إصدارات

خرائط المعنى: الترجمة بين اللغات والذكاءات

إصدار جديد للدكتور: سعيد الحنصالي

صدر حديثا عن دار Biblio Le Guide للنشر والتوزيع كتابٌ جديد للأستاذ سعيد الحنصالي بعنوان: «خرائطُ المعنى: الترجمة بين اللغات والذكاءات».

يأتي هذا الإصدار في سياق متصاعد من النقاش حول الترجمة بوصفها ممارسة معرفية وتأويلية تتقاطع فيها اللغة والفكر والذكاء الاصطناعي. يسعى الكتاب إلى تفكيك التصورات التقليدية للترجمة باعتبارها مجرد تحويل لغوي، ليقترح بدلا من ذلك فهما أكثر تركيبا يرى الترجمة فعلا تفاوضيا على المعنى داخل شبكة من السياقات الثقافية والأنساق الرمزية.

  • منظور معرفي تأويلي متعدد الأبعاد:

ينطلق الحنصالي من فرضية مركزية مفادها أن الترجمة ليست بحثا عن “تكافؤ” لغوي صارم، بل هي توليد للمعنى في حدود التباين والتأويل، حيث لا يتحقق التكافؤ إلا بوصفه أثرا معرفيا وثقافيا ناشئا عن التفاعل بين النصوص والعقول واللغات.

ويستند هذا التصور إلى مقاربة تراكمية تجمع بين دراسات الترجمة، والسيميائيات، وفلسفة اللغة، واللسانيات الذرائعية، والذكاء الاصطناعي.

  • إشكالات الترجمة في زمن الخوارزميات:

يطرح الكتاب أسئلة جوهرية حول حدود الترجمة وقابلية ما لا يُترجم، وترجمة الاستعارة بوصفها ذروة التوتر المجازي، وجدل الترجمة الهدفية والمصدرية بين مركزية الأصل واستراتيجية المتلقي.

كما يناقش رهانات الترجمة في زمن الخوارزميات، بين تمثيل المعنى ومحاكاته، وما يثيره ذلك من قضايا أخلاقية ومعيارية ومعرفية في ظل صعود الذكاءات الاصطناعية.

  • بنية الكتاب وملاحقه التطبيقية:

يُقدّم الحنصالي من خلال هذا العمل خرائط مفهومية ممتدة من التأويل والعوالم الممكنة إلى الذريعيات والانسجام النصي، ويُضمّن الكتاب ملحقين تطبيقيين:

رؤية فلسفية جديدة للترجمة:

«لا يقدم هذا الكتاب فقط تاريخا للنظريات، أو جدلا حول المفاهيم، بل يرسم خارطة للترجمة بوصفها موقعا معرفيا للانفتاح، ومجالا للصراع بين القول الممكن والقول المتعذر، بين العقل البشري وشبكات الاصطناع، بين اللغة كبيتٍ للوجود واللغة كأداةٍ للبرمجة».

بهذا الإصدار، يرسّخ الأستاذ سعيد الحنصالي مكانته ضمن الباحثين الذين يجسرون بين العلوم الإنسانية والذكاء الاصطناعي، واضعين الترجمة في قلب التحولات المعرفية الراهنة بين اللغات والذكاءات.

سعيد الحنصالي

سعيد الحنصالي: أستاذ اللسانيات والترجمة بمعهد الدراسات والأبحاث للتعريب، جامعة محمد الخامس – الرباط. يُعدّ الأستاذ سعيد الحنصالي أحد أبرز الأسماء الأكاديمية المغربية في حقل البلاغة واللسانيات التطبيقية والترجمة وتحليل الخطاب، حيث يجمع في مساره بين البحث النظري والانشغال العملي بقضايا الإعاقة والتعليم الدامج والاضطرابات العصبية اللغوية. ترأس لأكثر من عقدٍ فضاء المسار للتثلث الصبغي 21 بالرباط، كما اضطلع إلى غاية سنة 2022 بمهمة تنسيق المركز الوطني للرصد والدراسات والتوثيق في مجال الإعاقة. ويشغل عضوية المجلس الإداري واللجنة العلمية لمؤسسة تسيير المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، فضلا عن كونه عضوا مؤسسا في كل من المجلة الإلكترونية "رباط الكتب" وبيت المترجمين الأدبيين الدولي في المغرب. تركّز أبحاثه الراهنة على التقاطعات بين اللغة والدماغ، وعلى تحليل الخطاب العلمي والتربوي من منظور دمجي وإنساني، مع اهتمام خاص بطرائق التدريس المراعية للفروق العصبية والمعرفية. صدر له عدد من الأعمال المترجمة والمؤلّفة، من أبرزها: *تراتيل متوسطية لبدراك ماتفيجيفيتش، دار توبقال، 1999. *كيف نفكر في الفن الإسلامي لأوليغ كرابار، دار توبقال، 1997. *مصادرة الكلمات والصور والأزمنة لماري جوزي مونزان، دار أبي رقراق، 2018. *مديح الترجمة لباربارا كاسان، دار توبقال، 2019. *الاستعارات والشعر العربي الحديث، دار توبقال، 2005. *نصوص من الثقافة المغربية الحديثة، دار أبي رقراق، 2017. *طرائق تدريس الأطفال التوحديين: من أجل دمج فعلي (بالفرنسية)، بالاشتراك مع أحمد أيت إبراهيم ومصطفى بوعلي، المنشورات الجامعية الأوروبية، 2022. *دليل الإعاقة والإعلام، منشورات المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، 2025. *بين اللغة والدماغ: مسارات الإدراك في طيف التوحد ومتلازمة داون واضطراب التعلم، 2025. *خرائط المعنى: الترجمة بين اللغات والذكاءات، 2025. ينتمي الأستاذ سعيد الحنصالي إلى جيل من الباحثين الذين يجسّدون التفاعل الخلّاق بين العلوم الإنسانية والعلوم العصبية، ويعتمدون الترجمة والتعليم الدامج أدواتٍ لفهمٍ أعمق للإنسان ولغته ووعيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى