اللغة العربية
أخر الأخبار

دول غير عربية تُقرّ اللغة العربية لغةً رسمية

انتشار العربية خارج حدود الوطن العربي

يرتبط تصورنا التقليدي للغة العربية غالبا بحدود الجغرافيا السياسية للوطن العربي، الممتد من الخليج إلى المحيط، حيث تُعدّ العربية لغة الهوية والثقافة والدين.

غير أن الواقع اللغوي أكثر اتساعا وتعقيدا مما يبدو، إذ تُعَدّ اللغة العربية لغة رسمية أو شبه رسمية في عدد من الدول غير العربية، بفضل حضورها التاريخي والديني والثقافي المتجذر في تلك المناطق.

فيما يلي أبرز الدول والأقاليم غير العربية التي منحت العربية مكانة رسمية أو اعترافا واسعا في الحياة العامة والتعليم والإعلام.

  • 🇪🇷 إريتريا: العربية لغة التواصل والهوية المشتركة:

تقع إريتريا في شرق إفريقيا، ويحدها البحر الأحمر من الشرق والسودان من الغرب وإثيوبيا من الجنوب. وتُعدّ اللغة العربية إحدى اللغتين الرسميتين إلى جانب التيغرينية، نظرا لارتباطها العميق بالدين الإسلامي والثقافة العربية.

منذ سبعينيات القرن الماضي، كانت العربية لغة البرلمان الإريتري ووسيلة للتواصل بين الجماعات اللغوية المختلفة. كما تُستخدم في الإعلام الرسمي (الإذاعة والتلفزيون) وفي بعض الدواوين الحكومية. ويعتبرها الكثيرون رمزا للوحدة الوطنية في بلد متعدد اللغات والهويات.

  • 🇹🇩 تشاد: ازدواج لغوي بين العربية والفرنسية:

تُعدّ تشاد نموذجا فريدا للتعدد اللغوي في إفريقيا. فبعد أن خضعت للاستعمار الفرنسي في مطلع القرن العشرين، استمر تأثير العربية فيها بفضل انتشار الإسلام والتجارة والثقافة العربية عبر مملكة كانم-برنو التاريخية منذ القرن الثامن الميلادي.

اليوم، تعتمد تشاد اللغة العربية واللغة الفرنسية لغتين رسميتين في الدولة، وتُستخدم العربية في التعليم والإعلام والمجتمع المدني، خصوصا في شمال البلاد ووسطها، حيث تشكل رابطا ثقافيا وحضاريا بين المجتمعات التشادية والعربية.

  • 🇪🇹 إقليم تيغراي في إثيوبيا: العربية لغة الهجرة والتعليم:

شهد إقليم تيغراي شمال إثيوبيا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي موجات هجرة واسعة نحو السودان ومصر ودول الخليج بسبب النزاعات الداخلية ونظام “الدرق” العسكري. خلال هذه الهجرة، تلقّى أبناء الإقليم تعليمهم باللغة العربية في الجامعات والأزهر الشريف، مما عزز من مكانة العربية في وعيهم وثقافتهم.

وبعد عودتهم في تسعينيات القرن العشرين، نقلوا معهم مهارات لغوية وثقافية عربية، لتصبح العربية لغة تواصل وتعليم في بعض المؤسسات المحلية ومجتمعات المهاجرين العائدين.

  • 🇮🇷 إقليم الأحواز في إيران: العربية في مواجهة التهميش:

يقع إقليم الأحواز (عربستان سابقا) على ضفاف نهر كارون جنوب غرب إيران. كان الإقليم جزءا من العراق تاريخيا، قبل أن تُلحِقه بريطانيا بإيران عام 1925. ويضم الإقليم قبائل عربية عريقة مثل بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل طرف وربيعة.

رغم التضييق الرسمي، لا تزال اللغة العربية حاضرة بقوة في الحياة اليومية والأنشطة الثقافية والاجتماعية، إذ تمثل رمزا للهوية والانتماء العربي. وتُعتبر العربية في الأحواز لغة مقاومة ثقافية ضد محاولات الطمس اللغوي والتمييز القومي.

  • 🇲🇱 إقليم أزواد في مالي: العربية لغة رسمية في كيان غير معترف به:

في عام 2012 أعلن الطوارق قيام دولة أزواد شمال مالي، وإن لم تحظَ باعتراف دولي، فإن العربية ما زالت تُعدّ لغة رسمية إلى جانب لغة الطوارق (التماشق).

تعكس مكانة العربية في أزواد التأثير التاريخي للتجار والدعاة العرب في الصحراء الكبرى منذ قرون، ودورها المستمر في التعليم الديني والتواصل بين القبائل.

  • 🇸🇸 إقليم كردفان في جنوب السودان: العربية لغة الحياة اليومية:

رغم استقلال جنوب السودان عام 2011، بقيت العربية السودانية (أو ما يُعرف بـ«عربية جوبا») لغة التواصل الأساسية في العديد من مناطق كردفان.

تتحدثها قبائل كثيرة مثل دار حامد، وخوالة، وبيداريه، وجمعة، وتُستخدم في الأسواق والرحلات والرعي والعلاقات القبلية.

ورغم وجود لغات محلية أخرى، فإن العربية ما تزال اللغة الأكثر هيمنة على المشهد اللغوي والاجتماعي في الإقليم، ما يجعلها وسيلة اندماج وتعايش بين مختلف المجموعات العرقية.

  • 🇳🇪 النيجر: العربية لغة وطنية ذات حضور ديني وثقافي واسع:

تُعدّ النيجر من الدول الإفريقية التي تشهد تنوعا لغويا كبيرا، إذ تُعدّ الفرنسية اللغة الرسمية للدولة منذ الحقبة الاستعمارية، فيما تُعترف اللغة العربية كلغة وطنية أساسية إلى جانب لغات محلية أخرى مثل الهوسا والزرما والتماشق.

تحظى العربية في النيجر بمكانة روحية وتعليمية قوية، إذ تُستخدم في المحاكم الشرعية والتعليم الديني والإعلام المحلي، خاصة في المناطق الشرقية والشمالية المتاخمة لتشاد وليبيا، حيث يسود تأثير الثقافة العربية والإسلامية منذ قرون.

ورغم أن العربية ليست اللغة الرسمية الأولى، فإنها تُعدّ من أكثر اللغات تأثيرا في النسيج الاجتماعي والثقافي، وتشكل جسرا متينا يربط النيجر بعمقها العربي والإسلامي.

  • العربية لغة عابرة للحدود:

إن حضور اللغة العربية في هذه الدول والأقاليم غير العربية لا يرتبط فقط بالعقيدة الإسلامية أو التاريخ الاستعماري، بل يُعبّر عن قوة ثقافية ناعمة تمتد عبر القارات.

لقد أصبحت العربية لغة دين وثقافة وهوية وتواصل حضاري، تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة لتشكل جسرا بين الشعوب.

المراجع:

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

تعليق واحد

  1. أين تركتم النيجر؟؟؟ العربية لغة رسمية في النيجر بعد الفرنسية، والنيجر أول دولة في غرب أفريقيا تعترف باللغة العربية. ولماذا نسيتموها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى