الحركة النسوية ومغالطة مفهوم الحق
تناشد الخطابات النسوية في مضمرها إلى تحديد مفهوم الحق وفق شروط تاريخية صنيعة السياق التكنولوجي والثقافي، بحيث ترفع شعارات المساواة الرياضية والمساواة الجسمانية، من خلال ولوج سوق العمل بالممارسات الاشهارية وصناعة استجابة مبيعية لدى المجتمع تتجسد في الاقتناء، كانت هذه الظاهرة بداية للإعلان تقويض مفهوم (المرأة /الجسد) و (المرأة/ المنزل) والتجاوز الفعلي لهندسة مفهوم المرأة وجعلها في دائرة الجسد، فبدأت بعض الأقلام في نشر خطاب يدعو إلى كتابة نسائية تدعو الى قلب صفحة المفاهيم المتوارثة.
واستبدالها بمفهوم جديد يتمثل في المرأة الرأس- مال والتي تعمل إلى اقامة قاعدة تطبيقية تزاحم فيها سلطة الرجل بتقاسم عبء المصاريف ومنه زحزح مفهوم الرجل السلطة وأصبحت القوة مقسمة وفق طرفين (أنثى/ ذكر)، ولقد لقي هذا التوجه الجديد حركية خطابية تعمل على شرعنته وفق ممارسات الإشهار والثياب و الزينة.
والحال كذلك الروايات النسوية التي تحمل موضوعاتها طبيعة العلاقة بينهما من خلال المعاناة واعادة بعص صورتها المعاشة سابقا وفق منظور الحق النسوي المسيس حديثا، وهكذا تمنح السياقات الحديثة مفهوما مستحدثا للحق في وعي النسوة مما يجعلها رهينة وهم السلطة الطارئة.
ولعل الصراع القائم في الخطابات النسوية الجمالية الابداعية هو خطاب تقويض وزحزحة لبنى متوارثة في الوعي الجمعي لمجتمع معين له معتقده وفلسفته التي يستكين إليها ، وبالإمكان أيضا الى تتبع محضن هذه النزعة النسوية من خلال حركات الفكر الشيئي العبثي الذي تسلل في المحتوم الثقافي المركزي والذي لابد أن يتقبل باعتباره وجها من وجوه المركزية الغربية، والحال كذلك نشير إلى النمط الاقتصادين الذي سيطر على العالم من خلال ثقافة الصورة واللون والجسد الانثوي وهو ما أوهم بمفهوم سرابي الحق النسوي وفيما يأتي سرد لمحضن المصطلح وممارساته في المجتمعات.
- النسوية:
لكل زمن تبدلاته الحضارية والثقافية وانصهار مفاهيم وولادة مفاهيم جديدة تواكب التطور والضرورة الثقافية في كيفية تعامل الإنسان مع اشكالاته الطوباوية الكبرى ولعل البشرية قائمة بيولوجيا على ثنائية الذكر والانثى والتي عرفت تمايز في طبيعة العلاقة وامكانية الوجود فمارست البشرية قوى مختلفة في المنظومة الجنسانية للبشر وهو ما سنعرفه حفرا في المتون النظرية.
- الجنوسة:
يعتبر مصطلح الجنوسة من المفاهيم التي تمحورت عليها الدراسات النسوية المعاصرة وهذا ما ذكره صاحبا “دليل النقد الأدبي” بحيث يقولان: الجنوسة مفهوم تمحورت عليه الدراسات النسائية في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيولوجية بدليل أن هذا المصطلح تبنته الحركة التحررية والدعوة الى تقويض مركزية الذكورة من خلال تركيزها على مفهوم الجنوسة كعامل تحليلي يكشف الفرضيات المتحيزة المسبقة في فكر الثقافة عموم وهذا دليل على الية اشتغال الفكر النسوي في بعده التفكيكي المنظومة السائدة وهي منظومة المركز والهامش أي تهديم المقولات.
لا تزال البداية الفعلية لظهور الجنوسة غامضة تاريخيا ” فلا أ حد يعرف بالضبط متى وأين أستعمل مصطلح gender للإشارة إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية للاختلاف الجنسي ، أي أن الحركة الفعلية لممارسات المصطلح كانت سابقة في مسألة التنظير فالاختلاف وجدت منذ القديم لكن في مؤسسة الذكورة التي تعطيها شرعيتها، ويستعمل مصطلح الجنوسة الدلالة عن التنوع الواسع في اساليب السلوك بين المجتمعات وفي ممارساتها الحياتية من خلال الفروق المكونة لبطانة المعرفة بالفرد والانسان.
ان التطور الدلالي لمفهوم الجندر في القرن التاسع عشر برغم من تعامله مع المستجد الحضاري لا يزال يحمل الدلائل المتوارثة المفهوم القديم، اذ يستمر في وظيفته كمصطلح نحوي، إضافة الى كونه تعبيرا ملطفا عن جنس الشخص مع أنه لم يعد يستعمل كمرادف الفعل الجنسي.
إن المحمول الدلالي للمصطلح هو محاولة تأسيس لمنظومة فكرية تفكيكة تحريرية جديدة تنطلق من البنية المادية صوب بينة شعورية أهوائية تروم الانتقال من المستوى الإدراكي الأول الى مستوى إدراكي معمق تعضده معطيات بيئة من خلال التركيز على مفاهيم التجاوز والحلول الذكوري الرمزي في بنية اللغة النسوية والخطاب التسويق بحث تستعير المرأة لغة نسائية من صميم اللاشعور أو اللامبرر أو اللامشروع أنها حرب رمزية تسعى الى فك وهدم وتحاوز كل ما هو تسلطي ذكوري مالح للحريات، وهذه الوضعية هي وضعية الاقليات أو الحروب الخطابية التي تسعى من أجل إخلال شعريات المدنس وغيره من مظاهر التطور المزعوم تحت تدعيمات الشركات المعرفية.