تحريك أمريكا
دور الإنجازات العلمية في إعادة إحياء النمو الاقتصادي والحلم الأمريكي
الكتاب: “عصر ما بعد “جوجل“: إخفاق البيانات الضخمة وصعود تكنولوجيا “بلوك شين“.
المؤلف: كارتيك هوسناجار .
الناشر: Viking.
عدد الصفحات: 272 صفحة.
تاريخ النشر: 12 مارس 2019.
اللغة: الإنجليزية.
بينما يفكر الأمريكيون في التكنولوجيا وشركات التكنولوجيا، عادة ما تتبادر إلى الذهن شركات مثل أمازون وآبل وجوجل، لا سيما في ظل ازدهار الابتكار في هذه الشركات بما يجعل كثيرين يرون الولايات المتحدة بمثابة مركز عالمي للابتكار.
لكن الأستاذين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا “جوناثان جروبر” و”سيمون جونسون” يؤكدان معاناة الولايات المتحدة من أزمة حقيقية في مجال الابتكار في كتابهما “تحريك أمريكا: دور الإنجازات العلمية في إعادة إحياء النمو الاقتصادي والحلم الأمريكي”.
- تراجع في الإنفاق
ويرى المؤلفان أن أمريكا تواجه تحديين كبيرين ومتشابكين في مجال اقتصاد الابتكار، الأول أن المعدل الإجمالي للابتكار قد تباطأ، وهذا ينعكس في المعدل البطيء للغاية لنمو إنتاجية العمل خلال العقد الماضي.
أما التحدي الثاني فهو أن زيادة إنتاجية العمل، أو مقدار إنتاج العمال فى الساعة، هو المحرك الوحيد للرفاهية الاقتصادية في المستقبل، لأنه يحدد مستوى نمو نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي، ويسهم في توزيع أفضل للثروة.
ويبرز هنا السؤال حول سبب تراجع الابتكار في الولايات المتحدة، ويرجع هذا ببساطة إلى أنه ابتداءً من أواخر الثمانينيات من القرن الماضي إبان نهاية الحرب الباردة، قامت الحكومة الفيدرالية بتقليص استثماراتها في العلوم والأبحاث بشكل كبير.
وقررت الحكومة الفيدرالية أنه يمكنها التقليص من كل أدوات وعوامل الابتكار اللازمة لتنمية وازدهار اقتصاد الابتكار بصورة كبيرة. وكانت النتيجة أن الحكومة الفيدرالية تنفق حالياً على البحث والتطوير كحصة من الناتج المحلي الإجمالي أقل بكثير مما كانت تنفقه في فترة الستينيات وصولا إلى الثمانينيات من القرن الماضي.
- إنكار لفائدة المساهمات الحكومية
ومثلما ستكون النتائج في انخفاض غلة المحصول واضحة للمزارع الذي يخفض الخصوبة، فإن النتائج واضحة للاقتصاد الأمريكي متمثلة في وجود معدلات نمو إنتاجية هزيلة للغاية بحيث تجعل من الصعب رفع الأجور الحقيقية.
ومن أجل تحسين أداء الاقتصاد الأمريكي فعليًا وزيادة الدخل في جميع المجالات نحتاج إلى الاستثمار بكثافة في العلوم الأساسية للحوسبة، وصحة الإنسان، والطاقة النظيفة ومجالات أخرى، بما يسهم في تحسين قدرة العمال والموظفين على تعظيم إنتاجيتهم وبالتالي زيادة نصيبهم من ناتج العملية الإنتاجية.
وخلال السنوات السبعين الأخيرة كان للدعم الفيدرالي للبحث والتطوير دور رئيسي في تحويل أمريكا إلى أغنى وأقوى دولة على وجه الأرض، بدءاً من تمويل الحرب العالمية الثانية للرادار في بوسطن، مرورًا بإنجازات وكالة “ناسا”.
وتمتد الإنجازات إلى الدور المركزي للحكومة الفيدرالية في تمكين ثورة الكمبيوتر والإنترنت الحالية، وحل غموض الجينوم البشري، حيث دفعت الأبحاث والتطوير الفيدرالية مبالغ طائلة في تلك المجالات ولكن آثارها كانت إيجابية للغاية على الاقتصاد.
والمثير للسخرية أن مركز أبحاث مرموقا مثل “أبحاث السوق الحرة” أقر خلال مناقشة حول مستقبل تكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية أن الولايات المتحدة ليست بحاجة للاستثمار الحكومي، مشيرين إلى أن أهم المخترعات خلال المائة عام الأخيرة وهو الإنترنت جاء بسبب جهود القطاع الخاص.
أكمل قراءة المقال في الصفحة الموالية
نعم