علوم

علم البيئة والسُّلْطة في عصر الإمبراطورية

يتزايد حاليًّا أكثر فأكثر «نَهِمو الموارد»، وهم الأشخاص القادرون على الحصول على مستلزمات حياتهم – سواء أكانت هواتف ذكية، أم فاكهة الكيوي – من جميع أرجاء العالم. ويُنظَر غالبًا إلى هذا التغيّر الجوهري في علاقة الإنسان بالطبيعة على أنه أمر مفروغ منه،

لكن الوقائع التي يسردها المؤرخ كوري روس في هذا الكتاب تدفعنا إلى الاعتراف بالجذور الإمبريالية للثقافة الاستهلاكية المعاصرة.


في القرنين التاسع عشر والعشرين، غيّر الأوروبيون وجه أجزاء كبيرة من آسيا وأفريقيا الاستوائيتين، من خلال المَزارع الشاسعة، وعمليات التعدين، وتأسيس البنية التحتية؛ لتعزيز التوسع في أنظمتهم الاقتصادية للإنتاج الشامل.

ويوضح كتاب روس الرائع كيف كان هذا التحوّل معقدًا وبالغ التأثير؛ فاستغلال القطن، والكاكاو، والمطاط، والقصدير، والنحاس دفع الكثير من المستعمرين إلى القلق بشأن التدهور البيئي، وكذلك جعل “التنمية” هدفًا شبه عام لكل مجتمعات ما بعد الاستعمار.

ويخلص روس إلى أن أوجه التفاوت في الإمبراطورية تزيد من صعوبة حل المشكلات البيئية المعاصرة، وكذلك هو حال عادات التفكير التي نشرتها الإمبراطورية، وبخاصة فكرة أن العالَم مستودع لا ينضب من الموارد التي يجب اغتنامها واستغلالها في إطار السعي المتعاظم لتحقيق الثروة والسُّلْطة.


  • ترجمة:  آدم روم: باحث في التاريخ في جامعة بافلو بنيويورك، ينشر أبحاثا خاصة لصالح دار نشر جامعة أكسفورد.

المصدر : مجلة نيتشر العلمية – النسخة العربية

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى