الاستشراق

مدارس الاستشراق – المدرسة الهولندية

يعد كتاب الدكتور قاسم السامرائي (الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية) مرجعاً مهماً في دراسة الاستشراق الهولندي فقد ذكر أن الاستشراق الهولندي لا يختلف عن الاستشراق الأوروبي في أنه انطلق مدفوعاً بالروح التنصيرية، وأن هولندا كانت تدور في الفلك البابوي الكاثوليكي.


وقد اهتم المستشرقون الهولنديون باللغة العربية ومعاجمها كما اهتموا بتحقيق النصوص العربية، ومما يميز الاستشراق الهولندي وجود مؤسسة برل التي تولت طباعة الموسوعة الإسلامية ونشرها في طبعتيها الأولى والثانية، كما تقوم هذه المؤسسة بطباعة كثير من الكتب حول الإسلام والمسلمين.


ومن أبرز المستشرقين الهولنديين سنوك هورخرونيه الذي ادعى الإسلام وتسمى باسم الحاج عبد الغفار، وذهب إلى مكة المكرمة ومكث ستة أشهر حتى طردته السلطات من هناك، فرحل إلى إندونيسيا ليعمل مع السلطات الهولندية المحتلة لتدعيم الاحتلال في ذلك البلد الإسلامي،

ومن أعلام الاستشراق الهولندي أيضا دي خويه (ت1909م) وفنسنك صاحب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، وله كتاب في العقيدة الإسلامية، وكذلك المستشرق منسنك والمستشرق دوزي.

وذكر الدكتور السامرائي أن الاستشراق الهولندي شهد في السنوات الماضية ظهور تيار من المستشرقين الشباب الذين يميلون إلى النظرة الموضوعية إلى الإسلام وقضاياه وهذا مما أثار حنق وغضب المستشرقين الأكبر سناً، ولهولندا مركز للبحوث والدراسات العربية والإسلامية في مصر.
من أعلام الاستشراق الهولندي:


1- رانيهارت دوزي Rienhart Dozy ء (1820م-1883م)

ولد في 21 فبراير 1920م في مدينة ليدن، بدأ دراسة العربية في المرحلة الثانوية وواصل هذه الدراسة في الجامعة، حصل على الدكتوراه عام 1881م عن بحثه (أخبار بني عيّاد عن الكتاب العرب) اهتم بالمخطوطات العربية وبخاصة كتاب الذخيرة لابن بسام وغيره من الكتب، اهتم بتاريخ المسلمين في الأندلس وأبرز كتبه تاريخ المسلمين في اسبانيا المكون من عدة مجلدات.


2- مايكال دي خويه Michael Jan De Gojeء (1836م-1909م).

ولد في 9 أغسطس 1836م، تخصص في جامعة ليدن بالدراسات الشرقية ومن أساتذته المستشرق دوزي وكانت رسالته للدكتوراه بعنوان (نموذج من الكتابات الشرقية في وصف المغرب مأخوذ من كتاب البلدان لليعقوبي، عمل في التدريس بجامعة ليدن، وكان أبرز اهتماماته الجغرافيا وكذلك التاريخ الإسلامي، ومن إنتاجه تحقيق كتاب فتوح البلدان للبلاذري، كما شارك وأشرف على تحقيق تاريخ الطبري، وهو غزير الإنتاج.


3- سنوك هورخرونيه Christiaan Snouk Hurgronje ء (1857م-1936م)

ولد في 8فبراير 1857م، درس اللاهوت ثم بدأ دراسة العربية والإسلام على يد المستشرق دي خويه، ودرس كذلك على يد مستشرقين آخرين منهم المستشرق الألماني نولدكه، كانت رسالته للدكتوراه حول الحج إلى مكة المكرمة عام 1880م.

عمل مدرساً في معهد تكوين الموظفين في الهند الشرقية (إندونيسيا)، أعلن إسلامه وتسمى باسم عبد الغفار وسافر إلى مكة المكرمة وأمضى فيها ستة أشهر ونصف، تعرف خلال هذه الفترة على عدد من الشخصيات في مكة وبخاصة الذين تعود أصولهم إلى الجزر الإندونيسية، جمع مادة كتابه عن مكة المكرمة.


انتقل إلى العمل في إندونيسيا لخدمة الاستعمار الهولندي حيث عمل مستشاراً لإدارة المستعمرات في عام 1891م، يعد سنوك نموذجاً للمستشرق الذي خدم الاستعمار خدمات كبيرة وسخّر علمه لهذا الغرض.

4- أرنت فنسنك Arnet Jan Wensink (1882م-1939م)

تتلمذ على يد المستشرق هوتسمان ودي خويه وسنوك هورخرونيه وسخاو .حصل على الدكتوراه في بحثه (محمد واليهود في المدينة) عام 1908م. بدأ في عمل معجم مفهرس لألفاظ الحديث الشريف مستعيناً بعدد كبير من الباحثين وتمويل من أكاديمية العلوم في أمستردام ومؤسسات هولندية وأوروبية أخرى،

وأصدر كتاباً في فهرسة الحديث ترجمه فؤاد عبد الباقي بعنوان (مفتاح كنوز السنة) أشرف على طباعة كتابات سنوك هورخرونيه في ستة مجلدات، له مؤلفات عديدة منها كتاب في العقيدة الإسلامية نشأتها وتطورها التاريخي.


5- جاك واردنبرج Jacque Waardenburg

ولد في 15 مارس 1930م، درس القانون بجامعة أمستردام ودرس أيضاً علم اللاهوت بالجامعة نفسها.درس العربية في الفترة من 1953م إلى 1956م بجامعة أمستردام وفي ليدن وفي مدرسة اللغات الشرقية الحية في باريس،

حصل على منحة من اليونسكو لزيارة بعض الدول العربية والإسلامية فزار إيران ولبنان ومصر والأردن كانت رسالته للدكتوراه بعنوان (الإسلام في مرآة الغرب) من جامعة أمستردام، عمل في معهد الدراسات الإسلامية بجامعة ما قيل بكندا في الفترة من 1962م- 1963م،

قام بزيارات علمية لأجراء بحوث حول الجامعات في العالم العربي في كل من تونس ولبنان وسوريا والعراق والأردن، عمل باحثاً زائراً في جامعة كليفورينا– لوس أنجلوس وعمل في مجال التدريس في جامعة أوترخت بهولندا (1968م-1987م) ثم انتقل إلى جامعة لوزان بسويسرا وبقي فيها حتى تقاعد عام 1995م.


له إنتاج غزير في مجال الدراسات الإسلامية منها (الإسلام في مرآة الغرب) و(واقع الجامعات العربية –مجلدان) والطرق الكلاسيكية لدراسة الدين، شارك في الكتابة في دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الثانية) وقد كتب مادة ( مستشرقون).


يرجى العودة إلى : قاسم السامرائي .الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى