شعرنقد

ابن سلام الجمحي وطبقات فحول الشعراء

قضية النقد التوثيقي التي بدأت منذ القرن الثالث الهجري واستمرت إلى الحدود القرن الرابع الهجري على يد مؤسس ابن سلام الجمحي ، والتي تناولت الشعر الموضوع والشعر المنقول خلال تلك الفترة ، جعلها حركة نقدية هي الأولى من نوعها فيما يخص الشعر هل هو موضوع أو منتحل؟ وهل هو متحول أو فطري ؟وماهي المعايير الذي اعتمدها اب سلام الجمحي؟وماهو النقد التوثيقي في الذي جاء خلال الدولة العباسية؟.


لم تكن الحركة النقدية في تتبع مسالك الشعراء إلا قليلا، ولعل الشعر الذي عرف بأنه أجود ما قالت العرب، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: “إذا وقع خطأ في القرآن أو الحديث فإلتمسوه بالشعر”.
فالنقد التوثيقي أخذ الشيء من الضياع ، والضياع في منتصف القرن الثاني الهجري، والتي كان الشعر فيها جدل وخلاف، وكيف عالجه ابن سلام الجمحي؟.


لقد عالج كتاب “مصطلحات التخطئة النقدية في التراث النقدي “للدكتور صالح أزوكاي الحركة النقدية من المصطلحات إلى السرد ثم الشعر ، ولم يتجاوز الكتاب هذه الخاصية التي مر بها الأدب والشعر في مسألة التداول والاحتجاج، ثم جاء كتاب “طبقات فحول الشعراء “والذي ضم العديد من الشعراء الجاهلين والإسلام وصنفهم على مسار خبرتهم الفنية واللغوية والخلقية.


إن ضياع الشعر بين الماضي والحاضر لم يحل مشكلة النقد،فالفطرة كانت جاهلية متمكنة من لاشيء كما قال طه حسين في كتابه نقد التراث.


في كتاب طبقات فحول الشعراء الذي لعب فيها السماع والشفاهة دورا محوريا في تحديد ماهية الشعر، أهو موضوع أو منتحل، ولعل أهم ما ورد في الكتاب عن إسحاق أنه قد سلم تداول الشعر عند قوم عاد وثمود ، فرد عليه ابن سلام الجمحي بأدلة قرأنية وأدلة تاريخية ، ومن بين الأدلة القرآنية هاته الأية من سورة النجم تقول:”أنه أهلك عاد الأولى وثمود فما ابقى” وهذا نفي الله تعالى على بقاء ثمود فكيف بعاد وأدلة تاريخية أن أول تحدث العربية هو اسماعيل عليه السلام فكيف لقوم عاد وثمود أن يقولو الشعر وقد ظهرت قبل بزوغ العربية.


لقد وضعنا أما معيارين ابو سلام الجمحي المعيار الأول هو أن يكون بدويا متمكنا حاضرا في النثر أو ماوري من أشعار، والمعيار الثاني هو أن تكون معايير النقد التوثيقي الذي يعتمد الحجج والقيم الأخلاقية والتاريخية.


لقد عرفت النقد التوثيقي في بداية القرن الرابع الهجري ، ولم يكن ابن سلام الجمحي أول من انتقد الشعر فقد تجاوزته عدة محاولات ، ولكن هو الوحيد الذي برز رأيه في النقد التوثيقي، هذا الرأي يعتمد على ناقدا متخصصا كما كان عليه ابن سلام الجمحي.


الدولة بيروكي: كاتبة مقالات فكرية وسياسية وثقافية وأدبية

حيدر علي سلامة

باحث من العراق، متخصص في فلسفة الدراسات الثقافية ومابعدها. حاصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة كلية الآداب / جامعة بغداد عام 2002. حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة كلية الآداب / جامعة بغداد عام 2004 عن الأطروحة الموسومة: "إشكالية المثقف عند غرامشي". - نشر عدة مقالات ودراسات وبحوث فلسفية في صحف عراقية وعربية وفي مجلات عربية اكاديمية محكمة. - شارك بالبحث الموسوم (غلبة التلقين الفلسفي وغياب الممارسة الفلسفية في العراق) في الكتاب الجماعي (حال تدريس الفلسفة في العالم العربي) الصادر بدعم من المركز الدولي لعلوم الأنسان - بيبلوس برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ووزارة الثقافة في لبنان، اشراف: أ. د. عفيف عثمان، وتحت إدارة د. أدونيس العكرة، 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى