“جوبلز”.. مؤسس فن “غسيل الأدمغة”
عبقرية إعلامية أثرت وألهمت شعبًا ومحورًا بأكمله، رسخ لمفهوم “البروباجندا السياسية”، ولا زالت كلماته محفورة في ذهن من أراد تتبع سير العمل الإعلامي في كافة الشعوب، ليعرف “فن إدارة الأوطان”.
116 عامًا مرت على ميلاد “جوزيف جوبلز- وزير الدعاية النازية”، أحد المؤثرين الأقوياء في تاريخ القرن العشرين، ويعد “جوبلز” هو المحرك الفعلي لرأس “أدوولف هتلر“، الذي حبس أنفاس العالم وأوقف الشعوب على أطراف أصابعها، تشاهد في رعب اشتعال جذوة الحرب العالمية الثانية، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن، وانتهت حياة “هتلر” ووزير إعلامه “جوبلز” نهاية مأساوية بالانتحار.
“بول جوزيف جوبلز” المولود في بروسيا بألمانيا في 29 أكتوبر 1897 لأبوين من الطبقة المتوسطة، “الفلات فوت” كان عقبته الوحيدة للالتحاق بالجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الأولى، وعندما وضعت الحرب أوزارها، التحق “جوبلز” بالحزب النازي، على الرغم من معارضته الشديدة لزعيمه “الفوهرر- هتلر”، لكنه فيما بعد أصبح من أشد المتحمسين له ولسياسته.
وأصبحا رفيقين لا يفترقان، واعترف “الفوهرر” أي “القائد” بالألمانية، بفضل “جوبلز” عليه وعلى تدريبه على الحماسة الخطابية في كتابه “كفاحي”، الذي يحكي السيرة الذاتية للقائد “أدوولف هتلر”.
“اكذب حتى يصدقك الناس”، “أعطيني إعلامًا كاذبًا أعطيك شعبًا بلا وعي”.. كلها اقتباسات منسوبة للقائد “جوبلز”، إلا أن الاقتباس المؤكد نسبه إليه هو “كلما سمعت كلمة (مثقف) تحسست مسدسي”، وهي إشارة إلى أن الوعي هو السلاح المضاد لعمليات “غسيل الأدمغة” والدعاية عبر الإعلام وتوجيه الشعوب.
“مؤسس البروباجندا السياسية” فالدعاية للحزب النازي وسياسة “هتلر” في سيادة الشعب الألمانين ورغبته في إخضاع جيرانه من الدول الأوروبية، ووقوف “اليهود” كقوة اقتصادية مسيطرة على الاقتصاد العالمي وتحريكهم للأزمات المالية وتجارة السلاح وإثارة الشعوب، كلها أزمات استطاع “جوبلز” التغلب عليها من خلال خطاباته الحماسية الداعية للانضمام للحزب النازي.
وتأييد “هتلر” و تفويضه لقيادة ألمانيا؛ لأن تصبح القوة الأعظم في العالم حينها، وفي كتاب “بروباجندا” تشرح هذه المفاهيم، وسير العملية الدعائية و الإعلامية كما ينبغي أن تكون لتوجيه الشعوب، استنادًا للسيطرة النفسية التي اتبعها “جوزيف جوبلز”.
“نهاية الحلم على أعتاب مصر” في وقت كانت مصر تترقب مواجهة حامية الوطيس بين قادة الحلفاء “الجيش البريطاني” وقائد المحور “الجيش النازي“، وشهود “العلمين” لمعركة حربية كبيرة، انهزمت “ألمانيا” ودول المحور، خاصة بعد انضمام “الولايات المتحدة” للحلفاء بعد ضرب ميناء بيرل هاربر، وبسقوط “هيروشيما ونجازاكي” سقطت أحلام “هتلر وجوبلز” في إمبراطورية ألمانية نازية.
انهيار برلين وألمانيا أمام قوات “الجيش الأحمر“، وإعدام “موسوليني” وانتحار “هتلر” وزوجته “إيفا براون” وإحراق جثتيهما، قرر “جوبلز” إنهاء حياته وحياة زوجته وأبنائه الست بيديه باستخدام “حبوب السيانيد السام”، التي قدمها لزوجته لتعطيها للأطفال بعد أن قدمت لهم “حبوب منومة”؛ لكيلا يشعرون بالسم، ثم تناولا معًا الحبوب السامة، ليفوت الفرصة على خصومه السياسيين أن يذلوه بعد هزيمة بلاده في الحرب.