طب وصحة

اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum)

طيف التوحد (ASD)؛ هو اضطراب عصبي نمائي يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة ويستمر مدى الحياة. يتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، مع أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة. تختلف شدة الأعراض وتأثيرها من شخص لآخر، مما يجعل التشخيص والتدخل المبكرين أمرًا ضروريًا لتحسين جودة الحياة للأفراد المصابين.

  • التصنيف

يصنف طيف التوحد ضمن الاضطرابات العصبية النمائية وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، ويشمل:

  • التوحد التقليدي: يتميز بصعوبات كبيرة في التواصل والتفاعل الاجتماعي مع أنماط سلوكية متكررة.
  • متلازمة أسبرجر: شكل خفيف من التوحد دون تأخر كبير في النمو اللغوي أو الذهني.
  • اضطراب النمو المنتشر غير المحدد: يشمل حالات لا تستوفي معايير التوحد الكلاسيكي أو متلازمة أسبرجر ولكنها تمتلك بعض الأعراض.

الصفات

يتميز الأفراد المصابون بطيف التوحد بعدة صفات شائعة، منها:

  • صعوبة في التفاعل الاجتماعي وفهم المشاعر.
  • حساسية مفرطة أو ضعيفة للمؤثرات الحسية مثل الأصوات والروائح.
  • الاعتماد على الروتين والرفض الشديد للتغيرات.
  • اهتمام غير معتاد بمواضيع محددة مع تكرار للسلوكيات.

مسار النمو

يختلف مسار النمو بين الأفراد المصابين بطيف التوحد، فبينما يحقق بعضهم استقلالية وظيفية، يظل البعض الآخر بحاجة إلى دعم مدى الحياة. يرتبط ذلك بعوامل مثل شدة الأعراض، مستوى الذكاء، ومدى التدخل المبكر في العلاج.

  • المهارات الاجتماعية

يعاني الأفراد المصابون من:

  • صعوبة في إقامة علاقات اجتماعية.
  • محدودية في فهم العواطف والتواصل غير اللفظي.
  • قلة الاهتمام بالتفاعل مع الآخرين أو اللعب الجماعي.

مهارات التواصل

التواصل يعد من أكثر الجوانب تأثرًا في طيف التوحد:

  • تأخر أو غياب الكلام في بعض الحالات.
  • صعوبة في استخدام اللغة بشكل مرن ومفهوم.
  • تكرار العبارات أو الكلمات دون سياق واضح (الإيكولاليا).
  • ضعف في استخدام تعابير الوجه ولغة الجسد.

الأسباب

لا يزال السبب الدقيق لطيف التوحد غير معروف، لكن الأبحاث تشير إلى وجود عوامل متعددة:

  • العوامل الوراثية

تلعب الجينات دورًا رئيسيًا في التوحد، حيث وجدت الأبحاث أن التوحد ينتشر بين أفراد العائلة الواحدة، مع تأثير وراثي قوي.

  • عوامل ما قبل وأثناء الولادة

تشمل العوامل البيئية التي قد تسهم في تطور التوحد:

  • التعرض للسموم البيئية أثناء الحمل.
  • العدوى الفيروسية أو نقص الأوكسجين عند الولادة.
  • اضطرابات التمثيل الغذائي لدى الأم أثناء الحمل.

جدل اللقاح

أثارت بعض الدراسات الجدل حول ارتباط اللقاحات بالتوحد، لكن لم تجد الأبحاث العلمية أي دليل قوي يدعم هذا الادعاء. أكدت المنظمات الصحية العالمية أن اللقاحات لا تسبب التوحد.

  • الفيزيولوجيا المرضية

الخلايا العصبية المرآتية

تلعب دورًا في فهم تصرفات الآخرين والتفاعل الاجتماعي، وقد وُجدت اختلالات في هذه الخلايا لدى المصابين بالتوحد.

خلل الميتوكوندريا

أظهرت بعض الدراسات أن خلل الميتوكوندريا قد يكون مرتبطًا بطيف التوحد، مما يؤثر على إنتاج الطاقة في الدماغ.

السيروتونين

تم ملاحظة مستويات غير طبيعية من السيروتونين في الدم لدى بعض المصابين، مما يشير إلى احتمال وجود علاقة بين النظام العصبي والسلوك التوحدي.

  • التشخيص

يتم التشخيص بناءً على:

التقييم القائم على الأدلة

  • الملاحظة السريرية: من خلال متابعة سلوك الطفل وتفاعلاته الاجتماعية.
  • الاختبارات السلوكية: مثل اختبار ADOS-2 الذي يقيم مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
  • المقابلات مع الأهل: لجمع معلومات حول تطور الطفل وسلوكه.
  • الفحوص الجينية والبيولوجية: لاستبعاد الحالات الطبية الأخرى.

المراضة المشتركة

قد يتزامن طيف التوحد مع اضطرابات أخرى، مثل:

العلاج

لا يوجد علاج نهائي للتوحد، لكن هناك استراتيجيات فعالة لتحسين الأعراض:

  • العلاج السلوكي: مثل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) لتعزيز المهارات الاجتماعية والتواصلية.
  • العلاج اللغوي والتخاطب: لتحسين مهارات التواصل.
  • العلاج الدوائي: لتخفيف بعض الأعراض المصاحبة مثل القلق أو فرط النشاط.
  • الدعم التعليمي والتربوي: توفير بيئة تعليمية مناسبة تلبي احتياجات الطفل.
  • العلاج الحسي والحركي: للمساعدة في تحسين الاستجابة للمؤثرات الحسية.

المصادر والمراجع

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى