فضاءات بيع الكُتب المستعمَلة في المغرب
في أول شارع “فال ولد عمير”، قرب محطة الحافلة، رقم أربعة، ينزوي في أحد الأركان الصغيرة عدد من المحلات المشهورة ببيع الكتب القديمة والمستعملة، وأرشيف من المجلات الفرنكوفونية والإنجليزية، والتي انقطع بعضها وأخرى لا تزال تصدر في عز المد الإلكتروني.
أغلب محلات بيع الكتب القديمة لا تحمل اسمًا، بل تعلو بابها فقط كلمة “كتبي” بالفرنسية، فأغلب هذه المحلات تعود إلى فترة الاستعمار، وهذا المحل الموجود في أول الشارع يعود فتحه إلى بداية السبعينيات، من طرف كتبي اسمه عبد الله العماري.
الفئة الغالبة في هذه المحلات الفترة الحالية هم من طلبة الجامعة، وتلاميذ المؤسسات التعليمية الثانوية والإعدادية، إذ تعرف المقررات الدراسية، والكتب، والروايات، ضمن المقرر الدراسي رواجًا في بداية كل موسم دراسي وجامعي، ويعمل صاحب المحل على وضعها قرب الباب، وبترتيب جيد يسهّل عليه الوصول إليها.
في مقاهي “فال ولد عمير”، يكتظ جموع الصحافيين والكتاب، وعشرات من بائعي الصحف الليليين الذين كانت نقطة تواجدهم في الفترة السابقة في شارع فرنسا وهو الشارع الذي يتوسط «أكدال».
تعود تسمية هذا الشارع بهذا الاسم، تيمنًا باسم أحد الوجوه المغربية الوحدوية، حيث يقع في قلب العاصمة، ويتميز ببناياته الجميلة وشوارعه النظيفة، ويتسم بالهدوء والأمن، والبعد عن ضوضاء وسط المدينة. وبفضل الازدهار الكبير الذي عرفه الشارع، عرفت الشوارع الأخرى المتفرعة عنه نهضة لافتة خلال السنوات القليلة الماضية، مثل شوارع: فرنسا، والأبطال، والأطلس.
وفي المغرب، يوجد أكثر من مئتي سوق للكتاب المستعمل والآلاف من الأكشاك والبسطات على أرصفة الشوارع بمختلف مدن المملكة.
وأشهر الأسواق وأكبرها بالمغرب
– سوق ساحة السراغنة، الذي يعرض فيه أكثر من 300 ألف عنوان بشكل دائم. وتنظم فيه “الجمعية البيضاوية للكتبيين” بمشاركة وزارة الثقافة المغربية مهرجانا سنويا للكتاب المستعمل، وقد عرض فيه بدورته الثامنة أكثر من 400 ألف عنوان وزاره أكثر من مليون زائر، حسب تصريح لزياد نزيه عضو جمعية “شبكة القراءة بالمغرب” المشاركة بالمعرض.
كما يوجد سوق “الليدو” بفاس وسوق “باب دكالة” بمراكش وفي الرباط سوق “باب الأحد” و “المدينة القديمة”.
ومن أكبر أسواق الكتب المستعملة في المغرب سوق لقريعة بدرب السلطان وسوق درب غلف وسوق المعاريف وسوق سيدي البرنوصي وسوق حي الحسني، وكذلك سوق البحيرة قرب ساحة الأمم المتحدة من جهة باب مراكش.
يعتبر سوق الكتاب المستعمل بالمغرب من الأسواق الأكثر ازدهارا في الوطن العربي .
فالكثير من الزبائن يأتون إليه من الخليج العربي، من السعودية والإمارات وعمان على وجه التحديد ، وهم يبحثون عن مخطوطات نادرة، تصل أسعارها إلى الآلاف من الدولارات، وهم يدفعون بسخاء لاقتنائها”.
هؤلاء هم من عشاق الكتب النادرة والمخطوطات والمطبوعات الأصلية لنفائس الكتب العربية، فهم مستعدون لدفع أسعار خيالية للحصول على كتاب مثل “كتاب القانون” لابن سينا المطبوع في روما، ومثل كتاب “الشفاء” وغيرهما من الكتب النفيسة.
وفي مرات كثيرة، يحصل الباعة على كتب قيمة من عمال النظافة، فهم يجمعون ما يرمى في سلة القمامة من كتب ويبيعونها بأسعار زهيدة جدا، لأنهم لم يدفعوا ثمنها، ونبيعها نحن لزبون يحتاجها بأسعار مضاعفة، لكن معظم ربحهم يأتي من شراء مكتبات كاملة بالجملة من ورثة لا يعرفون قيمة ما فيها، بأسعار زهيدة جدا .