جوستاف فلوبير (Gustave Flaubert) (12 ديسمبر 1821 – 8 مايو 1880) هو أحد أعظم الأدباء الفرنسيين في القرن التاسع عشر، وأحد رواد المدرسة الواقعية في الرواية.
ترك بصمة أدبية خالدة بأسلوبه الفريد ودقته في اختيار الألفاظ والتعبير. وُلد في روان، فرنسا، لعائلة ميسورة، ودرس الحقوق قبل أن يتفرغ بالكامل للأدب، حيث شُغف بالكتابة منذ شبابه المبكر.
- أبرز أعماله الأدبية
1. مدام بوفاري (1857):
تُعد رواية “مدام بوفاري” حجر الزاوية في الواقعية الأدبية، حيث تناولت ببراعة أزمة الملل الزوجي والطموح غير المحقق من خلال شخصية “إيما بوفاري”.
أثارت الرواية جدلًا واسعًا فور نشرها بسبب ما اعتُبر آنذاك تناولًا جريئًا للمجتمع والقضايا الأخلاقية، مما أدى إلى محاكمة فلوبير بتهمة الإساءة للأخلاق العامة، إلا أنه بُرئ لاحقًا.
- 2. التربية العاطفية (1843-1845):
رواية شبه سيرية تصور حياة شاب فرنسي يسعى لاكتشاف ذاته وسط تقلبات الحب والسياسة في فرنسا القرن التاسع عشر. تُظهر الرواية تطور أسلوب فلوبير الأدبي الذي يمزج بين الواقعية والنزعة التأملية.
- 3. سالامبو (1862):
رواية تاريخية تتسم بروح ملحمية، تدور أحداثها في قرطاج القديمة، وتكشف عن الجانب الرومانسي في أسلوب فلوبير، حيث صاغ نصًا غنيًا بالوصف الدقيق والأحداث المثيرة.
4. إغراء القديس أنطونيوس (1874):
عمل فني فلسفي يستعرض صراع الإيمان والشك، ويُظهر عمق تأثر فلوبير بالفلسفة والدين.
- أسلوبه ومكانته الأدبية
يُعتبر فلوبير مثالًا للكاتب الموضوعي، الذي يفصل بين ذاته كفنان وعمله كموضوع. كان يسعى للوصول إلى الكمال الفني من خلال:
– الواقعية الدقيقة: ملاحظاته التفصيلية للشخصيات والأحداث.
– اللغة الأدبية الراقية: اعتنى بصياغة الجملة بصرامة، مما أكسب كتاباته طابعًا خالدًا.
– التوازن بين الواقعية والرومانسية: على الرغم من انتمائه للمدرسة الواقعية، لم يتخلَّ عن الحس الرومانسي، الذي يظهر جليًا في رواياته التاريخية مثل “سالامبو”.
- أثره في الأدب
– يُعتبر من رواد الواقعية الحديثة إلى جانب كتاب مثل بلزاك وإميل زولا.
– ألهم أجيالًا من الأدباء لاحقًا، منهم مارسيل بروست وهنري جيمس، الذين تبنوا أسلوبه في السرد الموضوعي.
- إرثه الأدبي
ظل فلوبير مُعلمًا للأجيال بسبب رؤيته النقدية العميقة للمجتمع البشري، والتي جعلت أعماله صالحة لكل زمان ومكان. ترجمت رواياته إلى عشرات اللغات، ولا تزال تُدرس في الجامعات وتُلهم القراء والكتاب حول العالم.