سوق الدباغين.. أقدم سوق لبيع الكتب المستعملة في تونس
بشكل عام؛ لا توجد علاقة بين الدباغة والكتب، إلا أن تونس أوجدت علاقة ما بينهما، حينما تمكنت الكتب من هزيمة الدباغة في معركة الوجود، وحولت أشهر أسواق الدباغة في العاصمة تونس إلى ملتقى للمثقفين وبيع الكتب المستعملة والحديثة، هنا “نهج الدباغين”.
فقبل أن يستحوذ عليه بائعة الكتب القديمة، كان مجرد زقاق على أطراف مدينة تونس القديمة يضم دكاكين متخصصة في دباغة جلود الحيوانات، كأحد أنواع عزل بعض المهن.
ومع احتلال فرنسا لتونس وإقامة الحي الأوروبي، خارج المدينة القديمة، أصبح الزقاق أحد شوارع الحي، وبعد استقلال تونس عام 1956،
بدأ الشارع يتحول تدريجيا إلى سوق يتجمع فيه باعة الكتب القديمة، وترافق ذلك مع افتتاح عدد من المكتبات في الشارع للغرض نفسه، ليتحول المكان مع مرور الوقت إلى سوق خاصة بالكتب، وتختفي صناعة دباغة الجلود منه.
وأصبح حاليا “نهج الدباغين” من أهم المعالم الثقافية في تونسي، يضم العديد من بائعي الكتب بعضها قديم، بل ونادر، وجزء منها حديث الطبعة.