الترجمة بين تأويل الأنا والآخر
- تقديم
تعتبر الترجمة فعلا تأويليا للنص، يقوم به المترجم لنقله من لغة وثقافة الآخر إلى لغة وثقافة الأم أو العكس. وخلال هذه السيرورة الترجمية، يقوم المترجم بقراءة النص قصد فهمه، باعتماد التفكيك و الـتأويل لبنياته اللغوية والثقافية، للوصول إلى المعنى المتعدد الذي يفترض الاختلاف في تعدد القراءات.
وفي سيرورة الترجمة، يكتشف المترجم الآخر بواسطة النص كخطاب، سواء كان فلسفيا أو فكريا أو أدبيا أو قانونيا. كما تساهم الترجمة في تقريب الأخر، واستيعاب مضمون خطابه بشكل تأويلي، وفق رؤية فكرية وثقافية. تتفاعل وتتحاور مع النص، باحثة عن تفاهم ممكن بين النص المصدر والنص المترجم.
تجعل من عملية الترجمة فعلا ممكنا بالرغم من اختلاف الأنساق اللغوية والثقافية. ومن خلال العمل الترجمي، والتفاعل بين الذات والآخر، تتشابك الاستراتيجيات والرهانات لكل طرف، لقراءة الآخر قراءة تأويلية، وفق رؤية فكرية ومنهجية. ترتبط ارتباطا وثيقا بالموروث اللغوي والثقافي الذي يحدد رؤية كل من المترجم والمتلقي للعالم، وطبيعة الاختيارات، من أسئلة وأجوبة، في معادلة الحوار والتواصل مع هذا الآخر المتعدد بثقافته وأنساقه المعرفية. لكن ما هي العلاقة الجدلية القائمة بين الترجمة والتأويل؟ وكيف يساهم الفعل الترجمي في فهم و تأويل الذات والآخر؟
- 1- الترجمة وإشكالية الأنا والآخر
وجدت الترجمة نفسها دوما أمام ثقل التاريخ والموروث الثقافي والحضاري الذي يعكس تمثلات الأنا في المتخيل الجمعي والثقافي عن الآخر، حسب سيرورة العلاقات والأحداث التي تجمع الأفراد والمجتمعات والدول، سواء من أجل التعاون و التضامن أو من أجل الهيمنة والسيطرة. وذاكرة الأفراد والشعوب لا تنسى ما عانته، مثلا، في الفترة الكولونيالية من همجية واستغلال للثروات الاقتصادية والثقافية.
جعلت من المجتمعات المستعمرة (بفتح الميم) تعاني من الاستيلاب الثقافي والاغتراب. وما واكبه من نزعة استشراقية جعلت الدول المهيمنة ترسم صورة ثقافية استعمارية عن الدول والمجتمعات. وقد بين إدوار سعيد في كتابه “الاستشراق”1 كيف استطاعت الدول الاستعمارية أن تعكس تصورها ورؤيتها للآخر وفق مركزية أوربية متعالية، استمرت حتى بعد حركات الاستقلال في القرن الماضي وإلى اليوم. و هو ما جعل الذات تنظر لذاتها والعالم وفق رؤية من صنع الآخر وتقنع نفسها بما تراه وتتصوره.
إن تصحيح الرؤية الاستشراقية وتفكيك الخطاب الكولونيالي بخلفياته الاستعمارية الممتدة في الزمان، هي مسؤولية الفكر النقدي الذي عليه أن يسائل واقع الأنا والآخر، لخلق أفق ممكن للاختلاف الثقافي والحضاري مبني على التكافؤ والاعتراف والإنصاف اللغوي و الثقافي. يجعل من التعايش المشترك، الغاية لكل حوار وتواصل، لبناء التعاون والتضامن بين المجتمعات والدول.
والترجمة باعتبارها تأويلا وتواصلا بين الأنا والآخر، تتيح إمكانيات التقارب والتفاهم و الاستفادة من العلوم والمعرفة المختلفة في مختلف التخصصات. وتساهم بذلك في تطور وتقدم المجتمعات والشعوب عبر الإشعاع الفكري العقلاني ونشر الإبداع الفكري و الأدبي والفنون وتنمية الذوق الرفيع. كما ترفع من شأن الإنسان ودوره في بناء المجتمع على أسس التعدد والاختلاف والإنصاف والتضامن.
- 2- الترجمة وتأويل الآخر
تعددت المقاربات النظرية والمنهجية لعملية الترجمة في علاقتها بالآخر، بحيث يعتبرها الفيلسوف بول ريكور كاستضافة للآخر، في كتابه “في الترجمة”2، بحيث تستقبل لغة وثقافة معينة لغة وثقافة أخرى، مع ما يحدث من تفاعل واشتباك واغتراب. وتتشكل الترجمة حسب تصور بول ريكور من: ” الأجنبي أو الغريب والقارئ، أما المترجم فهو الواسطة بينهما، إذ هو الناقل لرسالة الأجنبي إلى لغة القارئ، وهو يقوم بذلك تعترضه مشاكل الترجمة سواء من جهة اللغة الغريبة أو من جهة اللغة التي سيترجم فيها رسالة اللغة الغريبة.
هذا فضلا عن مدى إخلاصه هو أو خيانته لمدى صدق الترجمة.”3 ويرى بول ريكور أن كل مترجم هو مؤول باعتباره يمارس الفهم والتفسير والـتأويل. فتصبح الترجمة عملية ممكنة وليست مستحيلة باعتبار أن الأفراد والمجتمعات مارستها، منذ القدم، إما للتواصل والحوار والتعاون ، أو للسيطرة والهيمنة على الآخر، بالرغم من الاختلاف اللغوي والسوسيوثقافي، لأنها تتيح معرفة الآخر واكتشافه والاستفادة من منجزاته العلمية والثقافية من أجل التطور والتقدم.
أما الكاتب والتأويلي الإيطالي أمبرتو إيكو فيرى الترجمة كعملية تفاوض وحوار بين المترجم والنص من جهة، وبين اللغات والثقافات من جهة أخرى، بأبعادها المتعددة ومقاصدها المختلفة قصد الوصول إلى النص الهدف. وذلك باستعمال التفكيك والتأويل للغة في بعدها الرمزي والسيميائي، وما تحمله من إحالات وقراءات. تجعل من فهم النص وترجمته، أكثر عمقا، تتقاطع فيه مختلف المقاصد اللغوية والفكرية والثقافية والتوفيق بينها، قصد ترجمة المعنى المتعدد للنص و التواصل مع المتلقي.4
و يرى هانس جورج غادمير الترجمة في كتابه “فلسفة التأويل”5، “كإحدى النماذج والقواعد الهامة في التأويل، لأن الترجمة ترغمنا ليس فقط على إيجاد اللفظ المناسب وإنما أيضا إعادة بناء وتشكيل المعنى الحقيقي للنص داخل أفق لغوي جديد تماما.”6 بهذا الشكل، تصبح الترجمة عملية تأويلية للذات والآخر من خلال النص، كمعطى لغوي وثقافي. يعكس استراتيجيات متعددة من إبداع وتلقي وقراءات. وتنصهر في الثقافة الهدف وتتأرجح بين التواصل والتفاهم من جهة، والسيطرة والهيمنة من جهة أخرى. وهو ما جعل غادمير يعتبر الترجمة كأداة لمحاولة امتلاك الآخر.7
كما تناولت الباحثة الفرنسية ماريان ليدرير الترجمة في كتابها “الترجمة : النموذج التأويلي”8، باعتبارها سيرورة تأويلية لترجمة المعنى. و تتشكل مراحلها من الفهم والانسلاخ اللفظي وإعادة التعبير قصد الوصول إلى النص الهدف. كما يتم ربط النص بسياقه اللغوي الداخلي والخارجي، في علاقة مع بنيته السوسيوثقافية التي أنتجته قصد فهم مضمونه المركب. أما الانسلاخ اللفظي فيتمثل في استخراج معنى النص أي الأفكار والمضامين الصريحة والضمنية وإعادة التعبير عنها في اللغة والثقافة الهدف باعتماد التكافؤ اللغوي والثقافي الذي يعتبر عملا يتطلب الكفاءة من طرف المترجم، للتغلب على الصعوبات والإكراهات التي تعترضه في تدبير ومعالجة اختلاف الأنساق اللغوية والثقافية.
وتصبح الترجمة في هذه المقاربة الأخيرة فعلا تواصليا مع لغة الآخر وثقافته، متجاوزة مختلف الحواجز والمعيقات التي تكبل الذات والآخر والانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى والتحرر من الانغلاق الثقافي والتمركز على الذات.
- 3- الترجمة وتأويل الذات
يقول جاك دريدا في كتابه “أبراج بابل”: الربط بين الترجمة والفهم، وكل الأعمال الكبرى في الأدب والفن والفكر وحتى مساعي العلماء، إنما قامت بغية إبراز دور الفهم في التقريب بين الناس … طالما أن الفهم يستوجب حبا ما، يمكن من الانفتاح، والانفتاح عدم النظر إلى الآخر بصفته الغريب، إنما المرئي من الداخل.”9 إن الترجمة تدفع بالمترجم إلى التفكير وطرح الأسئلة حول مختلف الاستراتيجيات والرهانات التي تجعل من الفعل الترجمي في جوهر التواصل اللغوي والثقافي، من أجل النهوض بالمجتمع وتقدمه العلمي والمعرفي، والتخلص من الجمود والانحطاط.
وهذا ما يفسر الاهتمام المتزايد للدول المتقدمة بترجمة الكتب وإصدارها بالآلاف كل سنة، وجعلها في متناول القارئ في مختلف الميادين والفروع الفكرية والعلمية والأدبية، مساهمة في بناء المجتمع وتقدمه وتحقيق الريادة في جميع المجالات المعرفية والتكنولوجية. بهذا الشكل، تصبح الترجمة أداة مهمة لبناء الإنسان وتقدمه الحضاري والثقافي، بالتفاعل الجدلي والبناء مع الآخر، من خلال الترجمة المكثفة للمعرفة والعلم وجعلهما في متناول المجتمع، للمشاركة في بناء الحاضر والمستقبل.
لكن الترجمة في العالم العربي لا زالت تسائل ذاتها، لأن واقعها يتطلب مجهودات مضاعفة من أجل النهوض بالحركة الفكرية والعلمية والأدبية، لإعادة بناء الذات على أسس معرفية سليمة. تجعل العقل العربي قادرا على التفكير بطريقة جدلية وحداثية مع واقعه والاشتغال بدينامية متواصلة لمواكبة العصر والتفاعل معه، بشكل سليم، دفاعا عن الذات واستقلاليتها وانفتاحها العقلاني الذي يحميها من التفكك والاغتراب.
كما تمكن الترجمة من نقل النص من ثقافة إلى أخرى وبذلك تضمن له الإشعاع والحياة والانتقال من المحلية إلى الكونية، وخصوصا إذا ترجم إلى اللغات العالمية. كما هو الحال لا الحصر لكتب عبد الكبير الخطيبي وعبد الله العروي وعبد الفتاح كيليطو و سمير أمين و روايات الطاهر بن جلون ومحمد شكري وعبد اللطيف اللعبي و اللبناني أمين معلوف والمصري نجيب محفوظ…
إن ربح رهان التطور المعرفي والعلمي رهين بالنهوض بأوضاع الترجمة والمترجمين، لجعل الذات المجتمعية قادرة على التفكير و مسايرة العلم والمعرفة المعاصرة من جهة، ومن جهة أخرى، تملك الآليات المعرفية والتقنية لتجاوز الازدواجية والصراع بين التقليد والحداثة، بجعل المجتمع العربي في قلب السيرورة التاريخية المعاصرة، بنقد التقليد وجعله يندمج في المجتمع، لتجاوز أعطاب حداثتنا المتعثرة وصناعة المستقبل.
هذا الطموح الفكري والترجمي سيمكن من تطوير سردياتنا للماضي بالتفكير والنقد والترجمة والمصالحة مع الذات. وجعلها تواكب العصر بتملك العلم والمعرفة والإبداع، لجعل هويتنا الثقافية متجددة و متفاعلة مع الثقافات الأخرى بكل ثقة، من موقع الإبداع والابتكار والإنتاج، وليس فقط من موقع الاستهلاك والانبهار بالآخر و بما ينتجه.
في هذا السياق، تصبح الترجمة فعلا تأويليا يساهم في تطوير اللغة الأم وانفتاحها على اللغات العالمية من خلال السيرورة الترجمية التي يقوم بها المترجم، من فهم وتفسير وتأويل بهدف ترجمة المعنى النصي، أي ترجمة الأفكار والمضامين المعرفية التي يكشف عنها هذا النص من خلال مقارنة ومجابهة لغة و ثقافة المصدرمع لغة و ثقافة النص الهدف، من معجم وتركيب وتعبير ومعنى وسياق، للوصول إلى التكافؤ اللغوي والثقافي.
يجعل من الحوار والتواصل بين اللغات والثقافات عملية ممكنة، لتقريب الآخر من الذات بما يحمله النص من اختلاف لغوي وثقافي. و يسائل قدرة الأنا على التفاعل وإيجاد أرضية للتفاهم والتعاون والتكامل الإنساني بعيدا عن نزعة الهيمنة والسيطرة.
- 4- الترجمة وجدلية الأنا والآخر
يقول أنطوان برمان :” إن جوهر الترجمة هو الانفتاح والحوار و التلاقح والتفتح، ووجودها رهين بتواصلها.”10 لذلك، تقوم الترجمة بدور ريادي للتقريب بين لغة وثقافة الأنا والآخر، في عالم يتميز بالتعدد والاختلاف اللغوي والثقافي والحضاري. وذلك من أجل التعرف على الآخر وموروثه الثقافي وتطوره، للاستفادة منه معرفيا وعلميا وتكنولوجيا.
وإعادة بناء الذات على أسس جديدة وحداثية لمواكبة العصر وتملك مقومات التطور العلمي والمعرفي بإعطاء الدينامية الفكرية والترجمية لتطوير العقل العربي وتشجيعه على التفكير والإبداع في جميع الميادين، للحد من الانحدار الثقافي والمجتمعي وبناء المجتمع العلمي الذي لا يمكن تحقيقه إلا برد الاعتبار للفكر والمفكرين والمترجمين والأدباء.
إن ترجمة النص هو في العمق فهم للأنا والآخر، باعتماد التفسير والتأويل بحيث يقوم المترجم بتفكيك البنيات التركيبية والدلالية للنص بأبعادها السيميائية والثقافية لكل من اللغة والثقافة الهدف. و الغاية من هذه الخطوة في عملية الترجمة هو استخراج المعنى الضمني والصريح والتعبير عنه وصياغته في اللغة والثقافة الهدف.
وهذه المراحل المنهجية التي يعتمدها المترجم ليست تقنية وبسيطة بل على العكس من ذلك، تماما، فهي مراحل مركبة بثقلها اللغوي والسوسيوثقافي، بما تحمله الأنساق اللغوية والثقافية من تعقيدات وتشابك الاستراتيجيات سواء كانت ترجمية، فكرية أو وظيفية. تسائل المترجم للقيام بالعمل الترجمي بنزاهة وأمانة في عالم تهيمن عليه الخلفيات الفكرية في التعامل مع المتلقي.
في هذا السياق، ، تعمل الترجمة في المقام الأول على فهم ثقافة الآخر واختلافه في شروطه التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية، كبنيات أنتجت مجموعة من النصوص والمعارف في مختلف الميادين العلمية والفكرية والأدبية.
تفترض من المترجم فهمها وتفكيكها تفكيكا منهجيا للوصول إلى ما وراء النص و البنيات العميقة المتحكمة في النص الأصلي. بهذا الفهم، تعتبر الترجمة أداة أساسية لحوار الثقافات والمجتمعات وتقاسم المعارف في مختلف المجالات الفكرية والعلمية والأدبية بالرغم من الاختلاف والتعدد اللغوي والثقافي.
- خاتمة
تعتبرالترجمة فعلا تأويليا تساهم في تطوير التواصل والتفاهم بين الأنا والآخر بالرغم من الاختلاف اللغوي والثقافي. كما تساهم في تطوير اللغة الأم وانفتاحها على اللغات العالمية. وذلك من خلال السيرورة الترجمية التي يقوم بها المترجم من فهم وتفسير وتأويل، بهدف ترجمة المعنى النصي. أي ترجمة الأفكار والمضامين المعرفية التي يكشف عنها هذا النص من خلال مقارنة ومجابهة لغة و ثقافة المصدر مع لغة و ثقافة النص الهدف، من معجم وتركيب وتعبير ومعنى وسياق، للوصول إلى التكافؤ اللغوي والثقافي.
يجعل من الحوار والتواصل بين اللغات والثقافات عملية ممكنة لتقريب الآخر، بما يحمله النص من اختلاف لغوي وثقافي. كما يسائل قدرة الآخر على التفاعل وإيجاد أرضية للتفاهم والتعاون والتكامل الإنساني بعيدا عن نزعة الهيمنة والسيطرة. وهذا لن يتحقق إلا بتجاوز التمركز الذاتي والانغلاق وتصحيح العلاقات بين مختلف الثقافات الإنسانية التي تطمح إلى التطور والتعاون الفكري والعلمي والتكنولوجي.
- المراجع :
- إدوار سعيد.1978.”الاستشراق”.المعرفة. السلطة. الانشاء ، ترجمة كمال أبو ديب، الطبعة العربية السابعة، بيروت، لبنان.
- بول ريكور، عن الترجمة. 2008. ترجمة حسين خمري، منشورات الاختلاف، الجزائر، الطبعة الأولى.
- نفس المرجع. ص.11
- – أمبرتو إيكو. 2012.أن نقول نفس الشيء تقريبا. ترجمة أحمد الصمعي. المنظمة العربية للترجمة. بيروت . لبنان. ص.24 .
- غادمير هانس جورج .2006. فلسفة التأويل، الأصول، المبادئ، الأهداف، ترجمة محمد شوقي الزين، المركز الثقافي العربي، الدار العربية للعلوم، الطبعة الثانية.
- نفس المرجع. ص131.
- غادمير هانس جورج .2017 . الحقيقة والمنهج، ترجمة حسن ناظم، علي حاكم صالح، دار أويا للطباعة والنشر، طرابلس، الطبعة الأولى. ص. 14.
- Lederer Marianne. 1994, La traduction aujourd’hui, Modèle interprétatif. Hachette. Paris, France.
- جاك دريدا. 1985. أبراج بابل. ترجمة صبحي دقوري، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية، سوريا.
- Birman Antoine . (1984). L’épreuve de l’étranger. Gallimard, Paris,