فضاءات بيع الكتب القديمة في الجزائر
عرفت الجزائر العاصمة بعد الاستقلال حركة علمية وفكرية وفنية منقطعة النظير، حيث انتشرت المكتبات بشكل كبير جدا في شوارع وأحياء الجزائر العاصمة، مستفيدة من الإرث الثقافي والعلمي الذي خلَّفَه الاستعمار الفرنسي.
فمكتبة “النهضة” مثلا تعد من أقدم المكتبات بالجزائر العاصمة، حيث تأسست من قِبل مثقفين هما كشرود وميموني سنة 1947، وجاءت تسميتها نتيجة لاحتضانها كبار مناضلي الحركة الوطنية. ومكتبة “دومينيك”- والتي تُعرف في يومنا هذا باسم “مكتبة الاجتهاد” .
ومكتبة نجمة في شارع ديدوش مراد، وسط العاصمة الجزائرية، هي أشهر مكتبة تبيع الكتب القديمة منذ الخمسينيات، تركتها معمِّرة فرنسية لأحد الجزائريين بعد استقلال الجزائر في عام 1962، وهو بدوره، حافظ على المكتبة كما هي، واستمر في النشاط فيها حتى وفاته قبل فترة قصيرة.
اليوم، ما زال كثير من الطلاب والأساتذة والمثقفون يترددون على هذه المكتبة وعلى نقاط بيع الكتب القديمة طلباً لكتب نادرة أو التي لم تعد تتوفر في المكتبات العامة.
ومن بين الفضاءات التي استطاعت أن تحافظ على مكانتها أيضا، مكتبة “بوداود” بمحاذاة المسرح الوطني الجزائري التي أسسها الحاج عبد القادر بوداود وصديقه مرازقة في 1947 التي كانت في بداياتها أشبه بالنادي الثقافي، حيث استقطبت العديد من الأسماء أمثال طه حسين والأمير سعد. كما تعتبر أرصفة الجزائر العاصمة القديمة. مكانا لبيع الكتب المستعملة والقديمة.
كانت هناك الكثير من المكتبات القديمة التي تبيع كتبا قيمة وقديمة في العاصمة الجزائر، لكن أغلبها اندثر كأنها لم تكن، وتحولت بقدرة قادر إلى إلى محلات لبيع الأكلات السريعة ومحلات ومتاجر لبيع السلع على اختلاف أنواعها.