أقرأُ لأتنفس .. أقرأ لأعيش ..
.. أحببتُ القراءة لأسباب متنوعة: كنتُ أقرأ لأتنفس، أقرأ لأعيش حياتي (كما حياة الآخرين)، أقرأ لأسافرَ نحو البعيد، لأهرب من الواقع المرير، لأكبت دوي انفجارات الحرب، لأتجاهل صراخ والديّ وخلافاتهما ومعاناتهما اليومية، لأضرم نار نهمي وتعطشي، لتتراكم فيَّ طبقات من القوة،
أقرأ لأناجي روحي، لأسدد إليها صفعة، أقرأ لأتعلَّم، لأنسى، لأتذكّر، أقرأ لأفهم، لأنسجَ الأمل، لأضع الخطط، أقرأ لأؤمن، لأحبّ، لأحترف الرغبة، والتوق، والشهوة.
كنتُ أقرأ على وجه الخصوص، لأتمكن من الايفاء بالوعد الذي قطعته على نفسي، بأن تكون حياتي يوماً ما مختلفة عمَّا كانت عليه آنذاك. هو وعدٌ بذلتُ ومازلتُ أبذل كل ما في وسعي للإيفاء بهِ، لا لشيء إلا كُرمى لـ (أنا) الصغيرة،
تلك الفتاة الهشّة العالقة في شرك، والتي كانت بين انفجارات مدافع المليشيات في الخارج وصراخ أهلها في الداخل ترتحل بعيداً على متن أحلامها ….
_________________
من كتاب: هكذا قتلتُ شهرزاد – جمانة حداد ” كاتبة وصحافية لبنانية”