العرب

“القحطانيون” أو “العرَب العاربة”

القحطانيون؛ أو العرب القحطانية؛ هي إحدى الجذمين العربية، وقسم النسّابون العرب أنساب العرب قسمين: القبائل العدنانية، والقبائل القَحطانية.


والأولى تشمل قبائل ربيعة ومضر وقيس عيلان، والثانية تشمل قبائل اليمن كلها. ولا يصحّ عند النسّابين ما جاوز قحطان من أنساب القبائل اليمنية.ويقال لهم العرب العاربة، وفي ذلك قال عبد الله بن عباس: «الْعَرَب العاربة: قحطان بن الهميسع، والامداد، والسالفات، وحضرموت».


ويقسم قدماء النسابة أمثال وهب بن منبه ومحمد بن السائب الكلبي والشرقي بن القطامي قحطان إلى أولى وثانية،وفي ذلك قال هشام الكلبي:«عن أبي والشرقي بن القطامي إن قحطان بن عابر قوم انقرضوا، وهم قحطان الأولي. أما قحطان الثانية فهم قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نابت بن إسماعيل».


ويزعمون أن يعرب بن قحطان الثانية أفصح لسانا من بني قحطان الأولى، قال الشرقي بن القطامي وابن الكلبي:«أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان، وهي أفصح من الأولى عربية عاد وثمود والعماليق وطسم وجديس وبني يقطن ابن عابر».


ويزعم ابن دريد أن يعرب بن قحطان أول من اعتدل لسانه من السريانية إلى العربية، وقال: «العرب العاربة سبع قبائل: عاد وثمود، وعمليق، وطسم، وجديس وأميم، وجاسم، وقد انقرض أكثرهم إلا بقايا متفرقين في القبائل. قال: وسمي يعرب بن قحطان لأنه أول من انعدل لسانه عن السريانية إلى العربية».


كانت للقبائل القحطانية حضارة عريقة في العصور القديمة، وكان من مظاهر الحياة الزراعية إنشاء سد مأرب، ولمّا تطاول الزمان على هذا السد انهار، فهاجرت على أثر انهياره كثير من قبائل قحطان، وهاجر بعضها قبل انهياره، وأشهر القبائل التي هاجرت من اليمن قبيلة الأزد الضخمة العدد، فنزل فريق منهم بلاد الشام وأسسوا دولة الغساسنة وهم آل جفنة.


ولمجاورتهم دولة الروم اضطروا إلى أن يدينوا لها بالطاعة ويخضعوا لسلطانها.ونزل فريق آخر من الأزد بلاد عُمان وما حولها وعرفوا بأزد عُمان، ونزل فريق ثالث بالسَّراة وتهامة، واستقرّ الأوس والخزرج في يثرب التي عرفت بعدئذ بالمدينة المنورة، وهم الذين نصروا رسول الله وأطلق عليهم لذلك لفظ الأنصار.


وقد نزلوا يثرب مجاورين ليهودها. وهاجرت قبيلة لخم وقبائل أخرى إلى العراق وأسسوا دولة المناذرة التي دانت لسلطان دولة فارس المجاورة لهم. ونزلت مكة منذ القديم قبيلة جُرهم وهي من القبائل العربية البائدة، ثم حلّت محلها قبيلة قضاعة اليمنية إلى أن قوي أمر قريش فأخرجتها من مكة.


وبعد ظهور الإسلام وانتشاره في قبائل العرب دانت القبائل القحطانية كلها لسلطان قبيلة قريش العدنانية، لأن الرسول كان من قريش، وكذلك خلفاؤه وملوك الدولتين الأموية والعباسية.


وفي العصر الأموي هبَت رياح العصبية القبلية بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية لأسباب شتى، ووقعت بينهما حروب كثيرة أعنفها تلك التي نشبت بالجزيرة الشامية بين قبيلة قيس عيلان العدنانية وقبيلة كلب القحطانية. وكانت العصبيات القبلية من أسباب سقوط الدولة الأموية.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى