منبرُنا

مجتمع المخاطر وتغير المناخ

ماذا يحدث على صعيد كوكب الأرض؟ فمن جائحة كورنا المستمرة، إلى التقلبات السريعة للمناخ، حيث بات كوكب الأرض في هذه السنوات الأخيرة، على صفيح ساخن مع أحداث بيئية متعاقبة.


 ففي هذه الآونة، عرفت العديد من البلدان؛ موجات من الحر، ترتب عنها اندلاع مجموعة من حرائق الغابات. بينما دول أخرى في نفس الوقت، كانت تعصف بها الفيضانات، والسيول. ولقد كان هذا المشهد العنوان الأول لوكالات الأنباء الدولية والمحلية، في تغطيتها لبعض الاحداث الجارية في بعض الدول. فما دلالة هاته الأحداث سوسيوبيئيا؟ 


إن تلك الأحداث التي شاهدنها صوتا وصورة، هي جزء من مشهد مسلسل تغير المناخ، مشهد واقعي، واضح، وفظيع، لمآلات تغير المناخ، ومن أجل تقريب موضوع تغير المناخ، نحيل إلى تعريف الأمم المتحدة لهذه الظاهرة، التي أصبحت معالمها تتكشف عقدا بعد عقد، ف« يقصد بتغير المناخ التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس.


قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية. ولكن، منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز. ينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة »(1).


إن ما يعرفه كوكب الأرض خلال هذه العقود الأخيرة، شيء غير مجهول، بل هو معلوم من قبل المختصين في المجال البيئي. فقد تحدث علماء من عدة تخصصات عن مسلسل تغير المناخ، وعن نتائج الحتمية لهذا التغير، وأكدوا على المنحى الكارثي لهذا التغير.  إذا لم تتخذ الاجراءات الضرورية لوقف نزيف البيئة في الوقت المناسب. 


وها هي اليوم المصائب البيئية، باتت تأتي مثنى، وفرادى، تضرب هنا وهناك بلا هوادة. إذن، كل ما يصب الانسان في اقليمه من كوارث طبيعة، هو نتيجة متوقعة علميا، والسبب سلوك وتعامل الانسان مع محيطه البيئي، خلال القرنيين الماضيين، حسب علماء البيئية.

في سياق هذا الحديث عن بعض الأحداث المناخية التي ألمت ببعض الأقاليم في المعمورة، سنحاول تسليط الضوء على هذا الموضوع بالاعتماد على بعض الأطروحات التي كان موضوعها المركزي المخاطر والكوارث والأزمات المحتملة والمتوقعة في العصر الحديث. وهنا يمكن الإشارة إلى مجموعة من المفكرين وعلماء الاجتماع الذين أولوا اهتماما خاصا بالمخاطر والأزمات المحذقة بالمجتمعات الحديثة. 


ينهل علماء الاجتماع في تناولهم للأزمات والمخاطر البيئية من نتائج علماء وخبراء البيئة والمناخ والمختصين في هذا الحقل، الذين أنذروا حكومات دول العالم مبكرا من تبيعات تغير المناخ الجاري، وعلى ما هو مقبل عليه كوكب الأرض من ظواهر مناخية متطرفة؛ سيكون لها تأثيرات وخيمة على حياة وعيش المجتمعات، التواقة للتنمية، فمن براديغم التنمية إلى براديغم البيئة؟

ومن بين الحوارات في حقل علم الاجتماع التي يمكن الإحالة لها ، حلقة الحوار التي دارت حول “حالة الأزمة” في المجتمع الحديث، بين كل من عالم الاجتماع الايطالي كارلو بوردوني(1949-)، وعالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان(1925-2017)؛ ففي ثنايا صفحات هذا الحوار، يقول بوردوني، عن حالة الازمة: « ما إن تنتهي أزمة ما حتى تظهر أزمة أخرى أو ربما تكون الأزمة الكبيرة نفسها تتغذى على نفسها وتتغير عبر الزمن، وتحول نفسها وتولد نفسها من جديد مثل كيان فظيع ماسخ يلتهم ملايين البشر ويغير قدرهم، ويجعل ذلك قاعدة الحياة لا استثناءها، ويصير عادة يومية لابد أن نتعامل معها،

وليس مجرد مشكلة مزعجة مؤقتة يمكن تخلص منها بأسرع طريقة ممكنة»(2). أما زيجمونت باومان الذي حدد معالم ” الحداثة السائلة”، و”الحياة السائلة”؛ حيث هذه الأخيرة هي «حياة محفوفة بالمخاطر يحياها المرء في حالة من اللايقين الدائم »(3). ففيها صعدت المخاوف البيئية(4)؛ الناجمة عن سوء التعامل مع موارد كوكب الأرض.

ومن أشهر علماء الاجتماع، الذين ربطوا المجتمع الحديث، بمفهوم المخاطر، نجد عالم الاجتماع الألماني اولريش بيك(1944-2015)، الذي قدم نظريته حول مجتمع المخاطر، المعبر عنها، في كتابه الموسوم ب”مجتمع المخاطر”(5). حيث تحدث بيك عن مجموعة من المخاطر التي سيكون لها ما لها من تبيعات على المجتمعات؛ إذ أشار لواقع تدمير البيئة، وظاهرة الاحتباس الحراري، وإلى الظواهر الاقتصادية والاجتماعية، كالأزمة المالية، وأزمة الديمقراطية…إلخ.  

لقد أنذر بيك المجتمع الحديث وصانعي القرار بما نحن مقبلون عليه. فأثناء مناقشته نظرية مجتمع المخاطر، يرى بيك، «إننا نعيش في عالم يجب أن يتخذ قرار بشأن مستقبله وفقا لشروط عدم الأمان المصطنعة والمصنعة ذاتيا.

ويندرج ضمن هذا كون العالم لم يعد قادرا على التحكم في الاخطار التي تنتج عن الحداثة، وبكلمات أدق: إن الاعتقاد بأن المجتمع العصري يمكنه التحكم في الاخطار التي يتسبب فيها، اعتقاد قابل للدحض_ ليس بسبب الإخفاقات والهزائم التي عرفتها الحداثة، بل بسبب انتصاراتها. فالتغير المناخي، على سبيل المثال، يعد نتاج التصنيع الناجح، الذي أغفل تبعاته على الطبيعة والانسان بشكل منظم.» (6). ويقارب بيك مجتمع الحداثة بمفهوم المخاطرة، والكارثة.


 يقول بيك حول كلمة مجتمع المخاطرة: «أن كلمة مجتمع المخاطرة، التي وجدتها وجعلتها عنوان لكتابي عام 1986 لا تضع مصطلحا لحقبة من حقب المجتمع العصري الحديث، مجتمع لا يتجرد فقط من أشكال الحياة التقليدية، ولكنه يسخط كذلك على الاثار الجانبية للتحديث الناجح: أي مع السير الذاتية غير الآمنة والاخطار التي يصعب ادراكها وتطول الجميع، ولا يستطيع أحد أن يؤمن نفسه بشكل مناسب ضدها»(7).


أما في تحديده للمفارقة بين المخاطرة والكارثة يقول بيك: «لا تستوي المخاطرة والكارثة من حيث المعنى والأهمية. فالمخاطرة تعني التنبؤ بالكارثة. أي أن المخاطرة تتعلق بإمكانية أن تطرأ أحداث وتطورات مستقبيلة، (…) وفي اللحظة التي تصبح فيها المخاطرة واقعا، أي عندما ينفجر مفاعل نووي، أو عندما يحدث هجوم إرهابي، فهي تتحول إلى كارثة.

والمخاطر هي دائما أحداث مستقبلية، ربما تكون تنتظرنا وتهددنا. ولكن نظرا لأن هذا التهديد الدائم هو ما يحدد توقعاتنا، ويمتلك عقولنا ويوجه أفعالنا وسلوكنا، فإنه يصبح بمثابة القوة السياسة التي تغير العالم»(8).

ومن الجدير بالإشارة، إلى أحد الفلاسفة وعلماء الاجتماع المعاصرين الذي انخرطوا في النقاش الدائر حول الأزمات الراهنة؛ الفيلسوف وعالم الاجتماع السولوفيني سلافوي جيجيك(1949-)، الذي انتشرت تحليلاته بكثافة خلال عمق أزمة جائحة كورونا من سنة 2020. يرى جيجيك بأن حياتنا لن تعود كما كانت، و« بأننا نعيش تجربة استثنائية، يمكن أن تكشف عن الأسوأ أو الأفضل فينا، ولمواجهة الوحدة، ربما يكون الحل الأمثل هو المضي قدمًا في روتين يمنعنا من الاستسلام للفوضى والحفاظ على النظام لنكون على استعداد للغد»(9). 

