مدارس الاستشراق – المدرسة الإيطالية
لا بد من البدء بإيطاليا، ذلك أنها مهد الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا، فقد كان الباباوات هم الذين وجهوا إلى دراسة اللغة العربية، ومن هنا صدر القرار البابوي بإنشاء ستة كراسٍ لتعليم اللغة العربية في باريس ونابولي وسالونيكا وغيرها.
وقد تعاون مجموعة من نصارى الشام مع الكنيسة الكاثوليكية لنشر الديانة الكاثوليكية في المشرق، وقد بدأ هذا التعاون باتحاد الكنيستين المارونية والكاثوليكية عام 1575م، وقام المارونيون بترجمة العديد من كتب اللاهوت إلى اللغة العربية.
واستمر اهتمام إيطاليا بالعالم الإسلامي وظهر مستشرقون في المجالات المختلفة ومن هؤلاء على سبيل المثال المستشرق الأمير كايتياني الذي أصدر مؤلفه الكبير(حوليات الإسلامي)، ومنهم أيضا المستشرق كارلو نيللو الذي درّس الفلك والأدب في جامعة القاهرة. وفيما يأتي بعض أعلام المدرسة الاستشراقية الإيطالية:
- 1- ديفيد سانتيلانا David Santillanaا (1855-1931)
ولد في تونس، حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة روما وتخصص في الفقه الإسلامي والفلسفة الإسلامية، أسهم في وضع القانونين المدني والتجاري بالاعتماد على الشريعة الإسلامية، عمل في الجامعة المصرية أستاذاً لتاريخ الفلسفة، ثم عمل في جامعة روما أستاذاً للقانون الإسلامي، له العديد من الآثار في مجال الفقه والقانون المقارن.
- 2- الأمير ليوني كايتاني Leone Caetaniي(1869-1926)
من أبزر المستشرقين الإيطاليين، فقد كان يتقن عدة لغات منها العربية والفارسية، عمل سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة، زار الكثير من البلدان الشرقية منها الهند وإيران ومصر وسوريا ولبنان، من أبرز مؤلفاته حوليات الإسلام المكون من عشرة مجلدات تناولت تاريخ الإسلام حتى عام 35هـ. وأنفق كثيراً من أمواله على البعثات العلمية لدراسة المنطقة، يعد كتابه الحوليات مرجعاً مهماً لكثير من المستشرقين.
- 3 – كارلو نللينو”Carlo Alfoso Nallino”و ( (1872-1938
ولد في تورينو وتعلم العربية في جامعتها، عمل أستاذاً للغة العربية في المعهد العلمي الشرقي بنابولي ثم أستاذاً بجامعة بالرمو ثم جامعة روما، وعين أستاذاً للتاريخ والدراسات الإسلامية في جامعة روما، ودعي من قبل الجامعة المصرية محاضراً في الفلك ثم في الأدب العربي ثم في تاريخ جنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام.