خطبة خالد بن الوليد
كان خالد بن الوليد من المشهورين بالشجاعة والشرف والرياسة. سماه النبي «سيف الله» وحارب مسيلمة الكذاب وهدَّم العُزَّى، وله آثار مشهورة في قتال الروم والفرس.
وكانت وفاته في خلافة عمر سنة ٢١هـ الموافقة لسنة ٦٤٣، وقد خطب الخطبة التالية بين جيوشه يحضهم على القتال في أجنادين إحدى نواحي فلسطين في معركة بين الروم والعرب، قال:
يا معاشر الناس انصروا الله ينصركم، وقاتلوا في سبيل الله واحتسبوا أنفسكم في سبيل الله وأصروا على قتال أعدائكم. وقاتلوا عن حريمكم وأولادكم ودينكم.
وليس لكم ملجأ تلجئون إليه ومكمن تكمنون فيه، فاقرنوا المناكب وقدموا المضارب، ولا تحملوا حتى آمركم بالحملة. ولتكن السهام مجتمعة إذا خرجت من القِسيِّ كأنها تخرج من كبد قوس واحد؛
فإنه إذا تلاحقت السهام رشقًا كالجراد لم يَخْلُ أن يكون فيها سهم صائب. واصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون. واعلموا أنكم لا تلقون عدوًّا مثل هذه الفئة حماتهم وأبطالهم وملوكهم.
المصدر : أشهَر الخطب ومشاهير الخطباء – سلامة موسى