اقتصاد

مدينة الدار البيضاء: قُطب اقتصادي عالمي

Casablanca

تُعَدّ الدار البيضاء (Casablanca)؛ القلب الاقتصادي النابض للمغرب وأكبر مدنه من حيث عدد السكان والحجم الصناعي. تقع على الساحل الأطلسي الغربي للمملكة، وتتميز بمينائها البحري الضخم الذي يعد من أبرز الموانئ في القارة الإفريقية ومنصّة محورية للتجارة الدولية.

  • لمحة تاريخية

تأسست مدينة الدار البيضاء سنة 1515 على يد البرتغاليين، بعد أن دمّروا البلدة القديمة المعروفة آنذاك باسم “أنفا”. لعبت المدينة أدوارا استراتيجية خلال الحرب العالمية الثانية، إذ استضافت مؤتمر الدار البيضاء سنة 1943 الذي جمع قادة الحلفاء لرسم معالم المرحلة المقبلة من الحرب.

  • البنية التحتية والنقل

تحتضن المدينة مطار محمد الخامس الدولي، وهو الأكبر في المغرب ويستقطب ملايين المسافرين سنويا، إضافة إلى شبكة طرق وسكك حديدية متطورة تجعلها نقطة وصل أساسية بين المغرب وأوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.

  • الاقتصاد والصناعة

تُعتبر الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية الأولى للمغرب، إذ تضم أكثر من نصف المصانع الوطنية وتستأثر بنسبة كبيرة من المعاملات التجارية والمصرفية. تشير البيانات إلى أن المنطقة مسؤولة عن:

  • 44٪ من الإنتاج الصناعي الوطني.
  • 33٪ من الصادرات الصناعية المغربية بما قيمته 27 مليار درهم.
  • 30٪ من الاستهلاك الوطني للكهرباء.
  • 30٪ من الشبكة المصرفية الوطنية.

ميناء الدار البيضاء:

يُعد ميناء الدار البيضاء من أكبر الموانئ في شمال إفريقيا، حيث يُمثل مع ميناء المحمدية نحو 50٪ من التدفقات التجارية الدولية للمغرب. ويُستخدم الميناء في تصدير الفوسفاط، إلى جانب مجموعة واسعة من المنتجات مثل المنسوجات، والجلود، والمنتجات الغذائية، والآلات، ومواد البناء.

  • التفاوتات الاقتصادية

أظهرت تقارير شعبة التنبؤات المالية والبحوث في المغرب وجود تفاوتات كبيرة في الدخل بين الأقاليم. ففي منطقة الدار البيضاء الكبرى، بلغ متوسط دخل الفرد 25,918 درهما خلال الفترة 2000-2007، أي ما يقارب أربعة أضعاف بعض المناطق مثل تازة والحسيمة.

الصناعات والقطاعات الرئيسية:

من أبرز الأنشطة الصناعية في الدار البيضاء:

كما تحتضن المدينة مقرات كبرى الشركات العالمية، مثل مكتب هوليت-باكارد الموجّه للبلدان الناطقة بالفرنسية في إفريقيا.

  • العمارة والثقافة:

لا تقتصر أهمية الدار البيضاء على الاقتصاد فحسب، بل تُعد أيضا مركزا حضاريا يعكس تنوّع المغرب. تحتضن المدينة مزيجا من العمارة الفرنسية الكولونيالية والهندسة المغربية الأصيلة، مما يجعلها من أبرز مدن العالم التي تعرض طرازا عمرانيا متنوعا.

  • خلاصة:

إن الدار البيضاء ليست مجرد مدينة كبرى في المغرب، بل هي قاطرة التنمية وواجهة المملكة الاقتصادية والاستثمارية على الصعيدين الإقليمي والدولي. من مينائها الضخم إلى مطارها الدولي وصناعاتها المتنوعة، تظل الدار البيضاء مركزا استراتيجيا للتجارة والاقتصاد في إفريقيا والعالم.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى