منبرُنا

حُكام و طريف الأحكام في زمن الكورونا

 

   لفتَتْ انتباهي خلال فترة العزل المنزلي في زمن وباء العصر، أخبار بعض الحكام من رؤساء و ملوك اتخذوا أحكام و تصرفات غريبة أدهشتني، إليكم أبرزها:

  • رئيس جمهورية أفريقية يظهر على التلفزيون ليشرح لشعبه كيف يتم وضع الكمامة على الوجه بشكل صحيح، يفشل ثلاث مرات و هو يحاول وضعها في مكانها الصحيح، مرة يضعها على صلعته، و مرة تغطي عينيه، و مرة تنزل تحت ذقنه، و من ساعتها يقتدي به الشعب حتى اليوم، يضعونها أولاً على أعلى الرأس، ثم على العينين، ثم تحت الذقن قبل أن يضعونها على الفم و الأنف كما ينبغي .

 

  • رئيس جمهورية أمريكية جنوبية أنكر وجود الوباء و فيروس كوفيد-١٩ رغم معارضة الشعب و الحكومة، نزل إلى الشوارع و بصق على الأرض ثم صافح بعض الناس بدون قفازات و كمامة، و ذلك ليقنع شعبه بالخروج من منازلهم و تحدي إجراءات الحجر و العزل. لم يكسب بذلك المزيد من الغضب و المعارضة فحسب، بل اقتضى من أمريكا أن تعلن عن مكافأة على القبض عليه .
  • ملك دولة آسيوية خضع للحجر الصحي الطوعي في الجبال القصية، لكن مع عشرين محظية فقط لمدة ثلاثة أسابيع لتسليته و كسر خوفه من الوحدة، أنا زعلت عليه يا حرام ما يزال يخاف من خياله مثل الطفل الصغير !.
  • رئيس دولة آسيوية يهدد شعبه بأنه سيردي المخالفين لإجراءات الحظر و العزل و منع التجول قتلى بالرصاص الحي، فينهي حياتهم قبل أن ينقلوا العدوى لغيرهم من الأحياء. الطريف في أمر هذا الرئيس أنه يفعل ما يهدد به، و له في ذلك صولات و جولات .

 

  • رئيس دولة أفريقية يخترع مشروباً سحرياً يقضي على الوباء في غضون أسبوع، يشرب منه بنفسه علناً أمام وسائل الإعلام ليقنع الناس بنجاعة الدواء السحري المصنوع من خليط معين من الأعشاب. الغريب في الأمر ليس اقتناع شعبه فقط بهذا الدواء، بل أن بعض الدول المجاورة اقتنعت بفعاليته و نجاعته و طلبت استيراده أيضاً!.

 

  • رئيس دولة أمريكية عظمى يقترح على الشعب شرب المعقمات (ديتول) و المطهرات بدلاً من الحقن باللقاحات، مما أجبر شركة المعقمات أن تصدر تحذيراً ترجو فيه الناس عدم شرب منتجاتها، بعد ذلك اضطر الرئيس أن يزعم أن اقتراحه ذاك جاء على سبيل السخرية و التهكم فقط ، لكنه أصرَّ على صواب موقفه من الكورونا و قال: ستثبت أحداث الكورونا بأنني كنت على حق. 

   في الختام لكي يتأكد لكم أن كل الكلاب أحسن من حمّور ، أذكر هنا أن حكومة أفغانستان قررت توزيع الخبز بالمجان على الشعب طيلة شهر رمضان مع سريان إجراءات الوقاية من داء كورونا، رغم أن أفغانستان تعاني من الحرب قبل سوريا، بينما في بلدي سوريا التي لا يجد فيها المواطن أصلاً كسرة خبر يسد بها رمقه، أصدرتْ الحكومة الرشيدة قراراً بحصر بيع الخبز و توزيعه بالبطاقة الذكية* قبل قدوم شهر رمضان، و مع تقنين الخبز في ظل إجراءات العزل و الحظر و الحجر، صار ينطبق المثل الشعبي القائل (موتة و فوقها عصّة قبر) على أحوال السوريين، فهل رأيتم أذكى من حكومتنا الحكيمة، بالله عليكم قولوا لي؟


جهاد الدين رمضان

في فيينا ٧ أيار/ مايو ٢٠٢٠

*المعلومات الواردة في النص مستقاة مما علق بذاكرتي من أخبار العالم، فعذراً منكم إن لم تكن دقيقة و تخللها بعض الخيال .

 

جهاد الدين رمضان

جهاد الدين رمضان، محامٍ وكاتب مستقل من سوريا. مُقيم في النمسا حالياً بصفة لاجئ. أكتب القصة القصيرة والمقال ومُجمل فنون أدب المدونات والمذكرات والموروث الشعبي. نشرتُ بعض أعمالي في عدد من المواقع ومنصات النشر الإلكتروني والصحف والمجلات الثقافية العربية. لاقت معظمُها استحسانَ القراء و لفتت انتباه بعض النقاد لما تتسم به من بساطة في السرد الشيق الظريف و أسلوب ساخر لطيف؛ مع وضوح الفكرة وتماسك اللغة وسلامتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى