أشهر الخُطب العربية
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمة الله عليه: اعلم أن الفصاحة خلوص الكلام من التعقيد، وأصلها من قولهم أفصح اللبن إذ أخذت عنه الرغوة، وأكثر البلغاء لا يكادون يفرقون بين البلاغة و الفصاحة، بل يستعملونها استعمال الشيئين المترادفين على معنى واحدة في تسوية الحكم بينهما.
ويزعم بعضهم أن البلاغة في المعاني، والفصاحة في الألفاظ. واختلف الناس في الفصاحة، فمنهم من قال إنها راجعة إلى الألفاظ دون المعاني، ومنهم من قال: إنها لا تخص الألفاظ وحدها، واحتج من خص الفصاحة بالألفاظ بأن قال: نرى الناس يقولون هذا لفظ فصيح وهذه الألفاظ فصيحة، ولا نرى قائلا يقول : هذا معنى فصيح، فدل ذلك على ان الفصاحة من صفات الألفاظ دون المعاني.