البحث العلمي

هل اقترب التوصل إلى لقاح لكوفيد – 19 مع تزايد وتيرة التجارب الواعدة

 

  • سباق مع الزمن

يسابق العلماء الزمن في محاولات متعددة لإيجاد لقاح مضاد لفايروس كورونا المستجد وعلاجات تساعد المصابين على التعافي وتقلل احتمالات الوفاة جراء التعرض للإصابة به. وتتعدد محاولات الخبراء يوميا، ويجرّبون أنواعا من اللقاحات تم اعتمادها سابقا للحد من مخاطر كوفيد – 19 بانتظار إيجاد اللقاح الفعال والوصول إلى أدوية يتم تصنيعها للحد من الخسائر البشرية المترتبة عليه.

لندن – اكتشف علماء من جامعة مينيسوتا الأميركية، أن نقطة ضعف فايروس كورونا في بنيته الجزيئية، حيث أنه ينتشر بسرعة بسبب قوة التصاقه العالية. واتضح أن الفايروس يستخدم الشوكات البروتينية في الالتصاق ببروتين مستقبلات الخلايا البشرية.

ويشير الباحثون إلى أنه “بعد دراسة السمات البنيوية لبروتينات الفايروسات الأكثر أهمية في إقامة اتصال مع الخلايا البشرية، نستطيع ابتكار أدوية يمكنها العثور على هذه البروتينات وكبح نشاطها”.

ويؤكد الخبراء على أن الوباء العالمي أدى إلى حدوث تغيرات في الفايروس زادت من قوة التصاقه. وقد سبق أن اكتشف الباحثون درجة تشابه عالية بين كوفيد – 19 وسارس – كوف – 2. ولكن سابقا لم يكن بإمكان العدوى الالتصاق بالخلايا البشرية.

ويقول الباحثون، “يمكن استخدام عملنا في إنتاج أجسام مضادة وحيدة النسل، يمكنها التعرف على الفايروس وتحييده ومنع التصاقه بمستقبلات الخلايا البشرية”.

وبدأ فريق من الأطباء التايلانديين في استخدام “مزيج” من عقاقير الإنفلونزا والإيدز لعلاج مرضى كوفيد – 19، ونشر موقع “بيزنس إنسايدر” تفاصيل العلاج المستخدم في مستشفى “راغافيثي” بمدينة بانكوك، والذي مزج فيه الأطباء أدوية للإنفلونزا مع علاجات للإيدز، وأظهرت تحسنا كبيرا للمرضى في غضون 48 ساعة فقط.

وقال الباحثون إن أطباء تايلاند استخدموا عقاري “لينافير” و”ريتونافير” المستخدمين في علاج الإيدز ممزوجين مع عقار “أسيلتاميفير” المضاد للإنفلونزا.

وقال كريانغسكا أتيبورنوانيتش، أخصائي الرئة في مستشفى راغافيثي، إن التوقعات الأولية لذلك المزيج العلاجي “جيدة ومبشرة إلى حد بعيد”. ولكن “لا بد من القيام بالمزيد من الدراسات لتحديد إمكانية أن يكون العلاج الجديد معيارًا يمكن استخدامه بشكل موسع”.

وقال سومساك إكسليم، المدير العام لقسم الخدمات الطبية في المستشفى التايلاندي، “ينبغي أن يكون استخدام هذا العلاج بحذر، فمثلا استخدام عقار الإنفلونزا أوسيلتاميفير، عندما استخدم بجرعات مرتفعة على مريضين أحدهما أصيب بحساسية شديدة والثاني تحسن”. وأردف “من المبكر القول إن هذا يمكن أن يكون علاجا ناجحا بالفعل ويمكن تطبيقه على كل الحالات”.

ونشرت مجلة “ذي لانست” ورقة بحثية عن لقاح ابتكره علماء في كلية الطب بجامعة بيتسبيرغ وأطلق عليه اسم “لقاح بصمة الإصبع”، ويقول العلماء إن لصاقة (أو رقعة) بحجم بصمة الإصبع يمكن أن تكون لقاحا لفايروس كورونا. ووجد العلماء أنه عند اختباره لدى الفئران، أنتج أجساما مضادة خاصة بكوفيد – 19، بكميات يعتقد أنها كافية لتحييد الفايروس.