من خلال التصورات السابقة، يبدو جليا أن هناك من أنذر العالم مبكرا حول مآلات تغير المناخي على كوكب الأرض. وهناك من استفاض في تحليل ما يمكن أن تفعله التقلبات المناخية على المجتمع والاقتصاد والحياة ككل. حيث تم تأكيد على أنه ما هو قادم من ناحية تغير المناخي، سيقلب حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية رأسا على عقب. ويحسب لأولريش بيك؛ رسم خريطة طوبولوجيا المخاطر الكونية(10): “الأزمات الايكولوجيا(البيئية)”، و”الأزمات المالية الكونية”، و”الأخطار الإرهابية”…إلخ.

ها هو مشهد اختلال البيئي اليوم، يضرب في شتى مجالات وأقاليم المعمورة، ولا يستثني لا دول الشمال ولا دول الجنوب الكلي على صعيد واحد، ففي دول أوروبا وامريكا وشمال افريقيا موجة حر، وحرائق؛ كانت وراء العشرات من الضحايا، والتهمت آلاف الهكتارات من الغابات…إلخ. 

وفي مناطق اخرى سيول وفيضانات، لا تبقي شيء امامها واقفا، كما حدث مؤخرا مع بعض دول أسيا وافريقيا، ضحايا الغرق بالعشرات، تدمير بالنيات السكنية، دفع السكان نحو النزوح…وهلم جرا من تبيعات الكارثة. 

منذ سنوات والأمم المتحدة، تأخذ مسألة المناخ على محمل الجد، وتطالب حكومات والدول الصناعية، الانخراط في مشروع انقاد الكوكب من التدهور البيئي. وعقدت لذلك مجموعة من القمم؛ كان أهمها حسب رأي البعض، قمة المناخ بباريس سنة 2015. أو اتفاق باريس حول المناخ؛ الذي شكل بريقة أمل للكوكب، هذا الاتفاق الذي أشار إلى خطة تتعلق بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

لكن هناك من قادة الدول الصناعية الكبرى، من يرى في التزام بسياسة المناخ مجرد مؤمرة على اقتصادات تلك الدول…إلخ. أصيب مناصري كوكب الأرض والبيئة بالصدمة جراء اعلان رئيس أقوى دولة في العالم، رئيس الولايات المتحدة الامريكية_دونالد ترامب_ في فترته الرئاسية من الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.

إن ما نحن عليه من وضع بيئي اليوم، هو نتاج قرنين من طرح الغازات الدفيئة. الناجمة عن مجموعة من الأنشطة البشرية، من أبرزها النشاط الصناعي، الذي يستخدم الطاقات غير المتجددة (الفحم، البترول، الغاز …). هذه هي رواية العلم. ومنذ سنوات وعلماء المناخ وخبراء البيئة، يقدمون، دراسات استشرافية تؤكد على أن واقعة تغير المناخي حقيقة علمية غير قابلة للشك، ويقدمون محاكاة لوضعيات مجالية معينة، تقرب الصورة لصناع القرار، من أجل فهم ما يحدث في كوكبنا. لكن هذا الخطاب العلمي، لم تكن استجابة له كما ينبغي، والخطير، ربما هناك من استخف به؟!  

 لا يعدم مجتمع من القوى الحية، فقد تباينت الحركات والمنظمات والهيئات المجتمع المدني في العالم، التي تناضل تحت راية “السلام الأخضر”(11)، حيث أصبح النضال البيئي أحد أوجه الحركات الاجتماعية في جميع دول العالم. إذ ساهمت هذه المنظمات والهيئات في نشر ثقافة الحفاظ على البيئة وحمايتها، عبر أليات عديدة، من بينها الضغط على صانعي القرار في بعض العواصم من أجل سن تشريعات تحترم البيئية. وأصبح اليوم في العالم الرقمي والمكتبي، الآلاف من الأعمال الفنية والابداعية والعلمية التي تدور حول ورقة تغير المناخ. 

في هذه الأيام، ونظرا لواقع هذا الصيف الساخن، حيث لا تجد نشرة إخبارية بدون نبأ عن حرائق الغابات، أو السيول والفيضانات، أو جفاف الأنهار …وهلم جرا، من الأحدث البيئية التي ضرب أقاليم عدة من دول العالم. تجددت الدعوات من قبل الهيئات والمؤسسات، تدعوا إلى الاصطفاف والاتحاد من أجل الحفظ وحماية كوكب الأرض من كل ما من شأنه أن يزيد من وثيرة تغير المناخ، فالشواهد ووقائع التغير المناخي ها هي تضرب طولا وعرضا في أقاليم المعمورة. 

