“المجمع الصناعي العسكري”، أو “المجمع الصناعي العسكري التشريعي”: مصطلح يصف العلاقة المالية والسياسية بين المشرعين والقوات المسلحة والصناعات العسكرية الداعمة لها.
تشمل هذه العلاقة المساهمات السياسية، والموافقة على الإنفاق العسكري، وأعمال الوساطة لدعم البيروقراطيات والإشراف على الصناعات. يعتبر هذا التعاون نوعًا من المثلث الحديدي، الذي يربط بين المشرعين، البيروقراطيات، والمجموعات ذات المصلحة.
يُستخدم مصطلح المجمع الصناعي العسكري للإشارة إلى المنظومة الداعمة للقوات المسلحة الأمريكية، وانتشر هذا المصطلح بعد أن ذكره الرئيس دوايت دي. أيزنهاور في خطابه الوداعي في 17 يناير 1961. ومع ذلك، يمكن تطبيق هذا المفهوم على أي دولة تعتمد بنية مشابهة.
يشمل المصطلح أحيانًا شبكة العقود وتدفقات الأموال والموارد بين الأفراد والشركات والمؤسسات التابعة لمتعهدي الدفاع والبنتاجون والكونغرس والإدارة التنفيذية. قدم دانيل جيران أطروحة مشابهة في كتابه “الفاشية والأعمال الكبيرة” في عام 1936.
مشيرًا إلى دعم الحكومات الفاشية للصناعات الثقيلة. وفي عام 1942، قدم فرانز ليبوبارد نويمان دراسة للظاهرة في كتابه “بهيموث: هيكل وممارسة الاشتراكية الوطنية”، مبينًا كيفية صعود النازية إلى السلطة في دولة ديمقراطية.
في خطابه الوداعي للأمة في 17 يناير 1961، استخدم الرئيس الأمريكي دوايت دي. أيزنهاور مصطلح “المجمع الصناعي العسكري” ليصف العلاقة القوية بين القوات المسلحة والصناعات العسكرية.
وذكر أيزنهاور أن المؤسسة العسكرية تمثل عنصرًا حيويًا في الحفاظ على السلام، مشددًا على أهمية أن تكون الأسلحة قوية وجاهزة للرد الفوري لردع أي معتدٍ محتمل.
أيزنهاور أشار إلى أن هذا التحالف بين المؤسسة العسكرية والصناعات الدفاعية هو ظاهرة جديدة في التجربة الأمريكية، مشيرًا إلى النفوذ الشامل الذي تمارسه هذه العلاقة على الجوانب الاقتصادية والسياسية وحتى الروحية في كل مدينة ودار تشريع في الولايات المتحدة.
وحذّر من المخاطر المحتملة لهذا النفوذ، مؤكدًا على ضرورة توخي الحذر من تأثير “المجمع الصناعي العسكري” الذي قد يعرض الحريات والعمليات الديمقراطية للخطر.
هناك اعتقاد بأن المصطلح الأصلي كان “المجمع الصناعي المبني على الحرب” قبل أن يتم تغييره إلى “المجمع الصناعي العسكري” في المسودات النهائية لخطاب أيزنهاور. وكشفت مصادر أن المسودات السابقة تضمنت تعبيرات أخرى مثل “المجمع الصناعي العسكري الكونغرسي” و”المجمع الصناعي العسكري العلمي“.
قبل خطاب أيزنهاور، كانت هناك محاولات أخرى لوضع مفهوم مشابه لمصطلح “المجمع الصناعي العسكري”. فقد استخدم وينفيلد دبليو. رفلد المصطلح في مقالة نشرت عام 1947، وفي عام 1956، أشار سي. رايت ميلز إلى وجود طبقة من القادة السياسيين والعسكريين وأصحاب الأعمال تحركهم مصالح مشتركة.
