نصائح ثمينة لطلبة الدكتوراه الجُدد
تحضير بحوث الدكتوراه كثيرا ما يمر بمراحل صعبة قبل أن يصل صاحبه إلى بر الأمان ويقدم بحثه بين يدي لجنة النقاش، لذلك كثيرا ما يستسلم بعض الطلبة في منتصف الطريق أو يفقدون الأمل وهم على بعد خطوتين من الإنجاز.
لوسي تايلور الحاصلة لتوها على دكتوراه من قسم الأحياء بجامعة أوكسفورد ، تحكي تجربتها مع تحضير بحث الدكتوراه على مجلة نايتشر “Nature” فتقول:
انطلاقا من تجربتي فهناك أشياء كثيرة ندمت على أني لم أعرفها منذ البداية، وحتى لا يقع أحد فيما وقعت فيه أقدم هذه المجموعة من النصائح التي شاركني في اختيارها زملائي من طلبة الدكتوراه والباحثين بقسم علم الأحياء في معهدي بجامعة أوكسفورد، لعلها تكون مفيدة لطلبة الدكتوراه الجدد .
1- حافظ على التوازن بين نشاطك البحثي وصحتك: باعتماد روتين عمل مناسب لك، إذ أنه من الأفضل لك أن تتقدم بشكل متوازن ومطرد من أن تجهد نفسك وفي النهاية يصيبك الملل، اهتم بنفسك فذاك مفتاح للنجاح .
2- ناقش ما تتوقع أن تصل إليه مع أستاذك المشرف، فكل إنسان له طريقته الخاصة، فتأكد أنك تعرف احتياجاتك ومن ثم بادر بنقاشها مع أستاذك، حتى تتمكنوا من التعاون على السير قدما.
3- استثمر الوقت في مطالعات نظرية في مجال دراستك، هذه المطالعات ستفيدك – قبل وبعد تجميع بيانات البحث – في تطوير أهداف بحثك ومخرجاته.
4- بادر بتحديد الهدف من بحثك، وانطلق من مطالعة الدليل الإرشادي للأطروحات الخاص بجامعتك، ومن ثم قم بتثبيت أهداف واضحة لأطروحتك أو أسئلة تكون بمثابة الأساس لمطالبها، لاحقا يمكن للأهداف أن تتغير، لكن الشروع في العمل انطلاقا من خطة واضحة سيساعدك حتما على التركيز بدقة.
5- “لا أحتاج لتقييد هذا، سوف أتذكره لاحقا”؛ إنه أكبر خطإ يمكن أن تقنع به نفسك، قيد كل شيء عملته، حتى إن كنت تراه غير ذا بال، أقصد هنا الملاحظات التي تسجل في اللقاءات العلمية، وتفصيلات المنهجية، والاشارات المسجلة على هامش أمور أخرى.
6- حضر بشكل منظم، ونظم المكان الذي تحضر فيه، وبشكل خاص احرص على استخدام القصاصات اللاصقة حتى تعرف ما هي وأين وضعت الأشياء التي تحتاج، العمل المنظم من البداية ستجني ثماره لاحقا.
7- ليس من الاستعجال مطلقا الشروع في كتابة أطروحتك من البداية، ابدأ بالكتابة وأطلع مشرفك على أي تقدم تنجزه فيها حتى وإن لم يكن مكتملا، إنها طريقة مثلى للتمرن وإنضاج الأفكار في رأسك.
8- قم بتحديد أهداف لأطروحتك تتسم بالتحديد والقابلية للقياس وإمكان التحقق والواقعية مع تحديد وقت الإنجاز، سوف تكون أكثر إنجازا عندما تكون قائمة واجباتك تبدأ بـ”تسويد أول فقرة من النتائج” بدل “كتابة الفصل الأول”، فالكثير من النشاطات البسيطة يمكن أن تثمر بإنجاز أطروحتك.
