أشهر الخُطب العربية

خطبة عمر بن عبد العزيز

كان عمر بن عبد العزيز أحد خلفاء بني أمية وكان عفيفًا زاهدًا يميل إلى النسك والاعتكاف وكان يتحرَّى سيرة الخلفاء الراشدين وهو أول من فرض لأبناء السبيل وأبطل في الخطب سبَّ عليِّ بن أبي طالب.


وكانت خلافته من سنة ٧١٧ إلى سنة ٧٢٠م. وقيل إنه مات مسمومًا، دس له الأمويون سمًّا خشية أن يعيد الخلافة شورى بين المسلمين فتخرج من أيديهم. ومن خطبه هذه الخطبة التي ألقاها في خاصرة:
أيها الناس، إنكم لم تخلقوا عبثًا ولم تتركوا سدًى.


وإن لكم معادًا يحكم الله بينكم فيه، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحُرم جنة عرضها السموات والأرض. واعلموا أن الأمان غدًا لمن يخاف اليوم وباع قليلًا بكثير وفانيًا بباقٍ. ألا ترون أنكم في أصلاب الهالكين، وسيخلفها من بعدكم الباقون حتى يردوا إلى خير الوارثين.


إنكم في كل يوم تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله قد قضى نحبه وبلغ أجله. ثم تغيِّبونه في صدع من الأرض. ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب وفارق الأحباب، وواجه الحساب. غنيًا عمَّا ترك فقيرًا إلى ما قدَّم.


وايم الله إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم أكثر مما عندي. وأستغفر الله لي ولكم. وما تبلغنا حاجة يتسع لها ما عندنا إلا سددناها. ولا أحد منكم إلا وددت أن يده مع يدي ولحمتي الذين يلونني حتى يستوي عيشنا وعيشكم.


وايم الله إني لو أردت غير هذا من عيش أو غضارة لكان اللسان به ناطقًا ذلولًا عالمًا بأسبابه. ولكنه مضى من الله سنة عادلة دلَّ فيها على طاعته ونهى عن معصيته.


المصدر : أشهَر الخطب ومشاهير الخطباء – سلامة موسى

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى