منير البعلبكي – Monir Al-Balbaki
- نشأته:
وُلِد الأستاذ منير عبد الحفيظ البعلبكي عام 1918م ببيروت من أُسرةٍ مرموقة، وكان جده قد ارتحل من مدينة بعلبك إلى بيروت فاشتهر بالبعلبكي. وتلقى علومه الأولى في مدارس جمعية المقاصد، ثم انتقل في سن التاسعة إلى المدرسة الثانوية العامة (الإنترناشونال كوليج) ومنها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت.
وحصل منها عام 1938م على بكالوريوس الأدب العربي والتاريخ، ونظرًا لتفوقه أوكل إليه تدريس الصف الذي أنهاه، في العام التالي. وبعد سنتين كان ضمن عدد من مدرسي دار المعلمين في كلية الملك فيصل في بغداد، ثم انتقل إلى الكلية العلمية في دمشق أستاذًا لمادتي الأدب العربي والتاريخ.
وفي أواخر الحرب العالمية الثانية عاد إلى بيروت أستاذًا في كلية البنات الأهلية وكلية المقاصد الإسلامية. وفي عام 1945م ترك الأستاذ منير مهنة التدريس وأسس مع زميله بهيج عثمان دار العلم للملايين التي غدت من أهم دور النشر في العالم العربي.
وعرف الأستاذ منير البعلبكي كأحد المترجمين العرب الكبار – بل أحد ثلاثتهم، كما وصفه عميد الأدب العربي طه حسين، من خلال الروائع التي انتقاها للترجمة من عيون الأدب وقمم الفكر العالمي، منها:
- البؤساء لڤيكتور هوجو. – قصة مدينتين لتشارلز ديكنز. – كوخ العم توم لهرييت ستاو. – الشيخ والبحر لإرنست همنجواي. – ومن روائعه في المجالات الفكرية والاجتماعية: – تجاربي مع الحقيقة لمهاتما غانديقراءة في كتاب “أساطين الفكر، عشرون فيلسوفاً صنعوا القرن العشرين”. – دفاع عن الإسلام للورا فاغلييري. – تاريخ الشعوب الإسلامية لكارل بروكلمان. – الإسلام والعرب لروم لاندو. – رواد الفكر الاشتراكي للبروفسور ج. هـ. كول. – المورد قاموس إنجليزي / عربي، عام 1967م.
وما أن أنهى الأستاذ البعلبكي معجم المورد عام 1967م حتى بدأ مشروعه الضخم: موسوعة المورد التي أخرجها في عشرة مجلدات ضخمة بعد ثلاث عشرة سنة من الجهد والبحث والتدقيق، وفيها تتجلى منهجية البعلبكي وسعة ثقافته وعلمه ورصانته ودقته.
وقد أسهم في إصدار مجلتين – “مجلة العلوم” التي رأس تحريرها بين 1956، 1972م ولاقت نجاحًا كبيرًا، و”مجلة الآداب” التي ترك أمرها بعد للدكتور سهيل إدريس. كما ألف الأستاذ البعلبكي مع زميله شفيق جحا، وبهيج عثمان سلسلة “المصور في التاريخ” للمرحلتين الإعدادية والثانوية.
واختير الأستاذ منير البعلبكي عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية سنة 1993م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور عمر فروخ. وقد كان من جنود العربية الأشاوس مشاركة وحضورًا وتألقًا.
ومما نُشر له في مجلة المجمع: – منهج التأليف المعجمي المعاصر كما يبدو في مرآة المعاجم الإنجليزية الحديثة. (العدد 60). – الإعلام واللغة الإعلامية. (العدد 62).
قال عنه الأستاذ أحمد شفيق الخطيب يوم تأبينه:
“الأستاذ البعلبكي، ترجمانًا، أدخلَ الترجمة إلى عصر جديد يحتفظ فيه للعمل القصصي أو الروائي أو الاجتماعي بروحه الأصلية، فتشعر أنك تقرأ في لغةِ أصلٍ لا في لغة ترجمة.”
- الجوائز والأوسمة:
لقد نال الأستاذ منير البعلبكي – جوائز عدة من جمعية أصدقاء الكتاب، على ترجمته لرواد الفكر الاشتراكي. – وجائزة سعيد عقل على قاموس المورد، كأفضل كتاب ظهر في لبنان لمؤلف لبناني في ذلك العام. – وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي على موسوعة الموردأفضل القواميس والمعاجم في اللغة الإنجليزية والعربية.
نقلا عن: مجمع اللغة العربية في القاهرة.