9- أفضل أطروحة هي الأطروحة المنتهية، ولا يهم كم من الوقت ستقضيه في إحكام مسودتك الأولى، فعملك في النهاية سيرجعه المشرف إليك مع هوامش كثيرة من التصويبات، وحتى أنت ستسود كثيرا قبل أن تخرج النسخة النهائية، فبادر بإرسال مسوداتك لأستاذك المشرف بدون تردد.
10- كن صريحا مع مشرفك، اسأله عن أي شيء أشكل عليك، وإذا فشلت في تجربة أو لم تكن تحظى بدعم كاف من المشرف، فكن صريحا معه قدر المستطاع فتلك هي أفضل طريقة لكسب الثقة؛ ساعد أستاذك المشرف حتى يتمكن من مساعدتك، ذاك هو المفتاح.
11- احتفظ دائما بنسخة احتياطية من عملك على الانترنت، فبإمكانك أن تنجو من كثير من الحسرات بفعل ذلك؛ على الأقل أسبوعيا.
12- شارك إشكالية بحثك مع زملائك من طلبة الدكتوراه، فتلك طريقة ممتازة لنقاش تجاربك والحصول على النصائح والمساعدة، حتى تطور بحثك وتكسب الأصدقاء.
13- ترقب الملتقيات التي ينظمها قسمك، وكذا اللقاءات التي يقيمها فريق المختبر الذي تعمل به، حتى ولو كانت تلك اللقاءات لا تتعلق بمجال اهتمامك، فما ستتعلمه هناك يمكن أن يغير اتجاه بحثك، ومسارك المهني، كما أن الحضور المنتظم سيكون مسجلا لصالحك.
14- قم بتقديم عرض لبحثك، ويمكنك فعل ذلك في لقاءات فريق مختبرك، وفي الملتقيات العلمية وغيرها، التقديم قد يكون مصدر رهبة، لكنه يكون أسهل كلما تمرنت أكثر، فكم هو رائع أن تتصل بالآخرين وتحصل على الدعم في نفس الوقت.
15- ليكن هدفك هو نشر بحثك، قد لا توفق في ذلك، ولكن إعدادك لمقالات علمية وتقديمها للنشر هي طريقة مثلى لاكتساب مهارات جديدة، وتعزيز سيرتك الذاتية.
16- اهتم بأنشطتك الاجتماعية خارج المختبر، فكما أن فريق المختبر ينبغي أن يكون بمثابة العائلة، فمن المفيد لك أن تكون قادرا على الخروج من ضغط التحضير، لتحظى باستجمام تمارس فيه رياضة أو هواية مفضلة، أو تذهب لنوادي أو مناسبات، أو تقضي وقتا ممتعا مع الأصدقاء.
17- لا تقارن نفسك بالآخرين، أطروحتك عبارة عن فرصة تقودك لبحث أصيل يكشف عن معلومات جديدة، وبحوث الدكتوراه الأخرى كلها مختلفة، أنت فقط تحتاج أن تركز على ما يفيدك ويفيد بحثك.
18- طبيعة البحث تقضي بأن الأمور قد لا تسير دائما وفق الخطة المسبقة، فإذا حصل إرباك فلا تعتبر أنك فشلت، بل حافظ على الهدوء وخذ لنفسك استراحة ومن ثم امض قدما، التجارب التي فشلت فيها ربما يمكن أن تدون على أنها نجاحات توصل إليها البحث.
19- لا تواجه الصعوبات بمفردك أبدا، بل تحدث مع زملائك، وناقش بوضوح مع أستاذك المشرف، فليس من المخجل أن تطلب المساعدة، فأنت لست لوحدك.
20- الاستمتاع بالقيام ببحث دكتوراه قد يكون أمرا صعبا، فهناك أوقات تتمنى فيها أنك تقوم بعمل آخر غير البحث! ولكن بحوث الدكتوراه مليئة بالتجارب الرائعة، فامنح نفسك الفرصة للقيام بشيء ممتع بالنسبة لك، وافرح إذا أنجزت شيئا، ولا تدع الملل يتسلل إلى نفسك.
نصائح مفيدة نحتاجها. وتحقيق المطالب لا تكون بالتمني . بالتوفيق لكل الباحثين.