“ذو نواس” أو “يوسف بن شراحبيل”
ذو نواس أو يوسف بن شراحبيل هو أحد ملوك حمير حسب قصص الإخباريين العرب ويروى عنه أنه قتل نصارى نجران لأنهم رفضوا الدخول بالديانة اليهودية.
تشير المصادر العربية أن يوسف بن شراحبيل (468 م – 527 م) ويعرف كذلك باسم ذو النواس الحِمْيَري هو أحد الملوك الحِمْيَريين في اليمن القديم وأحد أشهر اليمنيين اليهود وصاحب مذبحة نجران. ذو نوَّاس الحِميري كان يحمل اسم يُوسُف وهو اسم عبراني صريح ولا شك أنه كان يهودياً، ويبدو أنَّهُ رأى أنَّ استقرار حُكم مملكة حمير يتوقَّف على القضاء على الأحباش الذين استجبلوا المسيحيَّة إلى اليمن، فاضطهد الاحباش المسيحيون اضطهادًا شديدًا، عند ذلك ثارت حفيظة بيزنطة عقدت العزم على دعم الحبشة ضد ذي نوَّاس، وتمَّ إبرام صُلح بين الروم والفُرس.
كانت اليمن منقسمة ما بين اليهود والوثنيين فمنذ القرن الرابع الميلادي بدأ الأحباش والرومان بشن حملات عسكرية نحو اليمن للتبشير بالمسيحية في «العربية السعيدة» إلا أنهم قوبلوا بمقاومة من قبائل اليمن كان الاحباش مسيحيون أرثوذكسية شرقية ويتركزون في ساحل تهامة والمخا وقد احتلوا ظفار يريم عاصمة مملكة حمير بينما كان الحميريين معتنقي لليهودية وهم خليط من قبائل سبئية وعبرانيين وبقيت الوثنية في بعض القبائل البدوية.
لا يوجد نقش أو نص صريح يشير إلى إحراق ذو النواس لأعدائه. ولكن إحراق المدن وإتلافها كان أمرا مألوفا عند ملوك اليمن القديم. وقد روى مؤرخي السريان نقلا عن مؤرخي العرب أن أحداثا مفزعة تظهر قسوة وجدية من قبل ذو النواس ضد الأحباش المسيحيين.
روي أن الجنود الحميريين كانوا يصبون الزيت على المسيحيين ويحرقوهم أحياء في اليمن وقد تكون المصادر السريانية بالغت في تصوير الأحداث إذ جاء في كتاب الحميريين السرياني لمار شمعون الأرشمي حوار دار بين امرأة من اليمن تدعى حبسة بنت حيان وذو النواس واستبق المؤلف التفاصيل بجملة:«إخواننا وأخواتنا وأمهاتنا وأبائنا الذين استشهدوا لأجل المسيح».
شن ذو نواس ومعه كبرى قبائل اليمن حملات عسكرية على الأحباش المسيحيين الغزاة في نجران وظفار يريم وأشهر وقائعه كانت في المخا، قصص الإخباريين العرب بعد الإسلام حاولت الربط بين يوسف ذو النواس وبين حادثة أصحاب الأخدود بظهور يوسف كانت المملكة الحميرية قد اعيدت على أرض الواقع.
وكان يوسف يلقب نفسه بلقب «ملك كل الشعوب» ولم يكن يلقب نفسه باللقب الملكي للحِميَّريين الطويل، ساندته في حملاته العسكرية كبرى قبائل اليمن قبائل همدان وكندة ومذحج ومراد وأعرابهم وأبناء منطقة غيمان بشرق صنعاء و«بيت ذي يزن» وخولان هدم يوسف كنيسة الأحباش في ظفار يريم عاصمة مملكة حمير وشن حملات مشابهة في نجران وعلى الطول الساحل الغربي في تهامة حتى وصل باب المندب.
ليعيق وصول الإمدادات للقوات الحبشية المسيحية المرابطة في اليمن من مملكة أكسوم على الضفة المقابلة المصادر البيزنطية والسريانية المسيحية تذكر ذو النواس وتظهره بمظهر الطاغية اليهودي الحاقد على المسيحيين، ولكنهم يتجاهلون أن الأحباش المسيحيين في ظفار وتهامة ونجران والمخا وغيرها كانوا جنود غزاة من مملكة أكسوم ولم يكن الأحباش المسيحيين في نجران وظفار والمخا بالبراءة التي صورتها بعض المصادر العربية والسريانية،
بل كانوا يريدون إبادة الشعب اليمني بدلالة إحراقهم عدداً من البلدات والقرى والمعابد اليهودية فشل الغزو الحبشي لليمن بتلك الصورة برر تدخل بيزنطة ودعمها لأكسوم وإرسال جيش جديد بقيادة أبرهة الحبشي خلف يوسف اثنان وعشرين ألف قتيل خلال حملاته ضد القوات الحبشية المسيحية في اليمن.
ويشير ابن إسحاق وأبو صالح نقلا عن عبد الله بن عباس في سيرة ابن هشام أن قوم الأخدود قيل أنهم نصارى من نجران. وقال الضحاك أنّ: أصحاب الأخدود هم قوم من النصارى كانوا باليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة، أخذهم يوسف بن شراحيل بن تبع الحميري، وكانوا نيفا وثمانين رجلا، وحفر لهم أخدودا وأحرقهم فيه. وقال الكلبي أن أصحاب الأخدود: هم نصارى نجران، أخذوا بها قوما مؤمنين، فخدوا لهم سبعة أخاديد، طول كل أخدود أربعون ذراعا، وعرضه أثنا عشر ذراعا.