هل للفكر أسلوب؟ دولوز، دريدا، ليوتار
الكتاب: “ هل للفكر أسلوبٌ؟ دولوز، دريدا، ليوتار”
المؤلف: ماتيلد فالسبير
الناشر: فانسن الجامعية
تاريخ النشر: 9 مارس 2022
اللغة: الفرنسية
عدد الصفحات: 382 صفحة
إن كانت الفلسفة الفرنسية في النصف الثاني من القرن العشرين قد عرفتْ شُهرةً عالمية لم تصل إليها، ربّما، أيّة فلسفة معاصِرة أُخرى ــ حيث أصبحت أسماءٌ مثل ميشيل فوكو وجاك دريدا وجيل دولوز أشبه بنجومٍ ثقافية يعرف عنها حتى هؤلاء الذين لم يقرأوهم ــ فإنّ هذه الشهرة لم تنفصل يوماً عن انتقادٍ عنيفٍ وُوجهت به هذه الفلسفة، إن كان في العالَم الأنغلوساكسوني أو بين المفكّرين المحافظين في فرنسا.
ويكاد أغلب مَن انتقدوا الفلاسفة المذكورين أعلاه يركّزون على أسلوبهم الكتابي، الذي يُتّهم بالضبابية والتعقيد، وبالبُعد عن الوضوح، الذي يقدّسه الفكر التحليلي الأنغلوساكسوني.
ويُضاف إلى هذا، في فرنسا، أنّ منتقدي فوكو ودريدا ودولوز يبدون امتعاضاً من مواقفهم السياسية (اليسارية)، التي يرى مفكّرٌ يميني فرنسيّ مثل ألان فينكلكروت أنها تحول دون الموضوعية، والذي يصل حدّ القول إن دريدا فيلسوفُ مَن لا يملكون أوراق إقامة نظامية من المهاجرين.
عن “منشورات فانسن الجامعية” في سان دُني، شمال باريس، صدر حديثاً كتاب “هل للفكر أسلوبٌ؟ دولوز، دريدا، ليوتار”، للباحثة ماتيلد فالسبير، المختصّة بالأدب في الأصل، والتي تتناول نصوصاً عديدة للفلاسفة الثلاثة بتحليلٍ لأسلوبهم وخطابهم، سعياً للكشف عن الجديد الذي جاءت به أعمالهم في مضمار الكتابة الفلسفية.
تتمثّل الأطروحة الرئيسية للكتاب بالقول إن الأسلوب محدّدٌ للفكر لدى الفلاسفة الثلاثة الذين تتوقّف المؤلّفة عندهم بالدرْس، حيث كان كلٌّ منهم راغباً في إدخال تحوّلٍ أو قطيعة في الخطاب الفلسفي، أو اللوغوس، من خلال الأسلوب الكِتابيّ؛ ظاهرةٌ تُطلق عليها المؤلّفة تسمية “تحوُّر اللوغوس الفلسفي”، وتؤرّخ حدوثَها في بداية السبعينيات.
وتشير ماتيلد فالسبير إلى أنّ كلّاً من دولوز ودريدا وليوتار اتّخذ مسافةً نقديّة إزاء عددٍ من مسلّمات الخطاب الفلسفي الحديث، مثل الدالّ، والمفهوم، والاستعارة. كما تنوّه بخروجهم عن الشكل الكلاسيكي في بناء النصّ الفلسفي،
ليس فقط في فهمهم المختلف إلى ممارسات أكاديمية مثل التعليق والاقتباس، بل أيضاً في خلخلة مفهوم المؤلّف كما في الكتب التي وضعها دولوز مع غواتاري، أو كمجاورة نصّين في صفحة واحدة، أو تحويل الملاحظات في أسفل الصفحة إلى فضاء لا للإحالة العمياء، بل للنقاش والمُساءلة، كما فعل دريدا.