هِيَ فائيَ الكبرى التي نزلت إليّ تقول لي:
(في كلّ شيءٍ لها آيةٌ تدلّ على أنّها المفردُ)
في الحضورِ
وفي الغيابْ
في المهابةِ واللطافةِ
والمرارة والرضابِ
في الهدوء وفي الجنون
وفي اشتعالات العتابِ
في المسافة
في العتمة
في الضوء
في الغيم
في المدِّ
مدّ السماءِ
في البحر
في جموح الاضطرابِ
كلّ شيء مائز فيها
حتّى الفساتين التي تزهو بها
“رقصتْ
غنّتْ
على قدميها”
محسودة من كلّ بابِ
كلّما مرّت على لغتي ارتوت منها القصائدُ
حرَّ تموزٍ وآبِ
واستمتعت فيها البلاغة
وارتدت حسنَ الثيابِ
كلّما رضعت منها الغيوم حليبها
ازْينّت الأفلاكُ من شهد الرضابِ
واستعمقتني في دلال مسائها
واستنطقت آياتيَ الحرّى
وعاد الوقت فيّ ليلكةَ الخطابِ
في كلّ ما يبدو بها
أمران مؤتلفان مختلفان في ذات الشرابِ
ما أجمل الضدّيْنِ فيها!
كلّما هجرت تزيد فيّ دنوَّها
وتعود ضوءاً عاليَ الأسماءِ في حُجُبِ الضبابِ
ما أجمل السطرين منها!
كلّما هلّت
تقوم بفكرتي تحيا على جلو السرابِ
غيبي فلست بغائبةْ
هل رأيتِ الشمس غابت
إذ تسامت في الغلوِّ
وفي العلوِّ
فأشرقت بمدى الغيابِ
غيبي
أوِ
اقتربي
فلست بغائبةْ
يا مهجةَ القلبِ المرتّل بانسيابِ
في كلّ نأيٍ وادّناءٍ
حرفٌ يزخرفني على المعنى كأنْ
وحيي
وشعري
وإنجيلي
وقرآني
وكلّ همهمةٍ بحرف اللهِ
في نسق الكتابِ