الجامعات العربية .. مُخرجات كميَّة لا نوعية
منذ سبعينيات القرن الماضي وإلى اليوم، نُعاين ارتفاعا كبيرا في عدد الطلبة والباحثين في وطننا العربي الكبير؛ الحاصلين على شهادات جامعية عُليا (ماجستير / دكتوراه) في كل التخصصات تقريبا.
في المقابل نرصد تراجعا متواصلا ومستمرا في التكوين وفي المستوى التحصيلي وفي المؤهلات والكفاءات العلمية لهذه النخبة.
هذه المفارقة؛ انعكست سلبا على المختبرات العلمية والبحثية في ربوع وطننا العربي الكبير، التي نضبت كفاءاتُها وإمكانياتها البشرية المؤسِّسة، ولم تعد تجد كفاءات جديدة تعوّض العلماء والباحثين والأكاديميين الذين يتقاعدون.
ومردُّ كل هذا؛ إلى نوعية المدخلات التي تتباناها غالبية المؤسسات التعليمية والجامعات العربية ، والتي تتمثل في النقل والنسخ والحفظ والامتحان والدرجة، وليس الخلق والإبداع والبتكار والبحث. مما يُنتج مخرجات من نفس النوعية.
فالباحث العربي المكلف بإعداد رسالة أو أطروحة؛ مطالبٌ بتجميع المعلومات من مصادرِها وإعادة توضيبِها فقط كي يستحق إدراج اسمِه عليها وتقديمِها للتحكيم والمناقشة. قصد الحصول على شهادة جامعية، قد توهِمُه أنه أصبح باحثا متمكنا ومتفوقا في تخصصِه.
هذا النوع من المدخلات تنسجم مع روح المدرسة وليس الجامعة، والطالبُ مطالب بسبر أغوار البحث العلمي وطرح أفكار جديدة ومناقشة الأفكار القديمة وتمحيصِها، وليس مجرد الحفظ وتجميع المعلومات للحصول على الدرجة والشهادة.
إن واقع جامعاتِنا العربية، يعكسُه تصنيفُها العالمي (خارج التصنيف أو في المراكز المتأخرة)، وعدم قدرة العرب على حصد جوائز عالمية في تخصصات العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية.