اعتراف المغرب بأمريكا: القصة الكاملة
في عام 1777، كان المغرب بالفعل أول دولة تعترف رسميًا باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا، وذلك في عهد السلطان محمد الثالث بن عبد الله، الذي كان يدرك أهمية إقامة علاقات مع القوى الصاعدة آنذاك.
- كيف بدأت القصة؟
في القرن الثامن عشر، كانت المياه الإقليمية الأطلسية تعج بالقراصنة، وكانت السفن الأمريكية تجد صعوبة في التنقل بحرية، خاصة بعد استقلال الولايات المتحدة، حيث لم تعد تتمتع بالحماية البريطانية. وفي تلك الفترة، كانت عدة سفن أمريكية تعبر المحيط الأطلسي بحثًا عن فرص تجارية جديدة.
في 20 ديسمبر 1777، أصدر السلطان محمد الثالث مرسومًا ملكيًا يعلن فيه أن السفن الأمريكية يمكنها الإبحار بحرية في المياه المغربية، وأنها ستكون محمية من القرصنة، مما جعل المغرب أول دولة في العالم تعترف بأمريكا كدولة مستقلة.
- الاتفاقية التاريخية بين البلدين
بعد هذا الاعتراف، سعت الولايات المتحدة إلى تقوية العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، فبدأت المفاوضات التي أفضت إلى توقيع “معاهدة السلام والصداقة المغربية-الأمريكية“ عام 1786، في عهد الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون والسلطان محمد الثالث.
تُعد هذه المعاهدة أقدم معاهدة صداقة ما زالت سارية حتى اليوم بين الولايات المتحدة وأي دولة أخرى، وهي تؤكد المكانة الخاصة التي حظي بها المغرب في الدبلوماسية الأمريكية المبكرة.
- لماذا كان المغرب مهتمًا بأمريكا؟
- تعزيز التجارة: كان المغرب يسعى لتوسيع نفوذه الاقتصادي من خلال التجارة مع الدول الناشئة، وأراد أن يستفيد من الأسواق الأمريكية.
- السياسة الاستراتيجية: المغرب كان دولة قوية في المنطقة، وكان يهدف إلى تعزيز مكانته عبر إقامة تحالفات جديدة خارج أوروبا.
- حماية السفن المغربية: إقامة علاقات مع أمريكا يعني توسيع دائرة الحلفاء في مواجهة التهديدات البحرية.
- دور جورج واشنطن في القصة
بعد توقيع المعاهدة، أرسل الرئيس جورج واشنطن رسالة شكر للسلطان المغربي، وأعرب فيها عن امتنانه لدور المغرب في الاعتراف المبكر بالولايات المتحدة، واعتبره “صديقًا عزيزًا للأمة الأمريكية”.
- علاقة تاريخية ما زالت مستمرة
ما بدأ كتحرك دبلوماسي استراتيجي من المغرب تطوّر ليصبح علاقة دبلوماسية طويلة الأمد، حيث استمرت الصداقة بين البلدين حتى اليوم، ويظل المغرب حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في شمال إفريقيا.
هذه القصة ليست فقط دليلًا على حكمة السلطان محمد الثالث، بل تُظهر أيضًا كيف كان المغرب جزءًا من تاريخ العلاقات الدولية قبل حتى أن ترسخ أمريكا مكانتها كقوة عظمى!