نظرية التفاعل الاجتماعي لجاري بيكر، التي تُعرف شعبيًا بـ”نظرية الطفل الفاسد”، تقدم رؤية مبتكرة في مجال اقتصاديات الأسرة، حيث تُظهر كيف يمكن للحوافز المادية أن تُعيد تشكيل سلوكيات أفراد الأسرة، حتى الأكثر أنانية بينهم.
هذه النظرية تُلقي الضوء على أهمية الربط بين رفاهية أفراد الأسرة لضمان تحقيق التوازن والتعاون فيما بينهم.
- الأساس النظري للنظرية
تقوم هذه النظرية على افتراض أن العلاقات الأسرية ليست فقط مبنية على المشاعر، بل يمكن تنظيمها وفقًا لمبدأ الحوافز المادية.
يُظهر بيكر كيف يمكن لوالد ثري أن يُعدل سلوك أحد أبنائه “الأناني” عبر استراتيجية اقتصادية تربط رفاهية هذا الابن بمستوى سعادة إخوته.
عندما يكون تحسين رفاهية الإخوة شرطًا للحصول على مكافآت مالية، يتحول السلوك السلبي إلى سلوك إيجابي داعم للأسرة.
- التطبيقات العملية للنظرية
- التحفيز عبر الهدايا المؤجلة:
يُقترح تأجيل توزيع الموارد المالية، مثل الهدايا أو الميراث، إلى أن يكبر الأبناء أو حتى لما بعد وفاة الوالدين. بهذه الطريقة، يصبح لدى الأبناء حافز لدعم بعضهم البعض وزيادة رفاهيتهم الجماعية لضمان حصولهم على نصيب أكبر من الموارد. - إعادة هيكلة الميراث:
تُظهر النظرية أن الآباء يمكنهم تصميم وصاياهم بطريقة تُحفز التعاون بين الأبناء، بحيث يُمنح نصيب أكبر لأولئك الذين يساهمون في تعزيز رفاهية الأسرة ككل. - إدارة النزاعات الأسرية:
تُبرز النظرية أهمية استخدام الحوافز الاقتصادية
وتُعد “نظرية الطفل الفاسد” التي صاغها الاقتصادي جاري بيكر نقطة تحول في فهم ديناميات الأسرة من منظور اقتصادي.
تنص النظرية على أن حتى الأفراد الأكثر أنانية في الأسرة يمكن تحفيزهم للعمل لصالح الآخرين إذا تم ربط مصالحهم المادية برفاهية بقية أفراد الأسرة.
من خلال استراتيجية مثل تأخير الميراث أو تعديل التوزيع بناءً على الدعم المتبادل، يمكن للوالدين خلق بيئة تعزز التعاون بدلاً من النزاع.
