علوم

داروين والانتقاء الجنسي

في عام 1871، نشر تشارلز داروين كتابه «أصل الإنسان والانتقاء الجنسي» The Descent of Man, and Selection in Relation to Sex . وفَسَّر الانتقاء الجنسي ألغاز التطور التي لم يتمكن الانتقاء الطبيعي من حلها.


فجيلًا بعد جيل، اختارت إناث الطاووس الذكور ذوي الريش الأكثر إبهارًا؛ ما نتج عنه ذيل الطاووس الذي لا يمكن إخفاؤه. واعتقد داروين أن الانتقاء الجنسي (المدفوع باختيار الشركاء، وفق مقاييس جمال تحددها الثقافة المحيطة) قد حلّ – على نحو مماثل – لغز أصل التنوع البشري.


انزعج داروين – وهو رجل أبيض من العصر الفيكتوري، يتمتع بمكانة مرموقة – من عزو الفاعلية للنساء، والتمييز الجمالي لغير الأوروبيين. ورفض أقرانه النظرية، لكنّ علماء الأحياء يعاودون النظر فيها. وينقب هذا الكتاب – للمؤرخة العلمية إيفيلين ريتشاردز – بحماس في أصل هذه النظرية.


طوّر داروين أفكاره حول الانتقاء الجنسي، فيما كان منغمسًا في مجالات متنوعة للغاية، مثل عِلم الأجنة، وتربية الحَمَام. ولعبت كذلك المسائل الشخصية للغاية، مثل اختيار زوجته إيما، والشواغل اليومية، مثل أزياء النساء الرائجة فيها، دورًا في هذه الأفكار.

وترى إيفيلين أن معارضة داروين للعبودية لم تكن دافعًا وراء عمله عن الانتقاء الجنسي، كما يزعم آخرون، إنما ما حفّزه لذلك هو محاولته الإنسانية الإجابة عن أسئلة علمية، وسياسية، واجتماعية، وشخصية.


  • ترجمة : إليزابِث ييل هي مُحاضِرة في قسم التاريخ بجامعة آيوا بمدينة آيوا، ومؤلفة كتاب «المعرفة الاجتماعية» Sociable Knowledge

المصدر / مجلة نيتشـر العلمية – النسخة العربيـة.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى