أخبار ومتابعات

الأهمية القصوى للحَجر الصحي للدول الفقيرة والنامية – الدول العربية نموذجاً

 

إذا كنت تريد أن تعرف سبب ارتفاع عدد الوفيات في أوروبا من عشرات في الأسبوع الأول إلى الآلاف الآن، فالجهاز في الصورة المُرفقة هو السبب !

فعندما يتحدث وزير الصحة أو الجهات الرسمية المسؤولة عن الصحة في بلدك عن عدد الأسرة المتوفرة لهذا الوباء العالمي، فهم يقصدون السرير في الصورة المرفقة.

تعاني كل من إيطاليا وإسبانيا من نقص حاد في أجهزة التنفس الاصطناعي، يبلغ سعر الجهاز الواحد قرابة 50 ألف دولار. طلبت إيطاليا هذا الأسبوع 4000 جهازً من شركة أمريكية مُصنِّعة لهذا النوع من الأسرة، لكن الشركة وعدت بتسليم 400 فقط !، ربما لكثرة الطلبات أو لإعطاء الأولوية للمستشفيات الأمريكية.

تتطوّر لدى بعض المصابين بمرض كوفيد-19 حالة مرضية تدعى ذات الرئة أو الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) ويحتاج المصابين بهذه الحالة إلى جهاز
التنفس الاصطناعي لدعم وظائف الجسم وإيطال الأكسجين إلى الأعضاء.

تمتلك الولايات المتحدة حوالي 172,700 جهازً وهذا الأسبوع بدأ الجيش الأمريكي بالمساعدة في صنع المزيد من هذه الأجهزة.

وتمتلك باقي الدول المتقدمة أعداد من هذا السرير قد تصل في بعض الدول إلى بضعة ألاف فقط. مع التأكيد على وفرة المستشفيات وتجهيزاتِها العالية، ورغم ذلك فقد إنهارت المنظومة الصحية في بعض الدول الأوروبية أما هذا الفيروس سريع الانتشار.

أما الدول النامية والفقيرة ودول العالم الثالث بما فيها الدول العربية، فتمتلك منها العشرات فقط بمعدل سرير أو سريرين لكل مستشفى وأكثر بقليل في المستشفيات الخاصة والجامعية، وتروج بعض الأخبار (ليس لها مصدر موثوق)، أن بعض الدول العربية تمتلك 100 سرير فقط، هذا دون أن نتحدث عن العدد الضئيل جدا للمستشفيات في الدول العربية التي تصل في أحسن الأحوال إلى 10 أو عشرين مستشفى بالمقارنة مع عدد السكان الذي يصل إلى الملايين، وفي مصر إلى 100 مليون نسمة،

إهمال المنظومة الصحية في غالبية الدول العربية، وتفويت قطاع الصحة للشركات الخاصة، لجني الضرائب ورفع العبء على الموازنة العامة. هذه القرارات لم تُتيح الكثير من الخيارات لهذه الدول، التي ستبقى عاجزة تماما في حال انتشار هذا الفيروس لا قدَّر الله. ويُعتبر الحجر الصحي وتجنب الاختلاطات غير الضرورية أفضل وسيلة لتفادي الأسوء، والمرور إلى بر الأمان بأقل الأضرار والخسائر.

ملاحظة أخير؛ تتمثل في الإشادة بالدول العربية التي اتخذت خطوات استباقية لمحاصرة الفيروس؛ خصوصا الإجراءات التي اتخذتها كل من المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية؛ اللتين اتخذتا خطوات استباقية حاسمة وصارمة منذ رصد الحالات الأولى للفيروس على أراضيها، بدأ بإغلاق الحدود، وتعطيل الدراسة والأنشطة الاقتصادية وصولا إلى فرض حالة الحجر الصحي على المواطنين حفاظا على سلامتهم.


نقلا عن صفحة “أنا أصدق العلم” بتصرُّف

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى