ناظم حكمت .. الشعر في عصر الجمهورية
في بداية الثلاثينات نشأت مبادرة شعرية جديدة، في تاريخ الأدب التركي وهو مايعرف بالأدب الوطني، سارع نحو بداية جديدة للنهضة الشعرية في تركيا.
ذهب شعراء عدة وبينهم ناظم حكمت صوب الشعر الحر طارحا قيود الوزن، واقترب الشعر من النثر، وتبلورت مبادئ ورؤاه الأدبية والسياسية خلال سنوات دراسته في موسكو، واخذ مد الهيجان الوطني يزداد ، ركض الشعراء وراء مقولات جديدة وبحثوا أشكال جديدة بوصفها تجديدا غير مسبوق على الأدب التركي.
لم يدخل ناظم حكمت الجدل المتعلق بالشكل في الفعل الشعري عموما بل أستدعاه إلى إيجاد الشكل المناسب لكل تشخيص، وهذا يعني تغيير الشكل دائما بالارتباط مع المضمون والرؤية الاجتماعية للعالم هي التي تحدد الإنسجام.
ولم يقف تأثير ناظم حكمت في تطوير مفهوم الأدب الإجتماعي ، يقول ناظم حكمت :”يمكن أن يكتب الشعر قافية او دون قافية ووزن او دون وزن، بفيض من الصور أو دون صور، صراخاأو همسا ، يكفي أن يكتب شيء ، أنا شخصيا أريد للشكل أن يناسب المضمون بحيث يبرز المضمون اكثر أريد أن أصل بالشعر الى الواقعية الجدلية المركبة”.
بعد الثمانينات بدأت تيار الحداثة يغزو الشعر التركي ، لكنه كان مغاير تمام لحداثة ناظم حكمت، لقد حلت الصعوبة محل السهولة والرؤى الجمالية واستقلال النص وبهاء اللغة بعيدا عن السياسيين إلى ما هو اجتماعي.
مرورا بالتسعينات عرف الشعر فترة إبداعية كثيفة وكانت تلك الفترة تسمى فترة الذروة نظرا لتطور الأدب التركي في عصر الجمهورية فبعد رحيل كل أتاتورك وحليفه مصطفى عصمت إينونو ، شعرا يتسم بالعمق والجوهر الأسلوبي، فإن الفكرة بإستمرار المفاهيم الإيديولوجية السياسية.
لقد كان أكثر القصائد التركية إنتشارا واسعا فبينما تتسم العاصفة الأساسية من دوافع تركيا المتناقضة بين الإسلام والعلمانية ،فإن الثراء الحقيقي الذي نبع من الشعر التركي هو شعور الأمل والثبات ، فبين القوميين والغرب ما إستدعى الشعر التركي الى استدعاء اللغة والمفاهيم على تكوين مدرسة أدبية تعنى بالأدب الإسلامي.