في كتابه “التعليم والعلم والأيديولوجيا في إسبانيا بين 1890-1950″، يناقش الباحث الإسباني مانويل كاستيلو تأثير الأنظمة الديكتاتورية على البحث العلمي والتعليم، مشيرًا إلى أن أدلجة المعرفة لم تكن حكرًا على إسبانيا، بل امتدت إلى دول أخرى مثل البرتغال، واليونان، وألمانيا، بل وحتى دول عربية مثل العراق، التي عانت من أنظمة استبدادية في العصر الحديث.
ويؤكد كاستيلو في خلاصة كتابه على ضرورة استقلال البحث العلمي عن التأثيرات السياسية والفكرية، حيث يشير إلى أن البحث والمعرفة لا يزدهران إلا في بيئة حرة غير مقيّدة، بعيدًا عن هيمنة الإيديولوجيات السياسية والدينية. فالأنظمة الديكتاتورية، بطبيعتها، تسعى إلى السيطرة على إنتاج المعرفة وتوجيهه بما يخدم مصالحها، مما يعيق تطور العلوم ويحدّ من الابتكار الفكري.
إن تحرير البحث العلمي من الأدلجة السياسية والفكرية يمثل الركيزة الأساسية لازدهار المجتمعات وتقدمها. لذلك، فإن توفير بيئة أكاديمية مستقلة هو السبيل الوحيد لضمان إنتاج معرفة موضوعية تساهم في تطور الإنسانية بعيدًا عن المصالح الضيقة للأنظمة الحاكمة.