الدليل المنهجي للكتابة باللغة العربية

حروفُ الجَرِّ ومُشكلُ الخَلْط بَيْنَها في الاستعمال

يُخطِئ كثيرٌ من الـكُتَّاب عن غيرِ قصدٍ في توظيف حروف الجـر، بينما لا يُولي السَّوادُ الأعظمُ مِنهم أيَّــة أهمية لانتقاء حروف الجــرّ المناسبة للسياقات والتراكيب المختلِفة، مُعَـلِّلينَ تجاهُلَهم هذا، بِكون حروفِ الجَــرِّ ينوبُ بعضُها عن بعضٍ، ولا تَخضَعُ لِمَبْدإ الانتقاء.


ولكن الأمر غيرُ ذلك إطلاقا، فحروف الجرّ ليست اعتباطيَّةَ التَّـوظيف، وإنما لها ضوابطُها اللغويةً والمنهجيةً، التي تُحدد مواطنَ استعمالِها الصحيحة لِتبْلِيغِ المعنى المطلوب.


كثيرٌ مِن الكُّتاب، إن لم نَقُل الغالبيةَ الساحقةَ مِنهم وخاصة الـمُنتسبِـين للصحافة المكتوبة، يُوَظفون حروفَ الجر توظيفاً خاطئا، مِن قبيل استعمال حرفِ الجر ((إلى)) بمعنى (مع)، أو استعمال حرف الجر ((في)) مكانَ ((على))، أو توظيف حرف الجر ((بِـــ)) بمعنى ((في)) … إلخ.


يجب الانتباه إلى أن بعض هذه التوظيفات؛ قد تكون مقبولةً في بعض السياقات الخاصة والمحدودة جدا، ولكنها تُصبح خطأ لغويا إذا تم تعميمُها على كلِّ التراكيب، وفي كل مواضِع.


إنّ المقولة الرائجة التي تقول: “إن حروف الجر يَـنوبُ بعضُها عن بعض” مقولة يُجانِبُها الصواب، فلوْ صَحَّتْ هذه المقولة، إذاً لأمكننا أن نكتب التعابير التالية؛ ونَقبَل استعمالِها:


(سلّمتُ في الأستاذ)، (استويتُ من السَّرج)، (اتصلتُ إلى الهاتف)، (كتبتُ مع القلم) (دخلتُ على القاعة) …


ولكن هذه التعابير غير مقبولة بتاتاً، بل ومستهجنة ذوقاً وسماعاً كذلك، ولا يمكن قبولُها بحجة نيابة الحروف بعضُه عن بعضٍ، فضلا عن الاتفاقُ حولَها.


  • بعض الاستعمالات الخاطئة لحروف الجر وتصويباتُها
الاستعمال الخاطئ الصـّـواب
بالنسبة لـِ بالنسبة إلى
مُنبثقٌ عن منبثقٌ من
مع الأسف لــلأسف
تَردّدَ على المكتبة تردد إلى المكتبة
تَرُومُ لــلوصولِ إلى ترومُ الوصولَ إلى
ساعدَ على ساعد في
بـالرجاء الاشتراك في القناة الرجاء الاشتراكُ في القناة

(لا يُبتدأ بحرف جر في اللغة العربية)

لفتَ الأنظار له لفت الأنظار إليه
اعتذرَ عن الحضور اعتذرَ عن عدم الحضور

(الاعتذار يكون عن عدم الحضور وليس عن الحضور)

تهديدٌ على صحة الإنسان تهديد لـــصحة الإنسان
المضادات الحيوية خطر لــــِـصحة الإنسان خطر على صحة الإنسان
بــِـــدون من دون
عِلما بــأن عِلما أنَّ
ردَّ عن رد على
وصل العاصمة وصل إلى العاصمة
استعمالَه لــــلحاسوب استعمالَه الحاسوب
لا يختلفُ فيها اثنان.  لا يختلفُ حولَــها اثنان
قريبا إلى الأرض قريبا من الأرض
موسم السخرية بـالجامعات العربية موسم السخرية من الجامعات العربية
نَعتبرُ على أن نعتبر أن
تحدثَ على تحدث عن
مُتَّفِقون في كثيرٍ مِن النقاط متفقون على كثير من النقاط
حاز على جائزة نوبل حازَ جائزةَ نوبل
أصدرت منظمة اليونسكو تقاريرا عن أصدرت منظمة اليونسكو تقاريرا حول
بِــحيث حيث
حجَّ إلى البيتِ الحرام حجَّ البيتَ الحرام
أكد على الموضوع أكدَ الموضوع
خرج على النص خرج عن النصّ
أجابَ على السؤال أجاب عنِ السؤال
مُشْتَبهٌ فيه مَشْبوه
  • قــــاعدة

ونُـخصِّصُها لاستعمالات لفظتيْ: طيلة وطُولَ/طوال.

  • تُستعمل لفظة: طِـيلة للدلالة على الزمن المتوسط والبعيد، فنقول: طيلة أسبوع، طيلة شهور، طيلة سنوات.
  • تُـستعمل لفظة: طَوال أو طول للزمن القصير، فنقول مثلا: طول الليل، طوال النهار، طوالَ ساعة..

للتوسع أكثر في ((حروف الجر واستعمالاتُها)) نحيل المتخصصين على المراجع التالية:

  • كتاب الخصائص لابن جني، باب 22 “استعمال الحروف بعضُها مكان بعض”.
  • كتاب: المُغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام الأنصاري، باب السادس “التحذير من أمور اشتُهِرَتْ بين المُعَرِّبِين والصّواب خِلافُها”.

الحسين بشوظ

كاتب، صحفي عِلمي وصانع محتوى، باحث في اللسانيات وتحليل الخطاب، حاصل على شهادة الماجستير الأساسية في اللغة والأدب بكُلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. مسؤول قسم اللغة العربية في منظمة المجتمع العلمي العربي بقَطر (سابقا)، عُضو مجلس إدارة مؤسسة "بالعربية" للدراسات والأبحاث الأكاديمية. ومسؤول قسم "المصطلحية والمُعجمية" بنفس المؤسسة. مُهتم باللغة العربية؛ واللغة العربية العلمية. ناشر في عدد من المواقع الأدبية والصُّحف الإلكترونية العربية. له إسهامات في الأدب إبداعاً ودراسات، صدرت له حتى الآن مجموعة قصصية؛ "ظل في العتمة". كتاب؛ "الدليل المنهجي للكتابة العلمية باللغة العربية (2/ج)".

‫2 تعليقات

  1. صباح الخير كيف اتحصل على هذا الكتاب الدليل المنهجي للكتابة باللغة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى