وحدي أُطلّ عليها
(1)
حبيبتيَ التي حوّلتني إلى عود قصبٍ بريٍّ
تردّ معَ الريح صوتي إليّ
يَدْخلني الهواءُ بلطف يتوزّع في الثقوب الباردةْ
يفقد كلّ شيء صوته
ويتوه
(2)
حبيبتيَ التي عاتبتني بعنفٍ آخر مرّة تزرع في لساني شوكتينْ
تفتح أبواب الجحيم على مصارعها
تشهد مصرعي في الدرْك الأسفل من جهنّمها
تسعّر فيّ كومة من قصائديَ القديمةْ
وترشّني برسائلي
كأنْ لتراً من النفط السريع الاشتعال
وتخبطُ في رمادي ضاحكةْ
(3)
حبيبتيَ التي كانت تسافر كي تُريني لون نهديها
تعمّدني بماء عطورها
وتطعمني بيديها النحيلتين غداءنا على مهْل شغوفْ
وكانت تصنع النشوى من نثار اللحن في المطعم
أجاعتني على مرآيَ فجأة
وأرّختني في صحف المدينةْ
بقصيدة منشورة بغير مجاز
(4)
حبيبتي الآن تراقبني لئلا أخرج من ثقوب القصب البريِّ
تلاعبُ أخيلة القصيدة كي تمرجحني على خيول سوء الظنّ
عرقي يسيل على صخرة الوادي السحيق
وأقيس المسافة ما بين رأسي وخطوة القدمينْ
وأسبح في ظلال متاهتينْ
وأنقش ما تبقى من صلابتيَ الأخيرة
وأصمت مثل يرغولٍ قديمْ
(5)
حبيبتيَ الـ كانت حقيبة أسراري
تودّعني
وتودعني صندوق أسودها
ترفرفُ مثل طيرٍ فوق أضرحتي
وتعلن أنّها صارت إلهاً ربيعيّ الملامح
وحدي أطلّ عليها بين أضرحتي
وأكتبُ كلّ يومٍ أغنيةْ…
حزيران 2020