباق الشهير مع الأرنب.
وبينما تستعد البلاد للانتخابات في الرابع والعشرين من سبتمبر، يتوقع أغلب المراقبين استمرار هذه التوجهات.من جانبه، يقول وولفجانج شون – مدير “معهد ماكس بلانك لقوانين الضرائب والمالية العامة” في ميونخ، ونائب رئيس “المؤسسة الألمانية للبحوث” DFG،
وهي الوكالة الرئيسة لتمويل البحوث الجامعية في ألمانيا – إن أسباب نجاح ألمانيا لا تقتصر على الميزانيات المخصصة للبحث العلمي، أو “تأثير ميركل” مثلًا، فألمانيا – مثلها مثل ميركل – لها جذور عميقة في مجال العلوم.
لطالما كانت ألمانيا دولة رائدة على مستوى العالم في مجالي العلوم، والتكنولوجيا، قبل اضطرابات القرن العشرين، وقد أرست تقاليد، لا تزال تطبِّقها دول عديدة حتى الآن. ورغم أنها ما زالت تعاني من بقايا الهياكل الوظيفية التي سيطر عليها الذكور، والتشريعات المتصلبة واسعة الانتشار، يبدو مجال البحث العلمي في ألمانيا راسخًا ومتينًا، كما هو العهد به دومًا.
خاصة في فضاء عالمي يقل اكتراثه واهتمامه بالعلوم مع الوقت. تقول كينيث بريويت، عالمة سياسية من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك: “أتمنى لو كان واضعو السياسات العلمية، ومتخذو قرارات تحديد الميزانيات في الولايات المتحدة يرغبون في التعلم مجددًا من ألمانيا”.
للإطلاع على البحث كاملا من مجلة نيتشر العربية