وصرحت الكاتبة المشاركة أندريا غامبوتو، أستاذة الجراحة المساعدة في الجامعة، “كانت لدينا خبرة سابقة في سارس – كوف عام 2003 وميرس – كوف في 2014. وتعلمنا أن بروتين “spike”، مهم لإحداث مناعة ضد الفايروس. وعرفنا بالضبط مكان محاربته”.

وأطلق العلماء على عقارهم اسم “PittCoVacc”، اختصارا للقاح (Pittsburgh Coronavirus)، ويستخدم قطعا مختبرية من البروتين الفايروسي لبناء مناعة، بالطريقة نفسها التي تعمل بها لقاحات الإنفلونزا الحالية.

واستخدم العلماء أيضا نهجا جديدا لتقديم الدواء، يسمى مجموعة “microneedle”، لزيادة الفاعلية، وهي عبارة عن رقعة بحجم طرف الإصبع تحوي 400 إبرة صغيرة، تنقل قطع بروتين “spike”عبر الجلد.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة “موناش” الأسترالية، أن جرعة واحدة من عقار “Ivermectin” يمكن أن توقف نمو فايروس سارس – كوف – 2 في الخلايا المزروعة مختبريا. وزعم الباحثون أن عقار قمل الرأس “المضاد للطفيليات”، يمكنه قتل كوفيد – 19 في المختبر في غضون 48 ساعة.

وقال الدكتور كايلي واغستاف، من معهد الطب الحيوي في موناش، “وجدنا أنه حتى جرعة واحدة يمكنها إزالة جميع الحمض النووي الريبي الفايروسي (إزالة المواد الوراثية للفايروس بشكل فعال) خلال 48 ساعة”.

ومن المرجح أن عقار “Ivermectin” يوقف الفايروس عن طريق تثبيط قدرة الخلايا المضيفة على مسحه. وتتمثل الخطوة التالية في التأكد من أن المستوى المستخدم في المختبر آمن للبشر.

في الأوقات التي نواجه فيها جائحة عالمية ولا يوجد علاج معتمد، إذا كان لدينا مركّب متاح في جميع أنحاء العالم، قد يساعد الناس في وقت أقرب

وأوضح واغستاف “في الأوقات التي نواجه فيها جائحة عالمية ولا يوجد علاج معتمد، إذا كان لدينا مركّب متاح بالفعل في العالم، فقد يساعد الناس في وقت أقرب. من الناحية الواقعية سيستغرق الأمر بعض الوقت ليتوفر اللقاح”.

وفي مستشفى ماساتشوستس العام، التابع لكلية الطب بجامعة هارفارد، يختبر علماء عقار ريمديسيفير، وهو عقار تجريبي أظهر نتائج واعدة ضد بعض فايروسات كورونا الأخرى.

ويتم إعطاء العقار من خلال الحقن الوريدي؛ إذ أنه مصمم للتدخل في إنزيم يعيد إنتاج المواد الوراثية الفايروسية. وفي الاختبارات التي أجريت على الحيوانات ضد السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ساعد الدواء على منع العدوى وعلى التقليل من شدة الأعراض عندما يعطى في وقت مبكر بعد الإصابة.

ويعتبر الخبراء هذا العقار الأنسب من بين العديد من العلاجات المحتملة، وقد تؤدي الدراسات الحالية إلى الموافقة على تداوله. وكتب الرئيس التنفيذي دان أوداي في رسالة أن “جلعاد” أعطت العقار لأكثر من 1700 مريض على أساس كل حالة على حدة.

وقدمت شركة جلعاد عقار ريمديسيفير لدراستين في الصين من المتوقع أن تعطيا نتائج نهاية الشهر.

وتعتبر دراسة معاهد الصحة الوطنية الأميركية هي الأكثر دقة. حيث تقارن عقار ريمديسيفير مع الحقن البديلة، ولا يعرف المرضى ولا الأطباء من الذي حصل على أي منهما لحين الوصول إلى نهاية الدراسة.

 

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى