عفوًا يا سيد كافكا
النهايات، أيضًا،
حق،
ولا جدوى من مراوغتها
دع الشمعة تنطفئ
اقبض النيران بإصبعيك
لتتخلص من نور زائف
يضلل عينيك.
ليست الرأسمالية وحدها،
التي تحولنا إلى مسوخ،
أنت أبله يا سيد كافكا،
الحب أيضًا قد يفعل
ما هو أكثر من ذلك.
الحب شريط لاصق
يوضع على فمك،
رباط مقدس
يقيد يديك خلف ظهرك،
فتعجز حتى عن اختيار
ملابسك الداخلية.
لنواجه الحنين
بتشويه الذكريات
كأن نرسم لها – مثلًا- شاربًا أخضر
ولحية بنفسجية.
هكذا،
حين ينقض عليك في المساء،
بعد أن ينام العالم،
ليغرز أظافره في صدرك،
سترى ذكرياته مهرجًا عجوزًا
يثير الضحك.
القبلات القديمة،
التي بددت فيها رصيدك
من الشبق،
يمكن أن تودعها في الأرشيف،
لتتراكم عليها الأتربة،
وتصير وجبة فاسدة،
لفأر جائع.
الكلام الذي لم تقله،
الذي ظل عالقًا بين شفتيك،
كنجوم هائمة في الفراغ،
لا تصل ولا تحترق،
اتركه ينسكب كله،
ساخنًا وحارقًا،
دعه يطهر الجروح النيئة،
ويفتت الدهون في شرايينك المتصلبة.
الحب جثة ملونة،
آن لك أن تزيل مساحيقها،
وترى الغطرسة حادة
ومدببة،
أن تنزع أنيابها المغروزة
في عينيك الطفلتين،
لتستعيد بصيرتك التي
خلعتها في فبراير،
وتركت جسدك وحيدًا،
يأكله الصقيع على سجادة باردة..
عمر شهريار: شاعر مصري.