ناصر أبو زيد – النشأة والتكوين العلمي
مؤلّفات نصر حامد
تتكوّن مؤلّفات نصر حامد من كتب ومقالات ومداخلات قدّمها في ندوات ومؤتمرات إلى جانب الحوارات والترجمات ومقدّمات الكتب، وقد تعلّقت جميع كتبه وأغلب مقالاته بقضايا الفكر الديني والتراث والحداثة، وفيها رام بناء رؤية نقدية تجديدية، وذلك بإعادة النظر في التراث الديني من كل جوانبه، وهذا ما يفسّر تعدد المحاور التي ما انفك أبو زيد يراودها في أغلب مؤلّفاته التي خصص جزءا مهمّا منها للنظر في العلاقة القائمة بين الثالوث الآتي: التأويل، الإنسان، المعرفة الدينية.
– الكتب
إذا ما تأمّلنا كتب[3] نصر حامد ألفيناها تتصل بمحاور أربعة، وهي قضيّة تكفيره ومفهوم التّراث وآليات القراءة البنّاءة وبنية الخطاب الديني والمفاهيم التي تدور في فلكه (التأويل، النص،….).
ففيما يتعلق بالمحور الأول رأى نصر حامد أبو زيد أنّ ما حدث معه يُعدّ مثالا دالا على الصراع القائم بين القوى الرجعية المسيطرة على الخطاب الديني والفكر الحرّ، ولذلك لم يسرد وقائع محاكمته بقدر ما ركّز على طبيعة العلاقة القائمة بين الفكر التقليدي والفكر الحرّ كاشفا عن آليات اشتغال الفكر الانغلاقي الذي يسارع دائما إلى تصفية الخصوم والمخالفين له في الرؤية من خلال التكفير وتحريض الرأي العام باسم الانتصار للإسلام وحمايته دون أنْ يحاول فتح حوار بنّاء مع الفكر المغاير، وفي ذلك دلالة قاطعة على دغمائية الفكر الأصولي، وهو ما عبّر عنه في “التفكير في زمن التكفير ضد الجهل والزيف والخرافة” وكتاب “القول المفيد في قصة أبو زيد.”[4] أمّا المحور الثاني ففيه بيّن أنّ التراث اسم جامع لمجالات معرفية متعدّدة، وذلك ما دفعه إلى تنويع مجالات البحث في مؤلّفاته التي ارتبطت بقضايا “اللغة” و”النقد” و”البلاغة” و”العلوم الدينية”.
وقد كانت الغاية من تناول تلك القضايا الكشف عن الروابط الخفية بين مختلف الدوائر المعرفية، وهو ما تجلّى في:
* الاتجاه العقلي في التفسير، دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة.
* هكذا تكلم ابن عربي.
في حين يختصّ المحور الثالث بآليات اشتغال الخطاب الديني. وكيف تحوّل الفكر الديني من فكر حرّ إلى فكر منغلق يرفض الانفتاح على الواقع ويسعى دائما إلى كبح جماح العقل البشري من جهة، ومن جهة أخرى حلّل اهتمّ بمحاولات مفكّرين معاصرين أمثال أدونيس وحسن حنفي ومواقف تيارات فكرية مثال اليسار الإسلامي محاولا من خلال تلك الأمثلة الوقوف على مسلمات القراءات المعاصرة التي رامت تفكيك الخطاب الديني محدّدا أسباب فشلها، وذلك في:
* نقد الخطاب الديني
* الخطاب الديني رؤية نقدية
* الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجية الوسطية
* دوائر الخوف: دراسة في خطاب المرأة[5]
* التجديد والتحريم والتأويل
* اليسار الإسلامي: إطلالة عامة
* العنف الأصولي: نوّاب الأرض والسماء (بالاشتراك مع آخرين)
أمّا المحور الرابع ففيه رسم نصر حامد أبو زيد آليات القراءة البنّاءة التي تحرر النصوص والإنسان من سلطة الأوصياء ومن مقالة امتلاك الحقيقة المطلقة، وهي إشكاليات متشابكة حللها في:
* فلسفة التأويل: دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي
* إشكاليات القراءة وآليات التأويل
* الخطاب والتأويل
* النص السلطة الحقيقة: إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة
* دراسات أدبية مفهوم النص دراسة في علوم القرآن.
– المقالات
تجاوزت مقالات نصر حامد الخمسين مقالا،[6] وهي تتوزع على النحو الآتي:
– حوالي ثلاثين مقالا كُتب باللغة العربية (نشرها في جرائد ومجلات محكّمة وغير محكّمة مثل فصول المصرية، الكرمل الفلسطينية، الأدب المصرية، الهلال المصرية، مجلة العربي الكويتية، جريدة الحياة اللندنية، ….)
– خمسة وعشرون مقالا كُتب بالأنجليزية صدرت منها خمسة مقالات ضمن الموسوعة القرآنية، إشراف جان ماكليف، دار بريل، ليدن هولندا.
وتتوزّع المقالات إلى ثلاثة أصناف مدار الأول على مباحث لا صلة لها بقضايا الفكر الديني، ويتكوّن هذا الصنف من مقالات ثلاث، وهي:
* أزمة الأغنية المصرية، مجلة الأدب، القاهرة مصر، مج 9، ع 7، 1964، ص ص 406-408.
* الفوازير: وظيفتها وبناؤها اللغوي، مجلة الفنون الشعبية، القاهرة مصر، ع 18، مارس 1978، ص ص 60-66.
* الرؤيا في التراث السردي العربي، مجلة فصول، القاهرة مصر، ديسمبر 1994.
أمّا الصنف الثاني فيُعدّ امتدادا لما ألّف من كتب بالنظر إلى وقوف نصر حامد في تلك المقالات على بعض أعلام الفكر الإسلامي الذين سبق وأنْ تناول بالدرس أفكارهم ورؤاهم في بعض مؤلفاته (محاولة قراءة المسكوت عنه في خطاب ابن عربي، مجلة الهلال، القاهرة مصر، ماي 1992 ،….)،[7]في حين تميّزت مقالات الصنف الثالث بتناول نصر حامد أعلاما ومفكّرين لم يُعرّج على أفكارهم في مؤلّفاته (محمّد شحرور، محمّد جابر الأنصاري، أحمد صادق سعد،…)