منبرُنا
سخرية الدهر
(1)
كلُّ واحدٍ منّا
خلع نعله في رحم أمه
كل واحد منا
كان يوما ما جسرا لأحد
كلٌّ منّا
دهسته أقدام الزمن
وصدَّته أيادي القدر
وأمطرته ماء ثم أعادت تشكيله من جديد
في أكواب الزمن المر
وبخرته الشمس قطراتٍ من مطر
ونفذ في أعماق الأرض من جديدٍ
كجداول غناء، كقطرات من الندى الدافئة
كماء تعكر .. وأُعيدَت تصفيته
في برك الأرض
**
كلٌّ منّا
عضه الدهر بنابه مرةً
كلُّ منّا ..عبر جسر الحياة أعمى.. في رحم أم ما
حتى وجدَ قهقات المشيب
تبلغُ من سخريتها الفظيعة
في مخ العظام
حتى إن أزهارَ الشباب الملتوية
فقدت أريجها الفتان
(2)
حبر القصائد .. قصائد الملوك
حيثُ يخلع المجاز عباءة الحقيقة
ليسَ مجاز كهذا.
كلا .. ولا المجاز الذي
يشدُّ خصر القصيدة
ولا المجاز الذي سكبه القدماء
بين صفحات من كتب التاريخ
يضاهي بنوره الامع
بقلم : حمادة محمد – أستاذ اللغة العربية – المغرب.