التحدي الأبرز في مسألة تغير المناخي، هو سرعة انجاز، حيث كوكب الأرض لا ديبلوماسية معه، فهو يسير حسب خبراء البيئة(12)، نحو نقطة اللاعودة، تلك النقطة التي حذر منها العلماء، حيث لا ولن يكون هناك هامش للمناورة أو التحكم في مفاصل الفوضى المناخية، إذ تم تجاوز نقطة الاحتواء، وبتالي سنكون في حالة انتظار الكارثة وفقط. حيث تتوقع بعض السيناريوهات أن تكون بعض الكوارث لا سمح الله، أسوء من كوارث عدة مرت على كوكب الأرض، و”على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

السؤال المهم، من سينقد كوكبننا من ارتفاع درجة الحرارة، والغرق والجفاف…وتغير المناخ؟ هناك من يقول، الابتكار والتحول نحو الطاقات المتجددة، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسب معقولة. وفي حالة ما لقدر الله أن استمر الوضع على ما هو عليه؛ من سيدفع الثمن؟

 من المفارقات والتحليلات في قراءة نتائج الكوارث في الزمن الراهن؛ أن الدول التي لا ناقة لها ولا جمل في تلوث المناخي، هي من ستنعكس عليها الأزمة بشدة، ومن بين المجالات مجالات العالم الثالث؛ حيث البنية التحتية لدول العالم الثالث غير مهيئة لتحمل تطرف الاحوال الجوية والمناخية؛ فاذا كان العالم الأول بكل امكانياته المتاحة والمتوقع بناؤها مستقبلا، سيلقى قدرا وفيرا من الأضرار والتحديات جراء تقلب المناخي، فما بالنا نحن أبناء العالم الثالث، هل سنصمد امام السيول والحرائق والحر، والجفاف…مع العلم انه من ملامح مجالاتنا غياب الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء الشروب، ومباني السكن المهيئة ضد المخاطر المجالية…إلخ.

نختم، بالإشارة إلى احد حلقات احدى المسلسلات الامريكية الكوميديا(مسلسل The Newsroom، حلقة الثالثة من الموسم الثالث: من الدقيقة33 إلى 37)، ففي هذا المشهد الممتد لحوالي 4 دقائق من الحلقة، يقدم تصورا عاما عن مسألة تغير المناخ بشكل كوميدي، ومريب في نفس الوقت؟؟


  • المراجع

(1) للمزيد أنظر: موقع الأمم المتحدة على الرابط: https://www.un.org/ar/climatechange/what-is-climate-change 

(2) للمزيد حول الموضوع أنظر: النقاش الدائر بين عالمي الاجتماع باومن وبوردوني في: زيجمونت باومان و كارلو بوردوني، حالة  الأزمة، ترجمة حجاج أبو جبر، ط1(بيروت، الشبكة العربية للأبحاث وانشر، 2018)، ص 15.

(3) زيجمونت باومان، الحياة السائلة، ترجمة حجاج أبو جبر، ط1(بيروت، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2016)، ص 22.

(4) زيجمونت باومان، الحياة السائلة، المرجع السابق، ص 33.

(5) أولريش بيك، مجتمع المخاطر العالمي: بحثا عن الأمان المفقود، ط1 (القاهرة، المركز القومي للترجمة، 2013).

(6) أولريش بيك، مجتمع المخاطر العالمي: بحثا عن الأمان المفقود، المرجع السابق، ص 29.

(7) أولريش بيك، مجتمع المخاطر العالمي، المرجع السابق، ص 30.

(8) أولريش بيك، مجتمع المخاطر العالمي، المرجع السابق، ص 33. غرينبيس

(9) للمزيد أنظر الرابط على موقع الجزيرة

(10)  أولريش بيك، مجتمع المخاطر العالمي، المرجع السابق، ص 41.

(11) من بين المنظمات غير الحكومية منظمة غرينبيس(منظمة السلام الأخضر)، موقع المنظمة: https://www.greenpeace.org/mena/ar/ 

(12) من أجل المزيد حول هذه النقطة، يمكن الرجوع إلى حلقة من برنامج سيناريوهات على موقع قناة الجزيرة، تحت عنوان: حرارة تلهبها وفياضانات تغرقها.. ما السيناريو الأسوأ الذي تواجهه الدول بسبب تغير المناخ؟ رابط الحلقة.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى