لسانيات النص - تحليل الخطاب

لسانيات النص

تطرح اللسانية إشكالية العلاقة بين الدال والمدلول الدلالة في علاقات اعتباطية لم تكتف بالإشارة إلى العلاقة بين الأسماء والمسميات، وبالتالي بين التصور ومفاهيم، وإنما تحاول إشراك الوعي الإبداعي في إثراء هذة العلاقات، خاصة وأن صلة النص الإبداعي بمدلوله الخارجي هي نموذج مبسط لعلاقة اللغة بالعالم.


اللسانية منذ بزوغ فجرها علي يد دي سوسير وهي تحاول تحليل مكونات اللغة، وتقديم نموذج لتحليل الخطاب وعناصره مثلما نجد في أعمال هاريس وبنفينست، وتشومسكي من تناولات تحليلية لمستوايات القول من أصغر وحدة، المفردة إلى أكبر وحدة؛ الخطاب.

 

وذلك بالاعتماد على إجراءات (اللسانيات الوصفية) بهدف اكتشاف (بنية النص structure of the text)، ومن ثم الإعتماد على دراسة العلاقات التوزيعية بين الجمل من ناحيه، ثم ربط اللغة بسياق الموقف الاجتماعي من ناحيه أخرى. لكن سرعان ما تحوّل الأمر إلى دراسة لسانيات النص، أو ما عُرف باللسانيات النصية، التي تهتم بنحو النص.


يمكن تحديد مفهوم اللسانيات النصية كونه الإتجاه الذي يتخذ من النص محوراً للتحليل اللساني، فهو يبدأ من النص وينتهي به. ولهذا الاتجاه مجموعة من المصطلحات يعتمد عليها في أداء ما يوكل إليه من نماذج تحليلية، ويستمد منها الكثير من العلاقات الأسلوبية والنصية ومنها:


  • النص

النص كائن لغوي يحمل في طياته عناصر صوتية وصرفية وتركيبية ودلالية تنتظم جميعا في بنية محكومة بقواعد التركيب. ويري الأزهر الزناد أن ” النص نسيج من الكلمات يترابط بعضها ببعض. وهذة الخيوط تجمع عناصرة المختلفة والمتباعدة في كل واحد ” يرتبط مصطلح النص بمصطلح آخر حديث النشأة نسبيا هو التناص، ويقصد بالتناص تلك العلاقات التي تنشأ بين نص أدبي وغيره من النصوص.

تصف جوليا كريستيفا التناص بأنه نصوص تتم صناعتها عبر امتصاص وفي الوقت نفسه عبر هدم النصوص الأخرى للفضاء المتداخل نصيا. إذا فهو تعالق نصوص مع نص حديث بكيفيات مختلفة.

التناص مبني بصورة أساسية على علاقتة بالنص، فالتناص نوع من تأويل النص أو هو الفضاء الذي يتحرك فيه القارئ بحرية تامة.


  • نحو الجملة

يتخذ هذا المصطلح من الجملة وحدة كبرى للتحليل اللغوي، ويقف عندها كمكوّن نحوي أساسي في هذا التحليل دون أن يتطرّق لما وراء الجملة، أو محددات السياق الذي يحيط بها.

وقد نشأت فكرة نحو الجملة في إطار الدرسات اللغوية التي استظلت بفكرة البنيوية واتخذت في تطورها مسارات مختلفة، وأولت جانبا من همومها النظرية والتطبيقية لدراسة العمل الأدبي باعتباره نمطا متميزا من أنماط الاستعمال اللغوية.


وقد لقي هذا المصطلح الكثير من أوجه الاعتراض لقصوره عن متابعة التحليل بدقة، فاقترح مصطلح نحو النص.


  • نحو النص

يتأسس عمل هذا المصطلح على مصطلح نحو الجملة، وذلك لعدة أمور تتمثل في:

ليست كافية لكل المسائل الوصف اللغوي، فالحكم بقبول (جملة ما) دلاليا لا يمكن أن ينفصل عن السابقة عليها، دون الوقوف عليها وحدها.


أهمل مصطلح (نحو الجملة) السياق الإجتماعي رغم أهميته الكبرى في الدراسات اللغوية. فاللغة عبارة عن وسيلة اتصال بين أفراد المجتمع بهدف التوصل إلى غايات مقصودة. كما أن السياق من أهم العوامل الاتصال وأداء المعنى.


  • الاتساق

هو التماسك الشديد بين الأجزاء المشكّلة لنص ما، ويكون الاهتمام فيه منصبّا على الوسائل اللغوية التي تربط بين العناصر المكونة للنص مثل: الإحالة (قبلية وبعدية)، والضمائر، والعطف، والاستبدال، والحذف، والمقارنة وغيرها من الوسائل. ويترجم المصطلح إلي (السبك)، و(الربط)، و(التماسك).

بالعربيّة

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى