شعر

جمالية الرمز والأسطورة في شعر “السياب”

تقديم

ترتبط الأسطورة بالتاريخ، وتستمد قوتها مما تمثله في المخيال العام، وفي ثقافة الشعوب من حكمة، خاصة إذا نظرنا إليها على أساس أنها قصص ووقائع حدثت في زمن ما. لقد اعتبرت الأساطير فن الإنسان البدائي، كونها خليطا من التأمل والدين والعلم والتاريخ والسحر كما يقول ميخائيل مسعود[1].

فهذا بالإضافة إلى ما تحمله من قيم روحية وفكرية وجمالية وإبداعية هو ما سمح لها أن تصمد وتستمر في كل الأزمنة والعصور، وتتحول من قصص محلية خاصة بشعب معين إلى حكايات إنسانية تهم كل الإنسان في كل مكان وزمان. وما زاد من سلطة الأساطير لجوء الكتاب والمبدعين والفلاسفة والشعراء إليها، واتكاؤهم عليها، في محاولة لإعادة بعثها أو على الأقل للتلميح على استمرارها في حياتهم وواقعهم المعيش.

وقد كان الغربيون أكثر اعتمادا على الرموز والأساطير، الشيء الذي أخذه عنهم الشعراء العرب الذين نجحوا في إعادة بعث وتوطين هذه الأساطير في الثقافة العربية. ويعد بدر شاكر السياب من أكثر الشعراء الرواد ارتباطا بالرمز والأسطورة، أولا بسبب تشبعه بالثقافة والشعر الغربيين وتأثره بالكثير منهم وخاصة ت س إليوت وورد زورث[2]، وثانيا بما عاشه من ظروف وتقلبات جعلت منه شاعر الحزن والمرض والموت بامتياز. فما المقصود بالأسطورة؟  وما علاقة السياب بها ؟ وكيف طغت على جل أشعاره؟ ولماذا اعتمد عليها عليها في جل قصائده؟


1 ـ الأسطورة وإشكالية تحديد المفهوم.

يثير مفهوم الأسطورة الكثير من اللبس وسوء الفهم خاصة عند استعماله في مقابل كلمة(mythe)، وذلك لاختلاف المفهومين ما بين العرب والغرب، فالمعاجم العربية القديمة، بما فيها لسان العرب، تكاد تجمع على أن الأساطير هي الأباطيل والأكاذيب والأحاديث التي لا نظام لها[3]،

باستثناء الزمخشري في أساس البلاغة، الذي اعتبر أن الأسطورة هي “الأحاديث العجيبة”، لكن المستغرب هو أن المعاجم العربية المتأخرة لم تسع إلى تجديد مفهوم الأسطورة والدفع به إلى الاقتراب من مدلول كلمة (mythe) عند الغرب التي تعتبر أن الأسطورة تقديم تصور ما عن حدث أو شخص كان له وجود تاريخي، أو أنها تقديم تصور مثالي عن حالة معينة من حالات البشرية في الماضي.

فالفرق واضح بين المصطلحين بمفهومهما العربي والغربي، وإن بعض الغربيين قد اعتبروا أنها حكايات خيالية مرتبطة أكثر بما هو ديني. تقول نبيلة إبراهيم:” الأسطورة عند الإغريق تتحدد بالحكايات الإلهية ومغامراتهم وأفعالهم التي تهم الإنسان وتختص بعالمه”[4]. لكننا نجد أنفسنا، خاصة في أفق بحثنا هذا، والمرتبط بالأسطورة والرمز عند السياب، أقرب إلى تمثل المفهوم الغربي منه إلى المفهوم العربي الذي يرهن الأسطورة بالأكاذيب والأباطيل. يقول بول ريكور(Paul Ricœur): “إن الأسطورة ليست تفسيرا خاطئا عن طريق الصور والخرافات،


ولكنها حكاية تقليدية تتعلق بأحداث وقعت في الزمن الأول، ومخصصة لتأسيس كل أشكال الفعل والفكر اللذين من خلالهما يفهم الإنسان داخل عالمه”[5]. أما برونسلاف مالينوفسكي فيرى أن: “الأسطورة ليست فقط حكاية ولكنها واقع معيش، أو حدث وقع في فترة قديمة جدا ولا يزال يمارس تأثيره على العالم وعلى المصائر البشرية”[6]، وهو ما يقر به كلود ليفي ستراوس الذي يعتبرها:” حقائق وقعت في زمن بعيد، لكن ما يعطيها قيمتها العملية أن النمط الخاص الذي تصفه يكون بلا زمن، فهي تفسر الماضي والحاضر والمستقبل”[7]. مواصلا أنها “تشتمل على الزمن القابل للإعادة”[8].


لقد اقتصرنا على هذه التعاريف، لأننا رأينا أنها قاربت المعنى والمفهوم، باعتبار أن الأسطورة حدث وقع في زمان ما، فهي ليست حكاية ولكنها واقع معيش في عصور قديمة، تداخل مع المعتقدات الشعبية والخيال حتى غدا حكاية، وتبقى نقطة الاختلاف بينها ما انتبه إليه مالينوفسكي من كونها حدث لا يزال يمارس تأثيره على العالم وعلى المصائر البشرية، ووضحه ستراوس بقوله أنها تشتمل على الزمن القابل للإعادة،  بمعنى أنها لا تزال- كحدث- قادرة على التفسير والخلق والتأسيس، وهو ما اعتبره بروهيي (Brehier) تمديدا لهذه التجربة في الماضي وفي المستقبل الذي لا يوجد إلا في الخيال[9].


إن الأسطورة دين وعلم وفلسفة عند الإنسان البدائي، فهي الحكمة التي اكتسبها انطلاقا من صراعه الأبدي مع الطبيعة. هذا الصراع الذي قادته كائنات خارقة وعجيبة، تغذت من المخيال الشعبي وارتفعت لدرجة الألوهية، سواء أكانت أنسانا أو حيوانا أو نباتا، حتى وصلت إلينا بخيال جامح على شكل حكايات لا تصدق. فرضت على الجميع تصنيفها إلى جانب الخرافات والاختراعات،

وأنها رغم كل ذلك لا تخرج عن الواقع، وإنما تقوم داخله، ولهذا يجب أن تفهم كما كانت تفهم في المجتمعات البدائية، باعتبارها حكاية حقيقية ذات دلالة وذات قدسية، أو كما يقول مرسيا إلياد باعتبارها قصصا تحكي أشياء مقدسة على أساس أنها وقعت فعلا، هذه الأشياء التي غالبا ما تتعارض مع الحقيقة[10].

فبالإضافة إلى هذه التعاريف يبقى أقرب تعريف لواقع الأسطورة وأكثرها إحاطة بها ما أورده قاموس (Le petit Robert) الذي أكد أن:” الأسطورة عرض لمعطيات وشخصيات حقيقية شُوّهت أو ضُخمت عن طريق التخييل الجماعي”[11]،

بمعنى أن الأساطير هي أحداث وقعت فعلا في زمن ما ومكان ما، غير أن تواردها لقرون شعبيا شوه وضخم من وقائعها، وحول أبطالها إلى شخصيات خرافية يصعب تصديقها اليوم. وهو ما يؤكده مالينوفسكي بقوله “إن الأسطورة لم تظهر بدافع البحث والمعرفة، ولا علاقة لها بالبواعث النفسية الكامنة، بل هي تنتمي إلى العالم الواقعي، وتهدف إلى ترسيخ عادات قبلية أو تدعيم سيطرة عشيرة أو نظام اجتماعي”[12].


لقد اختلفت رؤى العلماء للأسطورة، فعلماء النفس يعتبرون أن الأساطير نشأت وجاءت لتسكين مخاوف الإنسان من المجهول، ولإشباع لذته التي فرض عليها أن تقمع وتكبت. فالأسطورة ليست حلما لأنها تتجاوزه إلى اليقظة، يقول مرسيا إلياد:” قد تعبر الأسطورة عن حنين للماضي(…) لأنها تسكن النشاط اللاشعوري والشعوري لكل إنسان”[13].

أما علماء الاجتماع فيرون أنها شاهدة على وظيفة قديمة[14]، وأنها نتاج قصور العقل البشري في مراحله الأولى، أو ما يسمونه الغباء البدائي أو طفولة الإنسانية. لكن إذا كانت الأسطورة نتيجة لغباء بدائي[15]، فما سر استمرارها وبقائها متوهجة في عالمنا إلى اليوم؟ ولماذا الاتكاء عليها وعلى رموزها بهذا الشكل المكثف؟ يجيب ستراوس عن ذلك قائلا: “القصص الأسطورية تبدو بطريقة تحكمية بلا معنى وعبثية، ومع ذلك فإنها تعاود الظهور في مختلف أنحاء العالم”[16].

وهو ما سارت عليه كارين ارمسترونغ ربط الأسطورة بالبدائية وتخلف العقل البشري حين قالت إن: “من الخطأ اعتبار الأسطورة نمطا متدنيا من التفكير، لأنها تظاهر بالاعتقاد، وتعالي عن عالمنا المأساوي، ومحاولة مساعدتنا على الإجابة على سؤالنا: ماذا لو؟”[17].

وما يؤكد طرح ارمسترونغ هو أن الأساطير صمدت زمنيا ولم تسقط أمام الدقة والتجربة وكثرة الأسئلة التي تفرضها المناهج التجريبية. وفي الأخير نشير إلى أن هناك تداخل بين الرمز والأسطورة، فالأسطورة حكاية أو حدث لهما أبطال، تحولوا مع مرور الزمن إلى رموز، بالإضافة إلى أن هناك من الرموز الدينية التي تداخلت حكاياتها مع الأسطورة،

وهي ليست بالضرورة أحداثا عجائبية أو خرافات، بقدر ما هي حقائق لا تزال تمارس، هي ورموزها، الكثير من التأثير في عصرنا الحالي، ناهيك على أن الأساطير تتوالد والرموز تخلق وتتشكل يوما بعد يوم، خاصة أن الكثير من غير البدائيين ومن العصور القريبة قد استطاعوا أن يتحولوا، بفضل ما حققوه من إنجازات خارقة، إلى أساطير قد تحكى للأجيال القادمة.


2 ـ  السياب والأسطورة

2 ـ 1 ـ الأسطورة تماه مع الذات والواقع

يرتبط لجوء الشعراء إلى الأسطورة بتجربتهم الإبداعية، وبأحاسيسهم النفسية والذاتية والجماعية، فالرمز والأسطورة يزودان الشاعر بأبعاد أخرى قادرة على تشكيل دلالات وإيحاءات تصور قضايا واقعه، ومشكلاته الكبرى وهمومه وانفعالاته، فيتخذ الأسطورة وسيلة للتعبير الرمزي غير المباشر للواقع، فينهل من روافد الأسطورة، وينقلها من كونها مجرد حدث عابر، أو تاريخ مضى، إلى رؤية جديدة تصور الواقع الحاضر، وتبلور مشاعره ومواقفه ورؤاه حول واقعه،

وترصد تجربته الذاتية بلون مغاير. فاعتماد الأسطورة والإغراق في استدعاء الرموز تفرضه الحالة النفسية والإبداعية للشاعر، كونها تمنحه مجالا واسعا للتعبير، كما تمنحه فرصه لتقديم نفسه رمزا وأسطورة من خلال التماهي التي لم تخضع لقوانين الفناء، واستطاعت الخلود. في هذا السياق عاش السياب، شاعرا كبيرا، ورائدا من رواد القصيدة العربية، إلا أن نجاحه كشاعر لم يكن يوازيه نجاح في باقي حياته، سواء العاطفية أو العملية أو العلمية أو السياسية، ليعيش حياة المرض والبؤس والتشرد، حاملا معه الموت والألم حيثما رحل.

لهذا كان من الطبيعي أن يلجأ شاعر كالسياب لهذه الأساطير والرموز، أولا ليغني شعره بأساليب تعبيرية ذات حمولة دلالية كبيرة، وثانيا ليقول للقارئ أنه ليس من هذا العالم، أو أنه لا يليق به العيش في عالم كهذا، فإذا كان الإنسان القديم قد لجأ أحيانا إلى الأسطورة لتفسير ما يحيط به من ظواهر كونية في أطار صراعه مع الطبيعة، فالسياب اعتمد على الأسطورة للتعبير عن معاناته كما يقول في أكثر من قصيدة، مثل ما يقوله في قصيدة غريب عن الخليح:

ـ أنا المسيح يجر في المنفى صليبه[18].

أو  كما قال في قصيدة مرحى غيلان:

 ـ هبوا فقد ولد الظلام

أنا المسيح أنا السلام[19].

أو كما قال في قصيدة المخبر :

ـ كي لا أكون وريث قابيل اللعين[20].

وفي قصيدة من رؤيا فوكاي :

ـ قابيل باق وإن صارت حجارته سيفا

وهابيل ما قاضاه بارئه على خلقه

ثم ردت باسمه الأمم[21].

كما أشار في قصيدة مرحى غيلان إلى سيزيف قائلا :

ـ يا سلم الأنغام أية رغبة في قرارك

سيزيف يرفعها فتسقط للحضيض مع انهيارك[22].

ليواصل مع سيزيف نفسه :

وعر هو المرقى إلى الجلجلة

والصخر يا سيزيف ما أثقله !

الصخرة الآخرون[23].

لقد استعان السياب بالمسيح وسيزيف وقابيل تعبيرا منه عما يحمله من معاناة تتماهى معا ماعانوه من عذاب وقتل وحزن، وعدم فهم، خاصة استحضاره للمسيح الذي لا يكاد يستغني عنه في كل قصائده، يقول:

 ـ من ذا الذي يحمل عبء الصليب

في ذلك الليل الرهيب؟

من ذا الذي ينزل المصلوب عن لوحه

ويطرد العقبان عن جرحه ؟[24]

 ثم يقول مستلهما روح سيزيف الذي يشترك معه في المعاناة :

    ــ سيزيف ألقى عنه عبء الدهور

    واستقبل الشمس على الأطلسي

    آه لوهران التي لا تثور.[25]

أما في قصيدة سفر أيوب فاستدعى واحدا من رموز الأسطورة الغنية الدلالة، الحامل لكل أنواع الابتلاء من فقر ومرض وموت أهل، والذي لم يقهره الصبر، نبي الله أيوب عليه السلام :

  ـ وإن صاح أيوب كان النداء

    لك الحمد يا راميا

   وياكاتبا بعد ذلك الشفاء .

لقد اشترك السياب مع كل هؤلاء في كل ما عانوه من وحدة وغربة وفقر ومرض ومعاناة وموت وحزن وألم وتيه ، لهذا كان من الطبيعي أن يستحضر أرواحهم ويتلبسها كنوع من التماهي، واستمرار المعاناة للأبد.

2 ـ 2 الأسطورة تحد للواقع والفناء

ليس السياب أول من استعمل الأسطورة والرمز في شعره، لكنه بحق أكثر من أغرق في استعمالهما. لدرجة أنه صار رمزا من رموز الكتابة الأسطورية في الشعر العربي. حيث كان يجمع الأساطير والحكايات الشعبية من كل الحضارات ويضمنها قصائده، وقد سئل ذات يوم عن سر هذا الإغراق في استعمال الرموز والأساطير فقال:” إن الكلمة العليا في عالمنا اليوم هي للمادة وليست للروح”[26].

ولأنه كان ذلك الفتى البدوي القلق الذي يطمح إلى إعادة ترتيب العالم وفق تصوره المثالي. فقد لجّ في اللجوء إلى الأساطير، لأنها تضمن له هذا الطموح وتمكن منه كما يقول صديقه إليوت الذي يرى أن استلهام الأدباء للأساطير راجع إلى بحثهم عن إحداث توازن استمر بين العالمين القديم والجديد، للسيطرة على تلك الصورة العريضة من العقم والفوضى التي تكون تاريخنا المعاصر[27] .

تسمح الأسطورة للأديب بالبحث عن الدلالات والمعاني المثلى من خلال التعبير رمزيا عن الأفكار والتصورات والوقائع، وهو ما مكّن السياب من تجاوز واقعه المعيش المأساوي والمؤلم، والمليء بالتناقضات وخيبات الأمل، وساعده على الانفتاح على الزمن البدائي. فنهل منه وقائعا (أساطير). كرّر أحداثها في قالب فني بديع.

والأمر بهذا الشكل لا يعد نكوصا إلى الوراء بقدر ما يعد هروبا ورفضا لهذا الزمن – المسخ-، الذي طغت عليه الماديات والحروب والآلام. لأنه، وهذه من أهم ميزاته، كان ملتصقا بالجماهير، يعبر عن أحلامها، وقد نجح في إعادة العلاقة الوثيقة بين الجماهير والقصيدة الشعرية يقول سعيد علوش في هذا الصدد: “أعاد السياب للقصيدة العربية ارتباطها بقضية الجماهير،عن طريق كثير من تفاصيل الحياة اليومية إلى رموز ذات أبعاد ودلالات”[28].

إن ارتباط الشاعر بالأسطورة لا يعني انفصاله عن واقعه، بل إن شدة ارتباطه بواقعه هي ما دفعته إلى استدعاء الأسطورة للتعبير عن رفضه لهذا الواقع الذي يجب أن يتغير. وأن الأمر يحتاج إلى رموز خارقة وخيالية توفرها له الأساطير. دون أن ننسى ما في الأمر من تأثر بهذه الرموز،لأن الأسطورة مرآة يرى فيها المبدع نفسه كما يقول جاك فيدال[29]. يقول السياب في قصيدة مرحى غيلان :

ـ تموز عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح[30].

كما يقول في نفس القصيدة :

ـ وهبته عشتار الأزهار والثمار.

أما في قصيدة رؤيا عام 1956 فيقول :

ـ يا لعشتاراتنا يبكين تموز القتيل[31].

   فالسياب حينما يستحضر تموز إله الخصب، فإنه يشحنه بدلالات متعددة، قد تتجاوز الواقع لتصل إلى تشبيه الشاعر ذاته بهذا الإله، الذي يحتاج إليه الوطن، خاصة أنها آلهة الخلق. فاستحضار هذه الرموز برمزيتها وعجائبيتها إيحاء بأن في الشاعر شيء منها ومن خوارقها. وأنه مستعد للموت إن كان ذلك سيساعد على ميلاد واقع جديد مثلما حدث لهذه الرموز الأسطورية:

ــ مت كي يؤكل الخبز باسمي،

                               لكي يزرعوني مع الموسم

كم حياة سأحيا: ففي كل حفرة

صرت مستقبلا، صرت بذرة[32].

2 ـ 3 ـ الأسطورة بعث وميلاد جديد

إن حضور الأسطورة عند السياب مرتبط ارتباطا وثيقا بالموت الذي  حمله بين جوانحه منذ الطفولة، وعرفه عن قرب حين أصاب أفراد عائلته. ولكي ينهي صراعه الأبدي مع هذا الموت فقد سعى إلى تبني مفهوم موت بعثي، يعتبر الموت ميلادا حقيقيا، مستحضرا لذلك رموزا أسطورية تليق لتمثيل هذا المفهوم كالمسيح وسيزيف وتموز. يقول :

ـ أهو بعث، أهو موت، أهي نار أم رماد ؟

…….

الموت الزائف خاتمة

لحياة زائفة مثله

والبعث الزائف عاقبه

للموت الزائف قبله[33].

وقد أورد السياب في قصيدة من رؤيا فوكاي[34] أسطورة صينية حزينة تمثل هذا الخلود الأبدي الذي ظل السياب ينشده، وتتحدث عن فتاة عذراء تدعى كونغاي، كان أبوها الملك قد طلب من  أتباعه صنع ناقوس من الذهب والفضة والحديد والنحاس، ولما بدأ العمال في تذويب المعادن، رفضت المعادن أن تتحد، فلما استشارت البنت كونغاي العرافين أخبروها أنها لن تتحد إلا إذا امتزجت بدم فتاة عذراء، الشيء الذي دفعها لترمي نفسها في القدر، لتتحد المعادن ويصنع الناقوس.

الجميل أن السياب قد خلد الأسطورة بما فيها من حزن ظل مرافقا لكل رنة جرس، بل أعطى رنة الجرس صوتا وكأن الناقوس يقول عند طرقه “كونغاي”، هذا الصوت الذي ضمن الخلود لصاحبته، قد استمر في إثارة حزن الملك، يقول السياب:

ـ مازال ناقوس أبيك يقلق المساء

بأفجع الرثاء[35].

أما في قصيدة رؤيا 1956 فأورد رمزين من رموز البعث والإحياء وهما العازر وهو الشاب الذي أحياه المسيح وشخنوب العامل الذي كان نائما في النعش ويحمله المتظاهرون والذي ما لبث أن وقف متمشيا بعد سقوط النعش من على أكتاف العمال:

ـ العازر قام من النعش

شخنوب العازر قد بعثا

حيا يتقافز أو يمشي[36].

لكن الملاحظ أن السياب لم يقتصر ولم يركن إلى الأساطير العراقية البابلية القديمة فقط، بصفتها أساطير مؤسسة من ثقافة مجتمعه، بل تجاوزها إلى  أساطير فينيقية وإغريقية وشرقية وعربية، مسيحية ومسلمة ويهودية، مسلما بأن الأساطير حكايات قدسية وقعت في زمان ما وفي مكان ما، وتصلح لأن تكون أنموذجا لكل الإنسانية المعاصرة المغرقة في ماديتها وفراغها الروحي. ليؤكد استمرار هذا الصراع كنوع من التحدي لدرجة أنه كان يطلب الرمز بحثا عن مهدئ لأعصابه[37]، خاصة أن للأسطورة كما تقول كارين أرمسترونغ أصول مستندة إلى تجربة الموت والخوف من الفناء[38].

لقد حاول السياب أن يبين، من خلال الرموز والأساطير، أنه قادر على قهر الموت كما قهرته هي، وأنه سيبقى رغما عن أنف الموت الذي رافقه منذ الميلاد. فكان هاجسه الأول والأخير، وهو بذلك سيبقى خالدا كباقي الرموز الأسطورية حتى بعد الموت الذي يتوقع قدومه في أي لحظة.

ـــ إن موتك فيه بعثك

   أبد من الملكوت.[39]

             ــ ليولد تحت صخرة كل شاهدة وليد.[40]

            ــ في ذلك الموت المخاض.[41]

            ـــ وسار إلى قبره

              ليولد في موته من جديد.[42]

إن إيمان الشاعر بهذا الموت يدخل في إطار استحواذ فكرة الموت عليه، وفي إطار صراعهما الأبدي الذي لم يجد الشاعر بدا من قهره، أولا بتحديه وطلبه والدعوة إليه:

                         ــ أريد أن أموت يا اله[43]

وثانيا بالتأكيد على أن في هذا الموت بعث وميلاد جديد:

                          ــ وتجهل أن موتك فيه بعثك[44].

   والدنيا سلم يفضي إلى أبد من الملكوت.

أو كما يقول في قصيدة: سهر[45]:

    ــ سهرت، يرن صوت الموت في أذني كالزلزال

  أنا الباقي بقاء الله أكتب باسمه الآجال[46].

 

إن ما يثير في استعمال السياب للأسطورة أن هذه الرموز الأسطورية تتكرر في القصيدة الواحدة، كما تتكرر من قصيدة إلى أخرى لدرجة أن دواوينه تكاد تكون حوارا بين هذه الرموز والأساطير، ما يؤكد سعة اطلاعه على الكثير من الأساطير ومن كل الثقافات. وقد حاولنا إدراج هذه الأساطير ولو بالإشارة لها، وهو ما عجزنا عنه لكثرتها، فهو لم يكتف بالاعتماد على غالبيتها، بل أضاف إليها الكثير، حيث نجح في إغناء حقل الأسطورة، وسنورد أبرز ما اعتمده السياب من أساطير في شعره ومنها:

  • آشــور: مدينة عراقية قديمة،كانت عاصمة للآشوريين خلال ق11 قبل الميلاد.
  • أثينا: رمز الحكمة.
  • بابل: رمز تاريخي يحيل إلى حضارة بلاد الرافدين.
  • المسيح: مخلص البشرية حسب العقيدة المسيحية ورمز للفداء.
  • المرأة : رمز للأرض والخصب والعطاء.
  • الطوفان: رمز للثورة كما يمكن أن يكون رمزا للتطهير والتجدد.
  • لوركا: والمقصود به كارسيا لوركا، شاعر اسباني ورسام وعازف بيانو من أدباء القرن العشرين، قتل في الحرب الأهلية الاسبانية.
  • طاغور: وهو فيلسوف هندي وشاعر، له شعر ومسرحيات ومقالات في الفلسفة والدين والسياسة، تحدث في أدبه كثيرا عن الفقراء والفلاحين والبسطاء..
  • المطر: قد يرمز للحياة والبعث والخصب كما قد يرمز للموت.
  • الريح: ترمز للدمار والقوة.
  • أيوب: رمز ديني يرمز للصبر والتجلد، كما كان عليه النبي أيوب عليه السلام في لحظة مرضه وسقمه.
  • زرقاء اليمامة: امرأة في العصر الجاهلي، يضرب بها المثل في حدة البصر، شيّد لها قومها برجا لمراقبة الأعداء على بعد ثلاثة أيام، لكن الأعداء ألقوا عليها القبض.
  • سارق النار: يرمز للتضحية والخلاص والكفاح وهو بروميتيوس.
  • السندباد: رمز الرحلة المغامرة.
  • سيزيف: الاستمرار والعمل وتكرار الفعل لتحقيق الهدف، والنضال والصراع والكفاح نحو الأعلى والتفاؤل.
  • فينوس(Venus): رمز القوة الخلاقة والجمال والحب.
  • أفروديت: رمز الحب والجمال.
  • أبولو: رمز الموسيقى والشعر والنور.
  • مينيرفا(Minerva): رمز الذكاء والجمال.
  • إيروس وسهمه الشهير : رمز الوقوع في الحب.
  • بينيلوب(Penelope) : رمز الوفاء والصبر والانتظار حتى يتحقق الهدف.
  • يوليسيز(Ulysses) : رمز البطولة والذكاء والعودة بعد طول غياب.
  • أوديب: رمز صراع الإنسان مع قدره ، والبحث عن الذات.
  • نارسيس(النرجس ): رمز الغرور والأنانية.
  • شهرزاد: رمز الفطنة والدهاء للمحافظة على النفس والهروب من الهلاك.
  • شهريار: رمز التجبر والتسلط والفراغ.
  • أسطورة الفينيق: وهو طائر جميل كالنسر، يذهب إلى مصر في هيليوبلس/معبد رع(إله الشمس) كلما أحس بقرب أجله، فينشئ محرقة موته بنفسه، فيشعل النار فيها فيحترق فيها ويصير رمادا.
  • أسطورة تموز :أسطورة بابلية ترمز للحياة والخصب والانبعاث من جديد، وهو إله صرعه خنزير فقتله، فبحثت عنه حبيبته “عشتار” فوجدته في العالم السفلي فقبّلته وأعادته إلى الحياة.
  • أسطورة أوديسيوس: أسطورة التيه الذي يعقبه اللقاء، تحكي قصة أوديسيوس الذي عاد من حرب طراودة، فَضَلَّ الطريق في البحر لعشر سنين، فانتظرته زوجته “بينيلوب” حتى عودته.
  • أسطورة سندباد: أسطورة التيه الذي يعقبه اللقاء، وهو رحّالة قام بعدة رحلات لقي فيها الأهوال والمخاطر وعاد محملا بالثروة.
  • أسطورة بروميثيوس: أسطورة التيه والعذاب الأبدي، تحكي معاقبة كبير الآلهة “زيوس” لبروميثيوس الذي سرق نار الحكمة من السماء، وأهداها إلى البشر في الأرض، ليكون فيها خلاصهم وسعادتهم، فسلّط عليه نسرا يأكل كبده في النهار، فَيُخلقُ مجددا في الليل وهكذا دواليك، ليعيش في عذاب أبديّ.
  • أسطورة سربروس: أسطورة كلب عجيب الخلقة، له ثلاثة رؤوس مفتوحة الأفواه، وتكسو شعره وظهره ثعابين مخيفة، وهو يحرس مملكة الموت أو العالم السفلي. يرمز للفتك والقتل والدمار.
  • أسطورة سبارتكوس: أسطورة الثورة والكفاح من أجل تحقيق الحقوق.
  • أسطورة عشتار: ألهة الحب والخصب عند الأشوريين والبابليين.
  • أسطورة جلجامش: ملحمة سومرية تحكي رحلة البحث عن الخلود، تتحدث عن ملك اسمه جلجامش، يكرهه شعبه لأفعاله السيئة، إذ يستخدم الناس ويستعبدهم لبناء سور عظيم، فحصل على عشب سحري يعيده لمرحلة الشباب، فقرر أن يأخذه لوطنه، ويجربه على رجل عجوز، لكنه في طريق عودته اغتسل في نهر، فسرقت منه أفعى العشب، ثم عاد صفر اليدين، يشاهد السور الذي بناه،ففكر بأن عملا ضخما كسوره هو أفضل طريق للخلود.
  • أسطورة أورفيوس: هو بطل أسطوري، وهبته الآلهة مواهب موسيقيه، يتميز بعذوبة صوته و جمال عزفه على الآلات الموسيقية و خصوصا القيثارة، نزل إلى العالم السفلي حيث الأشباح والآلهة لاستعادة زوجته، فسحرهم بجمال عزفه، واستعاد زوجته، لكن اشتُرط عليه أن يمضي وزوجته خلفه ولا يلتفت إلى الوراء إلا بعد الخروج من العالم السفلي، لكنه خالف هذا الشرط فكان مصيره أن اختفت زوجته.

كما توجد شخصيات تاريخية قديمة وحديثة دخلت مجال الأسطورة منها شخصيات دينية وأخرى سياسية، أشهرها:

  • يوسف – عليه السلام – رمز الجمال والمعرفة والخير وحسن التدبير.
  • أبو زيد الهلالي: رمز البطولة العربية.
  • عنترة: رمز القوة والشدة والبطولة والعفة والوفاء.
  • البسوس، داحس، الغبراء : رموز الحروب الطويلة لأتفه الأسباب.
  • قابيل: رمز الشر.
  • هابيل: رمز ضياع الحقّ.
  • يأجوج ومأجوج: رمز الفساد في الأرض.
  • أيوب: رمز الصبر.
  • تشي غيفارا (Che Guevara) : رمز الحرية ورفض الظلم.
  • جميلة بوحيرد: رمز المرأة المناضلة والصامدة والمتحدّية لقوى الشرّ والطغيان والاستعمار.

كما وردت في شعر السياب رموز واساطير أخرى منها عوليس[47]، وفيقة[48]، حفصة[49]، بودلير، نرسيس[50]، تنتلوس[51]، آدم، هرقل، الحسن البصري، جنيكزخان[52]، جعفر[53]، فوكاي[54]، غارسيا لوركا[55]، ، العازر[56]، بابل، ارم ذات العماد، ووردزورت[57]، لوى مكنيس[58]، سقراط، اوديب[59]، ميدوز[60]، السيرين[61]، عقارب الرقاع[62]، كاوا[63]، هومير[64]، زيوس[65]، سربروس[66]، برسفون[67]، افروديت، ابولو، بويب، كولمبوس، حواء، سازاكي، الطوفان، المغول، العنقاء، عجل سيناء، اللات، ميدوز، يحيى، هيروشيما، قمة الأولمب ، الحلاج ، كراب(krupp) [68]، ايفل ،الجلجلة ، أبرهة، دجلة ، هرقل، هومير، بلاط الرشيد، يهودا ، بيت لحم، والعذراء…

خاتمة

لقد نجح السياب في توحيد الأسطورة مع الواقع وتجلى ذلك في محورين رئيسيين، محور المطر والخصب واليباب ومحور الموت والميلاد والانبعاث. مستعينا بكل ما تحمله هذه الأساطير – بصفتها نماذج أزلية- من مضامين استطاع أن ينفذ بها إلى أعماق النفس البشرية. يقول الدكتور إحسان عباس عن الأسطورة في شعر السياب وذلك في كتابه “دراسة في حياة السياب وشعره”: “والأسطورة في مجموعها خير ما يرمز للعراق، حين يدرس فيه معنى الخصب والجفاف، وحكم الكهنة والقرابين.

وهي أسطورة تمثل الحضارة الزراعية ولهذا تصلح أن تكون ملاذا للشاعر الهارب من أخيلة اليسار الصناعي، ومن طغيان المدينة الكبيرة ذات الحياة الآلية”[69]. فعلاقة السياب بالأسطورة كانت تتحكم فيها عدة عوامل أهمها:

  • علاقته بذاته، أي بماضيه وما رسخ فيه من معاناة وآلام.
  • علاقته بالحياة والموت من خلال رؤيته للمصير الإنساني.
  • تأثره بالشعر الغربي وخاصة صديقه ت س اليوت ووود زوورث.
  • دافع الخلق الذاتي، أي اللجوء من خلال الشعر للتأسيس لعالم مثالي. يعوض به عالمه الحقيقي البئيس، خاصة وأن الأساطير التي لا تزال تحتفظ بحرارتها وبقيمتها الدلالية توفر للشاعر هذا الخلق، ناهيك عن إيمانه بالموت الأسطوري أو “العود الأبدي الذي يؤكد أن جميع الكائنات الحية تولد في كل دورة ولادة جديدة”[70].

  • لائحة المصادر والمراجع

  المصادر:

ـ ابن منظور ، لسان العرب، ج 4 ، دار صادر ، مادة سطر، بيروت، د س.

ـ السياب، بدر شاكر، ديوان بدر شاكر السياب،مج1 دار العودة، بيروت 1971.

ـ السياب، بدر شاكر، ديوان بدر شاكر السياب،مج2 دار العودة، بيروت 1974.

ـ  السياب بدر شاكر ، ديوان بدر شاكر السياب ، مجلد 1 , 2  مكتبة بغداد، بيروت ، 2016.

 

المراجع  بالعربية

ـ إبراهيم نبيلة  ، البطولة في القصص الشعبي ، سلسلة كتابك، ع 14، دار المعرفة ، القاهرة، 1977.

ـ خليل جحا ميشال ، الشعر العربي الحديث “من احمد شوقي الى محمود دروش” دار العودة بيروت، 1999.

ـ أرمسترونغ كارين ، تاريخ الأسطورة ، ترجمة وجيه قانصو، الدار العربية ناشرون، بيروت، 2008.

ـ علوش ناجي ، مقدمة ديوان بدر شاكر السياب، مج 2 دار العودة ، بيروت.

ـ ستراوس كلود ليفي،  الأسطورة والمعنى، ترجمة عبدالحميد شاكر، سلسلة المائة كتاب، بغداد، 1986.

ـ لوليدي يونس، الاسطورة ” بين الثقافة الغربية والثقافية الاسلامية”، انفوبرانت، فاس ط 1، 96 .

ـ محمود محمد، الحداثة في الشعر العربي المعاصر، الشركة العالمية للكتاب، بيروت، 1996.

ـ مسعود ميخائيل، الأساطير والمعتقدات العربية قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، 1994

المراجع باللغات الأجنبية

ـEliade Mircea ; Mythes ,rêves et mystères, ed. Gallimard, Paris,1981 .

ـMagic Malinowski , science and religion ,Garden city ,New York, 1954 .

ـRobert Paul ; Le nouveau petit robert , dictionnaire du français, la s i r c, marigny le  chatel, France , 1993 .

ـ Straus,c,levi ; structural Anthropology ,penguln books, 1972.


  • المجلات

السامرائي ماجد ، من الحلم إلى الأسطورة، قراءة في المتخيل الرمزي عند السياب، الآداب ع فبراير 96،44 .

 ميخائيل مسعود، الأساطير والمعتقدات العربية قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، 1994، ص 115.[1]

 شاعر إنجليزي تأثر به الشاعر كثيرا وقد رثاه بعد موته .[2]

 ابن منظور ، لسان العرب، ج 4 ، دار صادر ، مادة سطر، بيروت، د س، ص 363.[3]

 نبيلة إبراهيم : البطولة في القصص الشعبي ، سلسلة كتابك، ع 14، دار المعرفة ، القاهرة، 1977، ص 10.[4]

 يونس لوليدي: الأسطورة ” بين الثقافة الغربية والثقافية الإسلامية”، انفوبرانت، فاس ط 1، 96 ، ص 7.[5]

 نفسه.[6]

[7] Straus,c,levi ; structural Anthropology ,penguln books, 1972,p209.

[8] Ebid ,p 209.

  المرجع السابق، ص9.[9]

[10] Mircea Eliade ; Mythes ,rêves et mystères, ed. Gallimard, Paris,1981 ,p 21.

[11] Paul Robert ; Le nouveau petit robert , dictionnaire du français, la s i r c, marigny le chatel, France , 1993 ,p1465.

[12] Malinowski ; Magic, science and religion ,Garden city ,New York, 1954 ;p 39.

[13] Mircea Eliade ; Mythes ,rêves et mystères ,p 26.

  [14] يونس لوليدي: الاسطورة ” بين الثقافة الغربية والثقافية الاسلامية”، انفوبرانت، فاس ط 1، 96 ، ص 12.

(Without writing)  يرفض ستراوس وصف الشعوب بالبدائية مفضلا تسميتها بشعوب دون الكتابة    )[15]

 كلود ليفي ستراوس، الأسطورة والمعنى، ترجمة عبدالحميد شاكر، سلسلة المائة كتاب، بغداد، 1986، ص 30،31 .[16]

 كارين أرمسترونغ: تاريخ الأسطورة ، ترجمة وجيه قانصو، الدار العربية ناشرون، بيروت، 2008، ص 14.[17]

  بدر شاكر السياب ، ديوان بدر شاكر السياب ، مكتبة بغداد، بيروت ، 2016، ص 9 ، سنشير ابتداء من هنا إلى عنوان القصيدة والصفحة من الديوان[18]

 قصيدة مرحى غيلان 13.[19]

 الديوان ص 25.[20]

 الديوان ص 37.[21]

 الديوان ص 13[22]

 الديوان ص 59[23]

 الديوان ص 82.[24]

[25]-تاجي علوش: مقدمة ديوان بدر شاكر السياب، مج 2 دار العودة ص 69

[26]-ميشال خليل جحا: الشعر العربي الحديثن م س،  ص 129

 يونس لوليدي:الأسطورة بين الثقافة الغربية والإسلامية، م س ،  ص 35. [27]

  ميشال خليل جحا: الشعر العربي الحديث “من احمد شوقي الى محمود دروش” دار العودة بيروت ،  ص 132.[28]

[29]-يونس لوليدي:الأسطورة بين الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية ص 18.

 الديوان ص 12. تموز إله الخصب     وعشتار ألهة الخصب والحب عند البابليين وهي حبيبة تموز.[30]

 الديوان ص 86.[31]

[32]-المسيح بعد الصلب (م 1 ص 459).

 من قصيدة رؤيا 1956 ، الديوان ص 95.[33]

 فوكاي هذا كان كاتبا في البعثة اليسوعية وقد أصيب بالجنون بسبب ما شاهده في هيروشيما.[34]

 الديوان ص 34.[35]

 من قصيدة رؤيا عام 1956 ، الديوان ص 94.[36]

 محمد محمود: الحداثة في الشعر العربي المعاصر، الشركة العالمية للكتاب، بيروت، 1996، ص 143.[37]

 كارين أرمسترونغ: تاريخ الأسطورة ، م س، ص 14.[38]

[39]– نبوءة ورؤيا (م 1 ص 164).

[40]– قافلة الضياع (م1 ص368).

[41]– الى جميلة بوحيرد (م 1 ص 378).

[42]– لوي مكنيس(م 1 ص 694).

[43]– أمام باب الله (م1 ص 139).

[44]– نبوءة ورؤيا (م 1 ص 166).

(م 1 ص 212):   قصيدة سهر [45]

[46]-وردت في الديوان يرن صور الموت: وأرى أن الأصح هو “صوت” وهذا ربما خطأ مطبعي.

[47]– اوديسوس من أبطال الأوديسة

[48]– احدى صديقات الشاعر توفيت.

[49]– إحدى شهيدات الموصل صلبها زبانية قاسم.

[50]– في الأسطورة عشق ظله.

[51]– تنتلوس جائع أبدا وكلما اقترب بفمه من غصن الثمار إلا وأبعدته الريح.

[52]– السفاح المغولي الشهير.

[53]– جعفر الجواهري الذي أعدم في العراق.

[54]– كاتب في البعثة اليسيوعية إلى هيروشيما فقد عقله من هول ما رأى.

[55]– شاعر الغجر مات مغتالا.

[56]الفتى الذي أحياه المسيح

[57]شاعر انجليزي كان الشاعر متأثرا به.

[58]– شاعر انجليزي عرفه السياب وقد مات فرثاه.

[59]– تزوج امه جوكست بعد أن قتل أباه.

[60]– في الأساطير الإغريقية يحيل من التقت عيناه بعينيه إلى صخر.

[61]– حورية بحر تغني فتجر إليها من يسمعها

[62]– احد ابطال المد الفوضوي في العراق.

[63]– الحداد بطل الشعب الكردي

[64]– الشاعر الإغريقي الاعمى.

[65]– اكبر الهة الاولمب الاغريقي.

[66]– الكلب الذي يحرس مملكة الموت.

[67]– آلهة الربيع بعد أن اختطفها اله الموت.

 صاحب معامل السلاح الألمانية الشهيرة.[68]

 –[69]ميشال خليل جحا : الشعر العربي الحديث، م س،  ص132.

[70]ماجد السامرني:من الحلم إلى الأسطورة، قراءة في المتخيل الرمزي عند السياب، الآداب ع فبراير 96،44، ص 52.


الدكتور: عبدالعزيز المنتاج – جامعة ابن زهر أكادير المغرب.

عبد العزيز المنتاج

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى